أخبار عاجلة

من «ليالي الحلمية» لـ«هاني في الأدغال».. غشاشون على شاشة رمضان

الأربعاء 15 يونيو 2016 06:22:00 مساءً

الشرقية الآن

صناع الأعمال الفنية يضعون غلافا براقا على بضاعتهم الفاسدة لخداع المشاهد

أيمن سلامة يتهم زملاءه بسرقة مسلسلاته.. وهانى رمزى ينحت «كاتى بيرى»

 

إن كان المونتاج قادرا على خداع المشاهد وإيهامه ببعض الأمور التى يكتشف عدم صحتها حال رؤيته للعمل كاملا، فالأمر بات كذلك أيضا بالنسبة لصناع الدراما، الذين صاروا قادرين على خداع المشاهدين ببضاعتهم المغشوشة، والتى يصدم فيها الجميع بمجرد مشاهدتها على الشاشة.

 

«الغش فى الفن» أمر لم يعد جديدا على الوسط الفنى، ولكن صار له أشكال مختلفة ومتنوعة، حتى إن الصناع صاروا يتفنون فى كل عام من أجل إيجاد طرق مبتكرة فى خداع المشاهد بدلا من العمل على تحسين المنتج الذى يقدمونه، خاصة وأن هذا الأمر صار آخر ما يفكرون فيه.

الأمثلة كثيرة والنماذج متنوعة، سنتطرق لها واحدا تلو الآخر ولعل البداية بالجزء السادس من مسلسل «ليالى الحلمية» الذى يعرض فى الوقت الحالى، وصاحبه جدل كبير وقت أن أعلن البدء فيه، وهو أمر طبيعى، ولكن كان لا بد من الحكم على العمل وقت عرضه.

 

العمل له خصوصية شديدة فهو من تأليف الراحل أسامة أنور عكاشة وإخراج إسماعيل عبد الحافظ، والثنائى رحل عن عالمنا فى السنوات الأخيرة، دون تقديم جزء جديد من العمل الذى توقف قبل أكثر من 20 عاما.

 

المفاجأة كانت بإعلان أيمن بهجت قمر-وهو كاتب له أعمال ناجحة- أنه سيقدم جزءًا سادسا بصحبة الكاتب عمرو محمود ياسين، على أن يتولى مجدى أبو عميرة الإخراج.

 

جمهور المسلسل وجد صدمة كبيرة ربما لم يتقبلها كثيرون، خاصة وأن الفكر السياسى الخاص بالعمل اختفى بوفاة صاحبه، وهو ما جعل الأمر يبدو غير منطقى بالإضافة لصغر السن المفاجئ الذى أصاب بعض الشخصيات فى العمل دون وجود مبرر درامى، كما أن لوسى صاحبة شخصية «حمدية» اختفت وحلت بدلا منها عايدة رياض التى ظهرت فى جزء سابق وتوفيت، وهو أمر يبدو غريبا لمتابع المسلسل.

 

الرفض المصحوب بالغضب سيطر على منتقدى العمل، وهو ما انتقل بدوره للمؤلف أيمن بهجت قمر الذى صار يدافع فى إطار حرب بين الجهتين، كان المسلسل هو ضحيتها، واعتبر الجمهور أن المحتوى المقدم هو نوع من أنواع الغش.

 

هناك نوع آخر من أنواع الغش يتمثل فى الاقتباس أو ما صار يعرف بأمركة الدراما، وهو ما يظهر فى مسلسلات التشويق التى صارت تملأ الشاشات فى الوقت الحالى.

 

لم يعد هناك عمل يعرض ينتمى إلى هذه النوعية إلا وتحاصره الاتهامات، ولعل يوسف الشريف هو النجم المتهم دائما فى هذه الخانة، وحين قدم مسلسل «اسم مؤقت» اتهمه الجميع باقتباس فيلم «Unknown» للنجم وليام نيسون، كما لاحقته الاتهامات فى مسلسل «لعبة إبليس» خاصة وأنه صار يعتمد على أن يكون المسلسل نابعا من فكرة يقترحها، وهو ما جعل البعض يقول إن الفكرة دائما ما تأتى بعد مشاهدة أعمال أجنبية وتقديم فكرة مشابهه لها.

 

الغش يأتى أيضا بـ«النحت» بعدما يقوم بعض الكتاب بالبناء على ما قدمه بعضهم فى أعمال أخرى، وصار المثل البارز على هذا الأمر ما قاله الكاتب أيمن سلامة قبل أيام، من كون بعض المسلسلات قامت بنحت مسلسليه «مع سبق الإصرار» و«حكاية حياة» اللذين قدمتهما غادة عبد الرازق وظهرا فى بعض الأعمال هذا العام.

 

يبدو أن سلامة كان يقصد أن القصة متشابهه، خاصة وأن غادة كانت فى مسلسل «مع سبق الإصرار» تظهر كمحامية، وهو نفس ما تظهر به ليلى علوى وغادة عادل ودرة هذا العام، حتى إن المنتج الفنى أحمد فاروق قال لسلامة إن مسلسل «هى ودافنشى» ليلى علوى يشبه إلى حد كبير العملين اللذين تحدث عنهما.

 

هنا دخلنا إلى منطقة الاتهامات الصريحة بالسرقة بين الكتاب، والأمر موجود أيضا بين الممثلين، فكثيرًا ما سمعنا عن ممثل يقوم بسرقة دور آخر، أو التحايل على منتج أو مؤلف من أجل زيادة مساحة الدور.

 

من بين الأمور الخاصة بالغش، ما يقدمه هانى رمزى هذا العام فى برنامجه «هانى فى الأدغال» وهنا لن نتحدث عن فكرة المقلب أو الإيقاع بزملائه، بل سنتحدث عن الافتتاحية والتتر الخاص بالبرنامج، والذى لم يكلف هانى نفسه الابتكار فيه، واكتفى بسرقته أو لنقل نحته من أغنية كاتى بيرى Roar.

 

إذن الغش موجود، لم يتوقف فقط على امتحانات الثانوية العامة، بل امتد إلى جميع المجالات وصار متفشيا فى الفن بصورة كبيرة.