أخبار عاجلة

الدكتور مجدي الحسيني يكتب: مدينة الزقازيق والعشوائيات..الأزمة وطرق المواجهة

الأحد 26 فبراير 2017 02:38:33 مساءً

تضم مدينة الزقازيق بين جناباتها العديد من المناطق العشوائية والعدد في إزدياد يوميا نتيجة للهجرة الدائمة من الريف للمدينة.. يتوزع معظمها علي الإطار الخارجي لمدينة الزقازيق والبعض منها يتواجد داخل قلب مدينة الزقازيق وتشكل هذه المناطق العشوائية أعلي معدلات كثافة سكانية بالمدينة رغم ما تعانية هذه المناطق من سوء حالة الطرق والشوارع والمنازل والخدمات وعلي رأسها مياه الشرب والصرف الصحي وانخفاض مستوى المعيشه ودخل الفرد فيها وإنتشار معدلات الفقر والمرض والجريمة والانحراف والبطالة.

 

 وبعض هذه المناطق لايزال يسرى عليها نظام الحكر أى يتم تأجير أرضها بالمتر لساكنيها الذين تحول الكثير منهم لملاك سواء بطريق شرعي أو غير شرعي، إضافة إلي تفتيت الملكية في هذه المناطق جعل بعض المنازل لاتتجاوز مساحته أمتار قليله لاتكفي للسكن الآدمي بها وإزدحام الدور الواحد من هذه المنازل بأكثر من أسرة وكل أسرة تضم أكثر من فرد بمراحل سنية وخلفيات ثقافية مختلفة مما يجعل من هذه المناطق قنابل موقوته مهيئة للانفجار في وجه المدينة بأى لحظه.

 

وتفتقر هذه المناطق للمحاور المرورية الطولية والعرضية مما يضاعف من حجم الخسائر في حالات الكوارث كالحريق أو الزلازل أو الانهيارات نظرا لعدم قدرة سيارات الخدمات إلي الدخول لهذه المناطق.

 

ولحل هذه المشاكل المستفحلة في مجال العشوائيات ينبغي العمل علي مستويين:

 

المستوى الأول: بعد التخطيط العلمي والمستقبلي السليم لهذه المناطق تأتي عمليات الاحلال التدريجي مع الحفاظ علي التركيبة السكانية لها، ومدها بما يلزمها من مرافق وخدمات علي أساس علمي سليم وبما يضمن ويكفل حقوق السكان وآدميتهم وحقهم في حياة كريمه وعمل يتناسب مع قدراتهم وإمكانياتهم علي أرض وطنهم ويقلل من الاحتقان الفئوى والطائفي بين أهالي المدينة الواحدة وما يشمله ذلك من انخفاض لمعدلات الجريمه والانحراف والفساد.

 

وتتميز هذه المناطق بالتوسع الأفقي فيها مما يجعل حل مشكلتها سهل نسبيا بإقامة العمارات متعددة الطوابق والتي تستطيع إستيعاب قاطني أكثر منزل، مما يسمح باقامة الخدمات اللازمة لهذه المناطق علي الأراضي المتوفرة جراء ذلك.

 

وبيان هذه المناطق كالتالي:

كفر الإشاره، عزبة الحريرى، عزبة التل، عزبة حسن صالح، كفر النحال، عزبة مرعي، كفر الزقازيق البحرى، عزبة الجمباز، كفر عبد العزيز، عزبة عبد اللطيف حسانين، عزبة عبد المسيح، كفر معوض.

 

والمستوى الثاني: ويتركز في منع تكرار ظاهرة العشوائيات بواسطة:

 

1-المسح الجوى الدورى لأطرف المدن لمراقبة ومنع التمدد والتوسع العشوائي له.

2-إقامة مساكن منخفضة التكاليف بمعرفة صندوق تطوير العشوائيات بكل محافظة علي أطراف المدن تتمتع بالحد الأدني للمواصفات الأساسية للسكن العائلي ويتولي المنتفع تسديد رسوم الايجار لصالح هذا الصندوق بما يسمح لهذه الصناديق بالاستمرار في تقديم وحدات جديده لمنتفعين جدد، ويمكن تنمية هذا الصندوق من حصيلة الرسوم المفروضه علي تراخيص الأبراج، ورسوم التحسين للمناطق المستفيدة من التحسين، وبعض الرسوم المستحدثة التي ترى المجالس المحلية المنتخبة فرضها لصالح تنمية صندوق تطوير العشوائيات، هذا إلي جانب وحدات الإسكان الاجتماعي التي شرعت الدولة في إقامتها بالتعاون مع صندوق يحيا مصر وانتشرت في ربوع المحاغظات المختلفة.

 

وبالنسبة لمساكن الإيواء العاجل بمدينة الزقازيق:

 

إحلال وتجديد مبنيي الإيواء الموجودين الأول بحي الإشارة والثاني بجوار المشاية الخاصة بمزرعة مدرسة الزراعة الثانوية بعد مضاعفة مساحتيهما بإضافة جزء من أراضي أملاك الدولة المجاورة لهما واستبدال المباني القائمة بمباني حديثة تتحقق فيها الآدمية والخصوصية وتسمح باستيعاب عدد أكبر من الأسر سواءا من أصحاب الحالات الطارئة أو من الفئات الأولي بالرعاية وتحقيق الاستفادة الكبرى من الأرض المخصصة للمشروع بالارتفاع الرأسي مع تخصيص الأدوار السفلية كمحال تجارية وورش يمكن لحائزي الشقق استغلالها لتوفير فرص عمل لهم ولأولادهم لزيادة دخلهم واعتمادهم علي أنفسهم في حياتهم لتحقيق البعد الاجتماعي والإنساني للتطوير.

 

 

                                                             أ.د مجدى الحسيني عليوه

                                                       أستاذ العلاج الطبيعي جامعة الزقازيق