أخبار عاجلة

بين «الموسيقى» و«الشعوذة».. «الزار» الطقس الشعبي المحرم

الأحد 19 يونيو 2016 11:03:00 مساءً

الشرقية الآن

طقوس غريبة عرفها المصريون منذ قديم الأزل بعضهم لا يعرف أصل تلك العادة، لكن توارثوها من حديث الغير عنها، فذلك جعلها تتناقل عبر الأجيال، ومن أبرز تلك الطقوس الشعبية التي تثير الجدل والشكوك حولها.. "الزار"، الذي يعد ظاهرة شعبية تمتزج بالكثير من الخرافات، وفي ذات الوقت ترفضه قيم الدين الإسلامي، لاستخدام بعض الأشياء المحرّمة أثناء القيام به.

 

وسط أصوات الدفوف العالية والرقصات المندفعة والسريعة التي تتماشى مع الإيقاع ورائحة البخور التي تعبق المكان تتوسط المشهد "الكدية" أو الشيخة التي تقوم بعمل الزار، تلك المعتقدات الغريبة انتقلت من دولة الحبشة وحتى العالم الإسلامي ويرتبط بعدد من الطقوس الخاصة، وذلك لطرد العفاريت واستحضارها مرة أخرى وذلك لعلاج بعض الأمراض التي تصيب البدن وقد تكون أمراض عضوية أو نفسية.

 

في تلك الجِلسة الصاخبة يتم التواصل مع عالم الجن والقوى الخفية من خلال الإيقاع والدماء بطرق غير مشروعة يرفضها الدين تمامًا، معتبرها بدعة، وذلك لاستخدامها أمور تنتفي مع تعاليم الدين الإسلامي وكذلك العديد من الأمور المحرّمة، ما جعل علماء الدين يُحرّمون القيام بتك العادة، ورغم ذلك لا يزال هناك من يمارس تلك العادة اعتقادًا منهم بقوتها الخارقة في علاج الأمور المعقدة والشفاء من الأمراض.

 

وفقًا للمعتقد، يتوجب على من المشاركات الجلوس على الأرض احترامًا لـ"الأسياد"، ولا بد أن ينطلق الطقس بدعوة "الدراويش" والغناء للشيخ عبدالقادر الجيلاني، وكل الأولياء الصالحين، طبقًا لما ذكرت الشيخة في معرض نفيها بشدة بأن الزار طقس وثني وما يشاع بأن القرابين التي تقدم كرامة لا تذبح حلالًا أو شراب دم الذبيحة، ويقال إن السيدات هن أكثر مشاركة في ذلك الطقس عن الرجال.

 

رغم الرفض المجتمعي لذلك الموروث الشعبي المحرم، إلّا أنه يمارس في الخفاء ولا يوجد قانون يمنع القيام به، ولكن العرف لا يقنن القيام بتلك الأفعال التي تخالف تعاليم الدين لأي غرض من الأغراض، وغالبًا ما يوجد ذلك الطقس في صعيد مصر حيث تمسك أهل الجنوب ببعض العادات الخاطئة اعتقادًا منهم في نتيجتها الفورية.

 

في بعض الأحيان يتم عمل الزار دون التطرق إلى أشياء محرمة، مثل الرقص على النغمات الموسيقية الصاخبة بشكل انسيابي وغير مخطط له ويستخدم كعلاج نفسي من بعض الاضطرابات التي يعانيها الإنسان، إلّا أن الطب النفسي لم يتطرق إلى تلك النقطة المثيرة للجدل، ولم يعترف بها على أنها طريقة علمية.