فيديو فاضح لمحافظ الشرقية

طلبة ساخرون: لعب دور "مرتضى منصور" فأخرج "سيديهات" الطلبة فى "العاشرة مساءا" .. ووصفوه بـ "مستر إكس" بسبب حرصه على ارتداء النظارة وخلعها

ربما يكون العنوان صادما، فتأخذنا مخيلتنا إلى أن المشهد الفاضح يخص محافظ الشرقية الدكتور رضا عبد السلام الذى لم يكن فى مخيلته أن يقع فريسة لطلبة وطالبات، لم يعبئوا بقراراه الذى صدر فى صالحهم بغية محاربة الدروس الخصوصية وتخفيف المعاناة عن كاهل أولياء الأمور، إلا أن ذلك بعيد كل البعد عن الحقيقة، فالفضيحة هنا بطلها محافظ الشرقية "المزيف"، حيث قام بعض الطلبة بتصوير مقطع فيديو لعب فيه أحدهم دور المحافظ بطريقة ساخرة من قراره بإغلاق مراكز الدروس الخصوصية وفرض غرامات مالية على مديريها من المعلمين، إذ جاء ذلك تباعا لما اقترفته بعض الطالبات اللاتى أثرن المشكلة برمتها فى برنامج "العاشرة مساءا" الذى يذاع على قناة دريم الفضائية والذى يقدمه الإعلامى وائل الإبراشى، وأثارت تصريحاتهن ضجر عدد كبير من المشاهدين الذين اتصلوا بالبرنامج للتعليق على ذلك الأسلوب الذى ارتئاه البعض "غير لائق" فى التعامل مع المحافظ على الهواء مباشرة فضلا عن المداخلات الهاتفية التى أجراها متابعو البرنامج .

بدلا من أن يثخن المحافظ فى حربه ضد الدروس الخصوصية، أثخن بعض الطلبة فى الحرب عليه، فبدأت معركتهم المضادة له من خلال موجة الاحتجاجات العارمة التى عبروا عنها فى وقفاتهم الاحتجاجية أمام مبنى ديوان عام المحافظة، والتى ربما كانت بمثابة "كارت ضغط" استخدمه الطلبة ضد المحافظ وقراره من وجهة نظرهم، وكانت بمثابة الدافع الذى اتخذه المحافظ من ناحيته ذريعة للعدول عن قراره بـ "شياكة"، منعا لوقوع مصادمات ومشكلات الجميع فى غنى عنها كقيام بعض المندسين باستغلال التجمعات استغلالا خاطئا أو استهداف الطلبة فى وسط الزحام .

تأججت ثورة الطلبة المحتجين لدوافع يراها البعض ذاتية ويراها آخرون بتحريض من المعلمين المتضررين من القرار، فأخمدها المحافظ بقراره الأخير الذى تراجع فيه عن محاربة الدروس الخصوصية بتجميد قراره السابق لحين مزيد من الدراسة وفق ما ورد فى حيثيات القرار، إلا أن ذلك لم يكن شفيعا له لدى الطلبة الذين أصروا على طرق باب الإعلام ربما بتحريض من بعض المعلمين خشية قيام المحافظ بضربة جديدة من شأنها إرباك صفوفهم والنيل من وظائفهم التى اختلقوها لأنفسهم مرة أخرى لاسيما بعد التأييد واسع النطاق الذى حظى به المحافظ من جانب عدد كبير من الأهالى فى حربه ضد الدروس الخصوصية، فحرص بعضهم على الظهور عبر برنامج "العاشرة مساءا" الذى يفضله المحافظ بشكل يجعله فى حد ذاته لغزا محيرا لدرجة قصوى لم يقدر الجميع على ترجمته، إذ يلوذ به المحافظ لمواجهة كافة ما يتعرض إليه من انتقادات يجرى تصحيحها عبر الشاشة الصغيرة، وقد برزت من خلال البرنامج الطالب نورهان ذات "الطرحة" الحمراء التى اشتهرت بها عبر مواقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك"، والتى أدلت بتصريحاتها بصورة مندفعة أثارت سخط واستياء عدد كبير من المشاهدين الذين انهالت اتصالاتهم الهاتفية على البرنامج لتعنيفها تارة ولنصحها تارة أخرى باتخاذ أسلوب أرقى فى الحديث مع المحافظ ومع المتصلين، بينما لعب المحافظ فى ذات الحلقة دور مرتضى منصور "حسب تعليقات بعض الطلبة والمشاهدين ونشطاء مواقع التواصل الاجتماعى" فأخرج "السيديهات" للطالبة الثانية التى كانت طرفا فى الحوار بأنها نجلة أحد أباطرة الدروس الخصوصية فى الزقازيق "حسب تصريحات المحافظ" كمبرر لظهورها والدفاع عن والدها ضد قرار محاربة الدروس، كما أخرج "سيديهات" أخرى لأحد المعلمين المنقطعين عن العمل بالمدارس بموجب أجازة منذ 13 عاما رأى خلالها أن يقوم بالاعتماد على الدروس الخصوصية دون المدرسة كونها تدر عليه عائدا أكبر .

