أخبار عاجلة

إبراهيم شكري.. المناضل ابن الذوات

الأربعاء 22 يونيو 2016 11:07:00 مساءً

الشرقية الآن

ينتمي لعائلة مرموقة حيث شغل والده محمود شكري قاضيا بمحاكم مصر، ولنزهته اختاره الملك فؤاد الثاني، رئيسا لقسم قضايا الخاصة الملكية، ونتيجة لأن الحس الوطني شعار العائلة، قدم محمود شكري استقالته من منصبه عندما وجد انحراف للسراي في مسار القضايا الوطنية.

 

ثم اختير وزيرًا للمواصلات في الحكومة الانتقالية التي شكلت للبلاد في عام 1924، وعين عضوًا بمجلس الشيوخ، وبدأ كفاحه بجوار طلعت حرب من أجل استقلال مصر اقتصاديًا، واخيرًا ترأس مجلس إدارة بنك التسليف الزراعي وقتئذ.

 

تتمتع عائلة القضاة في الغالب بالتنقل والترحال بين المحافظات لطبيعة عملهم، الأمر الذي جعل إبراهيم شكري، يتنقل بين المدارس خلال مرحلة تعليمه الأساسية، وفي مدرسة القبة الثانوية كان نضجه الوطني.

 

وهناك سمع نداء الزعيم أحمد حسين يا شباب 33 كونوا كشباب 1919م، فلبى النداء.

 

وشارك في توزيع طوابع مشروع القرش الذي دعا إليه أحمد حسين، ثم انضم إلى حركة مصر الفتاة، التي تقوم مبادئها على مواجهة الإنجليز والخائنين.

 

تخرج إبراهيم شكري، طالب الأسرة الثرية العريقة من مواليد شربين بمحافظة الدقهلية، من كلية الزراعة جامعة القاهرة في عام 1939.

 

غير أن كفاح المجاهد المعروف عنه حب الوطن، لم يبدأ بعد تخرجه بل سبق ذلك بسنوات، حيث أصيب عندما كان طالبا برصاص الاحتلال الإنجليزي خلال مظاهرة للطلبة ضد الإنجليز.

 

رصاصة الإنجليز لشكري كانت بمثابة البداية الحقيقية لإعلان شكري خدمة الوطن، حيث أقسم عقب خروجه من المستشفى بعد إصابته قائلا "لقد وهبني الله حياة جديدة، وأقسم أنني سوف أهبها كلها لمصر) وعندما وقع الاعتداء على مصطفى النحاس، إلقي القبض على إبراهيم شكري وتم حبسه في الأيام الأولى لزواجه، أي أنه قضى شهر العسل في المحبس.

 

خرجت ثورة الطلاب في عام 1935، رافضة تصريحات صموئيل هور، أحد كبار سياسي حزب المحافظين، بأن بريطانيا غير موافقة على دستور 23.

 

الأمر الذي جعل البلاد تنابها حالة غليان فخرج العديد من العمال في مظاهرات كثيرة، وفي المقابل قامت قوات الاحتلال بإطلاق الرصاص.

 

وعند سقوط شهداء من العمال، خرجت حركة مصر الفتاة بقيادة إبراهيم شكري في مظاهرات عارمة عرفت "مظاهرات الطلاب" رافعين شعارات" مصر فوق الجميع " "يسقط السير صموئيل " " يسقط الاستعمار" إلا أن قوات الاحتلال بادرت بإطلاق الرصاص على أعضاء حركة مصر الفتاة.

 

فأصيب عبد المجيد مرسي وإبراهيم شكري بإصابات بالغة، وتم نقلهم على عربة "كارو" إلى مستشفى القصر العيني، غير أن الأطباء لم ينجحوا سوى في إسعاف شكري، ولقب منذ ذلك الحين "بالشهيد الحي"

 

ثورة الطلاب هي بداية ميلاد حقيقية لدخول إبراهيم شكري في ماراثون العمل الوطني، وفي عام 1939م تخرج إبراهيم شكري في الجامعة.

 

وهنا أسرع إلى "شربين" ليكرس حياته من أجل الفلاحين، وجعل من منزله مخزنًا للسلاح وامتدادًا للمقاومة في معركة فلسطين عام 1948 وذلك بإعداد وتمويل كتيبة "الشهيد مصطفى الوكيل"، والتي قرر الحزب الاشتراكي "مصر الفتاة" الاشتراك بها في معركة تحرير فلسطين.

 

ونتيجة لوجوده بين الأهالي والعمل على نصرة الفلاح، اختاره الفلاحون عضوًا في البرلمان 1949 ليصبح أول نائب اشتراكى بالبرلمان.

 

وتحت قبة البرلمان، نادي شكرى بقوانين من شأنها تحقيق العدالة الاجتماعية، فتقدم بمشروع قانون بتحديد الملكية الزراعية بخمسين فدانًا، وهو نفس القانون الذي طبقته الثورة في 9 سبتمبر 1952.

 

وطالب بتحقيق العدالة الاجتماعية، وخروج الإنجليز عن أرض المحروسة.

 

وفي يونيو 1951، سجن إبراهيم شكري بسبب مقالة له في جريدة "الاشتراكية"؛ بعنوان "فخر البحار" حيث انتقد فيها يخت الملك فاروق فحكم عليه بالسجن سبع أشهر بتهمة العيب في الذات الملكية.

 

وفي 27 يوليو 1952، إثر إندلاع ثورة يوليو، غادر شكرى السجن إلى كوبري القبة، والتقى بـ محمد نجيب وجمال عبد الناصر تكريمًا لدوره في تحريض الشعب المصري على الثورة.

 

منذ ذلك الحين، صار عضوًا في كل المجالس النيابية، يقدم مشروعات القوانين التي تناصر الفقراء، واستمر في البرلمان إلى التسعينيات حيث تم إسقاطه بالتزوير، وحصل على العديد من أوسمة الاستحقاق من الدرجة الأولى لدوره في حرب أكتوبر المجيدة، وشغل منصب محافظًا للوادي الجديد، وشغل منصب وزير الزراعة في حكومة ممدوح سالم، وظل في المنصب حتى استقال عام 1978 ليتفرغ لتأسيس وإنشاء حزب العمل.

 

حيث تقدم إلى لجنة الأحزاب لإنشاء حزب العمل، في 9 سبتمبر 1978، وتضمن برنامج الحزب خط الدفاع عن الفقراء والمطحونين من أبناء مصر، ووقف بقوة ضد محاولات السادات ومبارك التقارب مع إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية، ولعل من أشهر معارك حزب العمل مع السادات، محاولات الأخير مد مياه النيل لإسرائيل.

 

وفي الخامس من أغسطس عام 2008، رحل عن عالمنا المهندس والمناضل والمجاهد الوطنى، إبراهيم شكرى، عن عمر يناهز الـ92 عاما وشيعت الجنازة في حضور غفير من أطياف الشعب المصري، من مسجد عمرو بن العاص.