أخبار عاجلة

«الأراجوز».. الدمية الشعبية الأكثر جدلا

الثلاثاء 21 يونيو 2016 11:18:00 مساءً

الشرقية الآن - متابعات

دمية صغيرة ثيابها عشوائية تحمل المزيد من الألوان الصارخة خلف برافان خشبي تطل على جمهورها من الصغار والكبار، "الأراجوز" من أشهر الدمى الشعبية التي ظهرت على الساحات منذ قديم الأزل، فن من فنون الحكي التي يتقمسها حكاء يروي قصته من خلاله التي غالبًا ما تبدو ساخرة ولكن مضمونها يحمل المزيد من الرسائل السياسية والاجتماعية المنعكسة على واقع الحياة المليئ بالحكايات.

 

عقدة يتبعها حل تلك أحد فقرات "الأراجوز" الذي ظهر ليلقى الفوازير على الحاضرين وأشكال عدة جسدها تلك الدمية قليلة الحيلة التي يتحكم فيها صاحبها، اختلف الكثير حول معنى تلك الكلمة البعض ردها الي إصل فرعوني بمعني صانع الحكايات، وآخرون يدعون أن كلمة أراجوز تركية الأصل، مشتقة من كلمة "قرّه قوز"، والتى تتكون من مقطعين هما"قره" بمعنى سوداء، و"قوز" بمعنى عين، وبذلك يصبح المعنى العام لكلمة "قره قوز" هو"ذو العين السوداء"، وترمز إلى النظرة السوداوية للحياة.

 

لم يتحدد تاريخ ثابت لظهور تلك الدمية إلى أن بعض المؤرخين يرجعون ظهوره إلى القرن العاشر الهجري، فذكر أحد الرحالة الترك ويدعى "أولياجيلي" أنه رأى أحد الفنانين الذين كانوا يلاطفون المرضى بدمى خشبيه فتتحسن حالتهم، فيما قدم علماء الحملة الفرنسية وصفاً مفصّلاً له جاء فيه: "وقد شاهدنا فى شوارع القاهرة عدة مرات رجالاً يلعبون الدُّمى، ويلقى هذا العرض الصغير إقبالاً كبيراً".

 

مقومات بسيطة لإتمام العرض أغلها بشرية وأخرى مادية، حصرها دكتور "نبيل بهجت" مؤسس فرقة "ومضة" لعروض الأراجوز تمثلت في "عربة الأراجوز ، البارفان، الخيمة"،و تنحصر العناصر البشرية فى الفنان المؤدي ومساعدة الملاغي والجمهور، ويتحدد على أساس وسيط العرض المساهمات البشرية فى العروض، فالخيمة مثلاً لا يحتاج فنانها إلى ملاغي أو مساعد، وذلك على عكس البارفان، أما العربة فيحتاج أداء العروض فيها إلى أكثر من ذلك  فنان مؤدٍ ، مساعد  عامل تذاكر،  فردين لتنظيم الدخول والخروج.

 

بداية غنائية تتسق مع المحتوى المقدم تمهد للجمهور "النمرة" كما يطلق عليها العاملون في ذلك الفن، لم توجد أغان معينة خاصة بـ "ألأراجوز" إلا أن تترك الحرية لصانع الحكاية ومحرك الدمية، ويوظف فنان الأراجوز الأغاني تبعاً لتنوع الحدث الدرامي الذي يقدمه، فيما تترك مساحة للجمهور بمشاركة الدمية في الأغناء، فأغلبالعروض تتضمن أغاني يؤديها محرك الأراجوز بنفسه.

 

فلكلور مصري أصيل تربى عليه الكثير من الأجيال قبل حافظ عليه دكتور "نبيل بهجت" مؤسس فرقة "ومضة" لعروض الأراجوز وخيال الظل عام 2003 ، قام بتوثيق تراث هذا الفن وإعادة توظيفه فى عروض مسرحية وصلت إلى 23 عرض قدمت فى 30 دولة، وظف الأراجوز وخيال الظل والراوي فى خلق لغة مسرحية خاصة به، وتقدم الفرقة عروضها بالمجان للجمهور فى "بيت السحيمي" كل يوم جمعة، كذلك قدمت الفرقة أكثر من 80 ورشة عمل فى مختلف بلدان العالم للحفاظ علي فن الاراجوز وخيال الظل المصري.