الأمر لم يتوقف عند هذا الحد وإنما قام بعض الطلبة مؤخرا بتصوير مقطع فيديو عبروا خلاله عن سخريتهم من مداهمات المحافظ لما وصفه بـ "أوكار" الدروس الخصوصية، وقد بدا فيه عدد منهم يجلسون على مقاعدهم أمام زميل لهم يؤدى دور المعلم، ويقوم آخر يؤدى دور المحافظ باقتحام الدرس بصحبة عدد من مرافقيه وضبط المعلم الذى اختبأ أسفل "الترابيزة" وفرض غرامة مالية قدرها 50 ألف جنيه وإصدار توجيهاته بإغلاق المكان وتشميعه، والوقوف عند هذا الحد لا يعدو سوى أن تكون سخرية ممنهجة من القرار، لكن هناك ما ورد فى محتوى الفيديو من مواقف أثارت استياء عدد من الأهالى الذين يرون الفيديو "فاضحا" و"مشينا" كونه ينال من مسئول وصفوه بـ "المحترم" قام  بها من أدى دور المحافظ كان من بينها الرقص على أنغام أغنية شعبية ومن قبلها السؤال عما إذا كانت رابطة العنق خاصته مضبوطة من عدمه، فضلا عن النظارة التى أسموها "نظارة مستر إكس" التى اعتاد المحافظ على ارتدائها وخلعها مرات متكررة فى أثناء لقاءاته بشكل عام والتى فسروها بـ "الشو الإعلامى" الذى يحرص عليه .

الجدير بالذكر أن الدكتور رضا عبد السلام محافظ الشرقية يعد أحد أهم المحافظين الذين أثاروا جدلا واسعا بين الأهالى بشكل عام بتصريحات مجتزئة نسبت إليه فور قيامه بمحاربة بعض رءوس الفساد بالمحافظة، وعلى الرغم من وجود بعض الأهالى والمسئولين المعارضين له منذ توليه المنصب، إلا أن هناك عددا أكبر من المؤيدين لقراراته الجريئة التى يستند خلالها إلى مواد قانونية دون أن يخلف من وراءه ثغرات، كما يعتمد عبد السلام على الجولات الميدانية التى يترأسها بنفسه بشكل مستمر وضعه على رأس المحافظين خلال تقييمين لأداء المحافظين على مستوى الجمهورية ورد فيهما أنه أنشطهم على الإطلاق، وربما كان ذلك سببا رئيسيا إلى مطالبات عدد كبير من الشراقوة بالإبقاء عليه محافظا للإقليم بعدما تردد من أنباء بتوليه حقيبة التنمية المحلية فى حكومة المهندس شريف اسماعيل .