أخبار عاجلة

«قصص الحيوان في القرآن».. قطمير «كلب» أهل الكهف

الاثنين 04 يوليو 2016 03:27:00 مساءً

الشرقية الآن _ متابعات

في مدينة تدعى "أفسوس" كان يعيش ملك ظالم كافر بالله يعبد الأوثان، ومن بين شعبه راعي يعبد الله سرًا هو وعدد من أصحابه وكان يصلي إلى الله عندما يرعى غنمه بعيدًا عن الأعين، وفي أحد  الأيام رأى كلب لا يقوى على المشى فعطف عليه وأعطاه من طعامه وشرابه فأصبحا صديقان وأطلق عليه اسم "قطمير".

 

صار "قطمير" يحافظ على غنم الراعي ويرعاهم ويصاحبهم في كل الأوقات، بينما ذهب الراعي لقصر الملك لإعطائه خراف، صرخ فيه الملك قائلًا" أيها الراعي راقبتك مرارًا ولم أرك تسجد لآلهتنا" فتحجج الراعي بأن نظره ضعيف ولم يعد يرى الآلهة، وانصرف مسرعًا.

 

وفي أحد الأيام قرر ذلك الملك الطاغي بأن يتخلص من كل من لا يعبد الآلهة ويقوم بتمزيق جسده، فعرف وزيره بذلك القرار والذي كان يعبد الله وحده لا شريك له، فأسرع إلى الراعي وبقية رفاقه ليخبرهم بذلك القرار.

 

اتفق الوزير مع بقية من آمن بالله تعالى أن يقضون نهارهم في أحد الكهوف وعندما يسدل الليل ستائره يسرعون خارج البلاد حتى ينقذون أنفسهم من قبضة ذلك الملك الطاغي.

 

كانوا ستة رجال و"قطمير" صديق الراعي ما إن وصلوا الكهف  حتى تفرقوا وناموا من شدة الخوف والتعب، وعندما رأى الكلب منظرهم، خاف أن يعثر عليهم حراس الملك، فاتّجه إلى فتحة الكهف، وفتح يديه ورجليه، معترضاً طريق من يتقدم إلى الكهف، ومتخذًا وضعية الحراسة.

 

مرت الأيام والراعي ورفاقه وكلبه نائمون على هيئة متيقظين، إلى أن استيقظ الكلب من نومه وذهب ليوقظ صاحبه وعندما شاهده فزع من شكله الذي تغير وشعره الذي طاله المشيب فأخذ ينبح من شدة الخوف، فاستيقظ الراعي من نباح قطمير وانتبه إلى شكله فأسرع إلى رفاقه الذين تغير شكلهم مثله.

 

وبعد جدال عن عدد الأيام التي قضوها داخل الكهف شعروا بالجوع فذهب الراعي ليحضر بعض الطعام، ولكنه استعجب من معالم المدينة التي تبدلت وتغيرت، فأخرج عملة من جيبه كان الملك أعطاه إياها ليشترى الطعام ولكن البائع لم يتعرف على العملة وأعطاها لغيره من البائعين لعل أحدهم يتعرف عليها.

 

وبالحديث مع البائعين علم الراعي أنه رقد هو وأصحابه ثلاثمائة عام داخل الكهف، فأحضروه إلى ولي أمرهم وهو الحاكم (يندوسيس) فسأله عن حاله وما قصة النقود التي معه فأخبره بكل ما جرى معه ومع أصحابه، كان الملك يستمع إليه وهو في غاية من الدهشة، ثم طلب من الراعي أن يرى الكهف الذي فيه الرجال الستة.

 

طلب الراعي من الملك أن يدخل الكهف أولًا ليعلم رفاقه بقدوم الملك ولكنه دخل ولم يخرج فقرر الملك أن يرى ما حل به إذ به يلقاه وهو وأصحابه راقدين ولكنها كانت الرقدة الأخيرة هذه المرة، فخرج الملك من الكهف يسبح بحمد الله وأمر بأن يبنى عليهم مسجد.