أخبار عاجلة

يا هوا الزقازيق

الأحد 12 مارس 2017 01:58:04 صباحاً

 قادتني قدماي وقت الغروب  للسير علي كورنيش بحر الزقازيق "بحر مويس" والذي احتضن سيدنا موسي عليه السلام وهو رضيع في مجراه إلي أن وصل لفرعون وبدأت عندئذ حكاية ليها العجب .

 

ترجلت حتي وصلت الي كوبري مبني المحافظة وجلست اتأمله حيث اصبح شبيها بكوبري ستانلي بالاسكندرية والتفت انظر إلي مياه البحر وانا اسمع اغنية أميل لسماعها دائما لماهر العطار:« ياما زقزق الأيمري علي ورق الليمون»، وقتها تمنيت ان أري سمك الزقزوق صاحب صوت الزقزقة اللي كان متواجد قديما في البحر وبسببه سميت الزقازيق بهذا الاسم؛ وأنا غارق في هذا الخيال سمعت صوت سيدة عحوز تناديني وتسألني عن موقف ديرب نجم ولم يلحق لساني بالرد فوجدت احد المارة علي الكوبري يمسك يديها ويقول لها انا من ابنائها هوصلك يا أمي فقلت رحم الله الصالح نجم الدين أيوب الذي استضافته وجيشه ديار بني نجم واكرمته حينما كان متوجها للمنصورة لقتال الصليبين .

 

 تذكرت أن مر بي وقت طويل فعاودت السير واتجهت إلي ميدان المحطة في رحلتي الي بيتي فوجدت سيارة أجرة يناديني سائقها قائلاً: «هل ذاهب إلي بلبيس»؟!، فرديت عليه مداعبا: « بلبيس هتلبس دبلتها شربين شربنا في قلتها بعد المحله محلتنا بنها العسل راح تشفينا».

 

وفي شارع البوستة وسط الزحام والمقاهي الشعبية الجميلة بناسها الطيبين وجدت تلفزيون يذيع اغنية لمحمد طه بيقول: « جابت عينيه الغيطان والترعة والزرعة انتي الأصيله يا مصر وكلنا عارفين انتي الأصيلة يا مصر وكلنا شاهدين»، رديت بصوت هامس وغنيت: «احب نور النبي واعشق هو الزقازيق اصل الكرم محترم زايد العلم من الزقازيق يا احلي شعب طيب وكريم من الزقازيق عالأصل دور»؛ وفضلت ادندن لعند ماشافت عينيه القهوة اللي كان بيحب يعقد عليها "مرسي جميل عزيز" اللي استلهم اغنيته تلات سلامات لمحمد قنديل من صاحب القهوة اللي وحشه بعد غيابه، لما قله: « فينك يا استاذ مرسي بقالك تلات ايام غايب بايدي سلام وعيني سلام وقلبي سلام تلات سلامات»، ولكن كتب مرسي جميل وابدع بألحانه سيد إسماعيل وغني العندليب عبدالحليم حافظ اغنية الشرقية اللي مظهرتش للنور وكان كلماتها اروع ماتسمع بتقول "يا أبو رمش يجرح ويداوي وعيون يوصفها مغناوي من غير متقول رمشك قلي انا من الزقازيق انا شرقاوي".

 

ووصلت ميدان الصاغة ووجدت فرح بالمزمار البلدي علي انغامه بيرقص حصان يمتطيه فلاح اصيل فكرني بيوم 9 سبتمبر1881 لما وقف الزعيم أحمد عرابى ابن هرية رزنة أمام الخديوى توفيق يدافع عن حقوق الشعب المصري والجيش وقال: «لقد خلقنا الله احراراً ولم يخلقنا تراثا او عقاراً فوالله الذي لا اله إلا هو لن نورث ولا نستعبد بعد اليوم».

 

واكملت في اتجاهي لأسابق الزمن لأركب السيارة المتجهة لبلدي وتخطيت خط السكة الحديد عند كوبري ابوعميرة  المتجه إلي بورسعيد وتذكرت حينما تعطل القطار نفسه في رمضان وخرج أهل فاقوس لإفطار الصائمين بالقطار كاملاً فعرفوا بـ«أهل الكرم» نسبة لهذه لواقعة، ولم انسي مدرستي احمد عرابي الثانوية وبجوارها مستشفي رمد الزقازيق التي اقتربت من احضان مائة عام مبانيها، ومدرسة عبدالله فكري، وفكري اباظة الاديب والكاتب والصحفي الكبير.

 

 وأخيراً جلست علي الكرسي  فدقائق بالسيارة تكن النهاية لمنزلي وعلي كوبري الزراعة نظرت يمينا فوجدت آثار تل بسطه تلوح ويساراً، ووجدت طريق صان الحجر عاصمة مصر بعد الدولة الوسطي الفرعونية ولم اندهش فثلث آثار مصر الفرعونية بالشرقية، وفى هذا الوقت سمعت صوت رنين تليفوني فوجدت المتصل أحد اصدقائي من منيا القمح وهي مستودعات ومخازن القمح في عهد سيدنا يوسف فابتسمت وكأن ما بخيالي يتفق مع واقعه، ونزلت الي بلدي غزالة واذا ببيت الاديب ثروت اباظة صاحب قصة فيلم شئ من الخوف اللي عبارته "جواز عتريس من فؤاده باطل " وقالها الفنان يحي شاهين وهو بيدافع عن شادية «فؤادة» ضد جوازها الباطل من عتريس الفنان محمود مرسي مثالا يحتذي به في الدفاع عن الظلم والقهر ومقاومته .

 

 واخيرا وصلت البيت وانا من حبي في الزقازيق وتاريخها بقول آه منك يا هوي الزقازيق.