فاروق فلوكس.. «ترتر» الذي أبدع في دور «صبي العالمة»

"سليط النشال"، لم يكن دوره في مسرحية سيدتي الجميلة عام 1969 والتي عرضت لمدة 3 أشهر حيث كان راتبه لا يتعدى 25 جنيهًا دورًا صغيرًا، بل تميز وأثبت قدرته على العمل المسرحي المتميز، فقدم أعمالا مسرحية متميزة مثل: "أنا و هو و هي، وسنة مع الشغل اللذيذ، وقصة الحي الغربي، وأولاد علي بمبة، ومين ما يحبش زوبة، والواد سيد الشغال وغيرها".

فاروق توفيق صالح، نجم مبدع ولد 21 يونيو عام 1940 وتخرج في كلية الهندسة حيث التحق بمسرح الجامعة الذي من خلاله بدأ مشواره الفني، ثم عمل مع فرقة الفنانين المتحدين لسنوات طويلة معها ثم انفصل عنها ليعود مرة أخرى بمسرحيات مختلفة.

كان فلوكس فدائياً من الطراز الأول حيث شارك مع الفدائيين أثناء حرب 1956 وقضى هناك 55 يوماً دون علم أسرته.

بدأ بالتمثل عن طريق الفنان أبو بكر عزت عندما أخذه لأداء دور في مسرحية صامتة في الجامعة وعلى الرغم من موهبته إلا أنة عانى طويلاً لكي يستطيع الانضمام لعالم الفن وتقديم أشهر الأدوار في السينما والمسرح والتليفزيون.

لقب فاروق توفيق صالح بـ "فلوكس" بالمصادفة نتيجة ممازحة أحد أصدقائة له، وحين سألة الشاعر أحمد رامي عن معنى كلمة فلوكس، قال أنه اسم لنوع من أنواع النباتات التي تنمو في المياة الراكدة.

قدم فاروق فلوكس أكثر من 160 عملاً سينمائيا ومسرحياً وتلفزيونياً، فمن أبرز أعمالة السينمائية: "حكاية في كلمتين، والراقصة والسياسي، وسفاح النساء، وأرض النفاق، وبالوالدين إحساناً، وضربة شمس، وغيرها من الأفلام المختلفة".

كان لفيلم الراقصة والسياسي طابع خاص ليس فقط لفاروق فلوكس بل على جمهوره، حيث أدركوا قدرة وقوة هذا الفنان الذي أبدع في تقديم دور "ترتر" صبي العالمة الشاذ، اختاره الكاتب وحيد حامد، فلم يكن يعلم فلوكس أن هذا الدور سيكون من الأدوار التي ستظل خالدة في تاريخه الفني.

فاروق فلوكس هو والد الممثل الشاب أحمد فلوكس، فعلى الرغم من نجومية أحمد فلوكس بين أبناء جيلة إلا أن والده لم يفرضه على الساحة الفنية وتركه ليعتمد على نفسة حتى يصل إلى ما وصل له.

تلونت ملامحة، فقدم أدواراً مختلفة من الكوميديا والدراما، ليشعر الجمهور أنه أمام حالة فنية نادرة تعتمد في اختيارتها على مدى تأثير الدور الذي يلعبه على الجمهور أولاً ثم العمل، لتجده ممثلاً بارعًا مستمرًا في نجاحاته حتى الآن.