أخبار عاجلة

للارتقاء الثقافي بالعشوائيات| «السينما الجوالة».. مناقشات وأفلام والفن لكل الناس

الأربعاء 22 يونيو 2016 10:47:00 مساءً

الشرقية الآن _ متابعات

بعيون شاخصة يفترشون الأرض، ويتابعون بشغف ما يتم عرضه غير مبالين بمن حولهم، لا يشغلهم ضوضاء الشوارع ولا المارين، يتطلعون إلى عالم جديد يأخذهم بعيدًا عبر شاشة عرض أمام أجسادهم الهزيلة، هكذا كان محمد وهدان يتابع المشهد في صمت تعتلي وجهه بسمة بعدما رأى استجابة الأطفال لمشروعه «السينما الجوالة»، الذي يحلم بأن يطوف عشوائيات المحروسة.

 

«شاشة عرض، وبروجكتور، ولاب توب، وسماعات» أدوات وهدان البسيطة، التي يجوب بها في الشوارع والأزقة لينشر الفن بين أطفال المناطق العشوائية، «كل ما يشوفوني بيسألوني المرة الجاية إمتى علشان نجيب صحابنا ونيجي»، قالها طالب الهندسة الأزهرية، مشيرًا إلى العلاقة التى نشبت بينه وبين هؤلاء النشء الذين راقتهم تلك السينما الجوالة.

 

قبل الذهاب إلى أي فاعلية جديدة يحضّر وهدان ورفاقه المواد الفيلمية التي سيتم عرضها فيما تتناسب مع المراحل العمرية، والمكان المقرر العرض به، لم يكتف بعرض المحتوى فقط، بل يصر دائمًا أن يعقد نقاشات مفتوحة بينه وبين الأطفال لقياس مدى استيعابهم، ولمعرفة آرائهم وتطلعاتهم في الحياة والمستقبل.

 

طاقة إيجابية تنتابه بعد الانتهاء من العروض فيشرع للإعداد لفاعلية جديدة، ويخطط للذهاب إلى منطقة أخرى ربما يحتاج أطفالها إلى تلك الفنون، التي يزرعها بنفوسهم التي خالطت الحياة العشوائية وأرهقتهم الحياة رغم نعومة أظافرهم، وبعد أن نما مشروع «السينما الجوالة» أصر وهدان على إعداد نفسه جيدًا لتلك المهمة التي حملها على عاتقه، وذهب لحضور تدريبات في الأعمال المجتمعية.

 

لم يقف أمام أحلام وهدان سوى التمويل والغطاء القانوني، وهما ما وجدهما في مؤسسة «مدد» الثقافية التي وفّرت له الدعم اللازم ليستكمل مسيرته، ولتصل فكرته إلى جميع المناطق التي يحتاج أهلها إلى ذلك النوع من الفنون، فكانت تلك السينما الجوالة بمثابة فرصة للعشوائيات للارتقاء الثقافي.

 

«باحلم فكرتي تتحول إلى فيروس وتتنقل لكل الناس» قالها وهدان، الذي ما زال يتحسس خطاه في عقده الثاني، مشيرًا إلى الفوائد الجامة التي يحصدها بعد كل فاعلية، والطاقة التي يحصدها من عقول الصغار الذين يحلمون بفرصة تطلعهم على العالم وتثري روحهم بالفن.