أخبار عاجلة

خطايا الإخوان قبل 30 يونيو: الانتهازية تهدم معبد المرشد

الثلاثاء 14 يونيو 2016 05:43:00 مساءً

الشرقية الآن _ متابعات

الطريق إلى 30 يونيو 2013 لم يكن مفروشًا فقط بالنوايا الطيبة، الرامية لإزاحة الإخوان والحفاظ على هوية الدولة، بل كان ملغمًا كذلك بخطايا لا حصر لها من قبل رجال المرشد، عجَّلت بنهايتهم المأساوية.

 

جملة من الأخطاء المريعة ارتكبها الإخوان فى عام حكمهم الكبيس بين 2012 و2013، كلفتهم خسائر فادحة وغير مسبوقة، أهدرت أكثر من ثمانية عقود من التخطيط والعمل لأجل اقتناص السلطة، فحين نالوها انكشف زيفهم وضعفهم وانتهازيتهم الفجة.

 

أضاعوا السلطة التى منحتها لهم الصدفة، وحزمة من الظروف الدولية، وتربيطات غير شريفة مع واشنطن وعدد من اللاعبين فى الساحة الإقليمية، فضلًا عن أخطاء من تولوا الدفة فى مرحلة ما بعد 25 يناير 2011، لينتهى الحال بتلاميذ حسن البنا وسيد قطب من احتلال قصر الاتحادية، إلى سجون طرة وأبوزعبل وبرج العرب، بينما يبدو حبل المشنقة قريبًا بشدة من رؤوسهم الكبيرة بمكتب الإرشاد، ومن ممثلهم "الكوميدى" (الدكتور محمد مرسى) فى سدة الحكم، وذلك على خلفية قضايا تخابر وتهديد للأمن القومى واقتحام سجون وقتل المصريين، فى حين أن الحظر القضائى الباتّ للجماعة، أصبح مستندًا إلى كره شعبى لها غير مسبوق.

 

ويخطئ من يظن أن سقوط الإخوان بدأ بفيضان 30 يونيو 2013، وما تم التوافق عليه فى 3 يوليو، بانحياز من جانب الجيش للغضبة الشعبية تجاه الجماعة. الانحدار إلى الهاوية بدأ قبل ذلك بأكثر من عام ونصف العام، تحديدًا مع إرهاصات أحداث محمد محمود الأولى. هناك فى ميدان التحرير، استقرت القوى المدنية على اختيار مجلس رئاسى مدنى يتشكل من رؤساء الهيئات القضائية، تكون مهمته الإشراف على إجراء الانتخابات البرلمانية التى كانت على وشك الانعقاد، وكذا الإشراف على انتخابات الرئاسة فى أقرب وقت ممكن.

 

ساعتها أفصح الإخوان عن وجههم الدموى بلا مواربة. جاء رسول خيرت الشاطر إلى الميدان. الباحث الشاب إبراهيم الهضيبى، سليل عائلة المرشدين الشهيرة، حمل رسالة الرجل الثانى فى التنظيم إلى القوى الثورية: "إصراركم على المجلس الرئاسى المدنى سيدفع البلاد لحرب أهلية، والإخوان مستعدون لها".

 

قالها الشاطر ببرود وتصميم شديدين، وتجاهلتها القوى الثورية فى إطار ثأرها مع دولة مبارك ورموزها وأذنابها، فكان دعمها الأعمى الخالى من الضمانات لمحمد مرسى، فى مواجهة الفريق أحمد شفيق. بينما تحولت كلمات نائب المرشد عن الاقتتال والانقسام الأهلى لحقيقة مفجعة إلى جوار أسوار الاتحادية، وأمام مقر مكتب الإرشاد بالمقطم، وفى عدد من الميادين والشوارع بمختلف المحافظات، طيلة عام من حكم المعزول.

 

فى ذلك العام ارتكبت جماعة مرسى، تحت سمعه وبصره وبمباركة منه، وغالبًا رغمًا عن أنفه، وعلى وقع التزام تنظيمى فج ببيعته للمرشد العام للإخوان ولمكتب الإرشاد، مئات الجرائم السياسية والجنائية، كما ظن قادتها أن بإمكانهم بيع الدولة المصرية فى المزاد العلنى وهم فى السلطة.

 

فى المقابل، دفع مرسى نفسه بنفسه، وبخنوعه للتنظيم، وبعدم رغبته فى أن يكون رئيسًا لكل المصريين، وإنما مندوبًا لإخوانه فى قصر الاتحادية، إلى مصاف الحكام الفشلة الخائنين لقسم الانحياز للوطن ودستوره وقوانينه.

 

ثم كانت حرب العصابات الإرهابية الشاملة التى قادها ولا يزال الإخوان وحلفاؤهم من جماعات التكفير والعنف المسلح، بعد 30 يونيو، وبعد الفض العنيف لاعتصامى رابعة ونهضة مصر على يد الأمن، من أجل حرق مصر وتدمير مؤسساتها الراسخة بإشاعة الفوضى والتطرف.

 

لقد ثبت بالدليل القاطع أن الجماعة لا تعرف من الدين إلا الشعوذة والدجل، من أجل تحقيق أكبر مكاسب ممكنة فى لعبة السياسية القذرة، فلا عهد يصان، ولا التزام ينفذ، ولا كلمة حق تقال. فى حين أن عشرات الشيوخ والدعاة من أبناء الإخوان، أو من المتمسِّحين بهم بحثًا عن مال أو شهر أو سلطة، تحولوا بين ليلة وضحاها إلى مفتين فى بلاط السلطان، يزينون الكذب ويلوون رقبة الحقيقة، بل ويدَّعون على الله ما لم يقوله فى كتابه، من أجل ترسيخ التنظيم فى كرسى الحكم.

 

مرسى وجماعته كانا خارج سياق ثورة 25 يناير بامتياز، هكذا أثبتت الأيام. القضية لم تكن تتعدى لديهم سوى الركوب على أهداف ثورة نبيلة، لأجل الوصول إلى سدة حكم انهار فوق رؤوسهم سريعًا.