مقام «أم الغلام».. قطعت رأس ابنها لتفتدي به الحسين

حجرة صغيرة عرضها لا يزيد عن ثلاثة أمتار ونصف وطولها حوالي مترين منقسمة إلى نصفين متساويين يفصل بينهما جدار، وبداخلها مقام لسيدتين من آل بيت رسول الله، بالقرب من مسجد سيدنا الحسين الحاوي لمقام به رأسه الشريف، ويغطي المقام كسوة تشبه فستان العرائس ليلة الزفاف.. هو مقام «فاطمة أم الغلام».

«بركاتك يا ست»، تقولها السيدات أمام المقام فهن أغلب زواره اللاتي يتبركن به، فمنهن من ترجو تزويج ابنتها، وأخرى ترجو زيادة الرزق والولد، ويطلبن من الخادم الدخول ثم يقفن على الباب يناجين الله بمافي قلوبهن أملًا في الاستجابة.

توارثت الحكايات حول مقام «أم الغلام»، الذي أغلقته وزارة الأوقاف خوفًا من خطورة انهيار المبنى بعد وقوع زلزال عام 1992، حيث يقع في شارع يضم أبنية أثرية لعصور قديمة، منها مسجد ابن برديك وسبيل وكتّاب أمين أفندي ومسجد العدوي وهي مباني ترجع لعصور مابين المماليك والعثمانيين، وارتبط تواجده في الحسين بالكثير من الأساطير الخرافية التي لا يعلم أحد مدى صحتها.

المقام -كما ذكرنا- لسيدتين الأولى هي فاطمة بنت سيدنا الحسن بن علي وزوجة علي زين العابدين، وترقد بجانبها السيدة فاطمة «أم الغلام» والتي تعددت الروايات حولها فمنها ما تقول إنها السيدة التي قطعت رأس ابنها فداء لرأس الحسين بعد أن خطفته من مسجد الصالح طلائع بالدرب الأحمر الذي قيل إنه بُني خصيصًا لتدفن به الرأس الشريف، وعندما سمعت بقدوم أشخاص لخطف الرأس قامت بسرقته من المسجد وخبأته في منزلها وحينما علموا بمكانه قطعت رأس ابنها وأعطته لهم بدلًا منه، ولذلك سميت بـ«أم الغلام».

أما الرواية التي يرويها خادم المقام نقلًا عن بعض المشايخ، فتقول إن صاحبته هي السيدة «شهر بانو جان شهاه» وهي أميرة فارسية تزوجها الحسين، ورأى الرسول في المنام ذات مرة يوصيه بتسميتها على اسم أم أبيها السيدة فاطمة الزهراء فغيّر اسمها إلى فاطمة، وأنجبت له الإمام علي زين العابدين وسميت بـ"أم الغلام" نسبة له وعندما استقرت رأس الحسين بمسجده الحالي سكنت ودفنت إلى جواره.

تعددت الأساطير والمقام واحد.. فالحكايات عن مقام «أم الغلام» ستظل متوارثة عبر الأجيال بمختلف العصور ولن يعرف أحد الحقيقي منها أو المزيف، وتبقى حقيقة واحدة وهي أن هذا المقام لسيدتين جليلتين من آل بيت الرسول الكريم ويذهب لزيارتهما محبو آل البيت من مختلف بقاع المحروسة.ش