أخبار عاجلة

هؤلاء انتهكوا حرمة رمضان| جولدشتاين.. قاتل المصلين

الاثنين 13 يونيو 2016 12:32:00 صباحاً

الشرقية الآن _ متابعات

ظلت مدينة الخليل بعد اتفاقية أوسلو فى وضع خاص، لاسيما أنها المدينة الوحيدة التى ماطلت سلطة الاحتلال الإسرائيلى فى تسليمها للفلسطينيين، لوضعها المعقد، فكانت موضع اهتمام خاص على ضوء أجواء التوتر التى أحاطت بها.

 

إخلاء المستوطنات وترحيل المستوطنين كانت مسألة مقلقة للطرفين، خصوصا أن هؤلاء المستوطنين كانوا أكثر تشددا من نظرائهم فى المستوطنات الأخرى، فهى مدينة لها أهمية دينية كبيرة للمسلمين وللإسرائيليين على السواء. فالمدينة تحتوى على موقع الحرم الإبراهيمى وهو رابع الأماكن المقدسة عند المسلمين، وثانى الأماكن المقدسة عند اليهود بعد جبل الهيكل، فهو يعتبر أقدم بناء مقدس مستخدم حتى اليوم دون انقطاع.

 

قدسيته عند المسلمين نابعة من الاعتقاد بأنه بُنى فوق مغارة مدفون فيه كل من النبى إبراهيم عليه السلام وزوجته سارة، وولدهما إسحق وولده يعقوب وزوجتيهما رفقة وليئة، كما تذكر بعض الروايات أن الأنبياء يوسف ونوح مدفونان هناك أيضا.

 

أما قدسيته عند اليهود، فتجلت فى قول بن جوريون: إن التاريخ اليهودى بدأ فى هذا المكان، فهم يعرفونه فيما بينهم باسم كهف البطاركة أو مغارة المكفيلة، والتسمية الأولى نابعة من كون الكهف يضم مدفن الأنبياء إبراهيم وإسحق ويعقوب وزوجاتهم سارة ورفقة وليئة، وهؤلاء الأنبياء يُعتبرون من بطاركة العهد القديم فى الديانة اليهودية، والتسمية الثانية "المكفيلة" فهى كلمة سامية تعنى "مزدوجة" للدلالة على أن المغارة كانت تتكون من كهفين.

 

وبعيدا عن التاريخ الطويل للمسجد والمدينة العتيقة، إلا أن الخليل وقعت تحت الاحتلال الإسرائيلى يوم 8 يونيو 1967، وأصبحت المدينة تحت حكم حاكم عسكرى إسرائيلى، ومنذ ذلك التاريخ، شرع المستوطنون اليهود بالاستيطان فى محيط المدينة ثُم فى داخلها، كما بدأت القوات الإسرائيلية والمستوطنون فى اعتداءاتهم على المسجد الإبراهيمى منذ اليوم الأول لاحتلال المدينة بهدف تحويله إلى معبد يهودى، فدخل الجنود الإسرائيليون المسجدَ ومعهم كبير الحاخامات شلومو جورين، ورفعوا العلم الإسرائيلى على مأذنته، ومنعوا المصلين من الدخول إليه فترة من الزمن.

 

وظل الأمر هكذا حتى جاء رمضان عام 1414 هـ، الموافق فبراير 1994، وتحديدا يوم 25 منه، فخرج طبيب يهودى يدعى باروخ جولدشتاين ليقود أكثر المذابح قسوة وعنفا فى حق المصلين المسلمين المسالمين، والتى سميت بمذبحة الحرم الإبراهيمى، والتى أسفرت عن قتل 29 مصلياً وجرح 150 آخرين، قبل أن ينقض عليه مصلون آخرون ويقتلوه.

 

قاد جولدشتاين المذبحة بتواطؤ مع عدد كبير من اليهود، حيث أطلق النار على المصلين فى المسجد أثناء أدائهم الصلاة فجر يوم الجمعة فى منتصف شهر رمضان.

 

وباروخ جولدشتاين مولود فى ديسمبر 1956 فى حى بروكلين بنيويوروك لعائلة يهودية أرثوذكسية متشددة، وحضر دروسا دينية فى يشيفا كما حضر دروسا فى الطب فى معهد ألبرت انشتاين التابعة لجامعة بشيفا، وهى جامعة خاصة يهودية وعمل فى مستشفى بدوكريل فى بروكلين بعد تخرجه منها.

 

كان باروخ متعاطفا مع التيار المتشدد للصهيونية الدينية، وكان عضوا في رابطة الدفاع عن اليهود" المتشددة والمحسوبة على اليمين المتطرف والتى أسسها مائير كاهانا وأصبح واحدا من قادتها.

 

هاجر جولدشتاين إلى إسرائيل وعمل في جيشها كطبيب ومن ثم كاحتياطى، وعرف عنه رفضه لمداواته لغير اليهود حتى لو كانوا يخدمون فى الجيش. تم تهديده بأن تتم محاكمته عسكريا لكنه أجاب بأن لا يعترف إلا بسلطتين دينيتين "مائير كاهانا وموسى بن ميمون". بعد خروجه من الجيش استقر فى مستوطنة كريات بالخليل حيث اشتغل بمهنة الطب.

 

ومستوطنة "كريات" فى قلب الخليل كانت تمثل حالة سافرة لخطورة إرهاب المستوطنين الذين ظلوا يحتفظون بأسلحتهم، بل حرصت حكومة العمل، ومن بعدها حكومة الليكود على الاستمرار فى تغذية أحلامهم الاستيطانية بالبقاء فى الخليل ودغدغة هواجسهم الأمنية بالاستمرار فى تسليحهم فى مواجهة الفلسطينيين العزل.

 

بل تعمدت حكومتا العمل والليكود كلتاهما تأجيل إعادة الانتشار المقرر بمقتضى الاتفاقات الفلسطينية الإسرائيلية، كى تضمن لحوالى أربعة آلاف مستوطن يهودى بالخليل أسباب البقاء على أسس عنصرية فى مواجهة 100 ألف فلسطينى، كانوا عرضة لخطر مذابح أخرى على طراز جولد شتاين.

 

الاعتداءات على الحرم الإبراهيمى لم تتوقف قبل مذبحة جولدشتاين ولا بعدها، حيث تشير إحصائيات بأن هذه الاعتداءات بلغت حوالى 1231 اعتداء منذ بدء الاحتلال ولغاية نهاية عام 2013، وبحسب باحثين، فإن جميع هذه الاعتداءات كان يقوم بها المستوطنون اليهود، وأن كثيرًا منها كانت تجرى بحماية مباشرة من الجنود، وكانت تتم بقرارات الحاكم العسكرى للخليل.