أخبار عاجلة

رمضان فى مطروح.. زردة وشوربة مغربى ومكمور

الاثنين 13 يونيو 2016 12:28:00 صباحاً

الشرقية الآن _ متابعات

رغم ما تشهده محافظة مطروح من تطور، وفتح آفاق الاستثمار والحياة المدنية الحديثة، فإن أهالى المحافظة الأصليين القاطنين بالقرى والنجوع البعيدة عن العاصمة، ما زالوا يحتفظون بهوية وعادات وتقاليد المجتمع البدوى المطروحى، وطقوسه الخاصة بشهر رمضان المعظم.

 

تبدأ تلك الطقوس باستطلاع البدو بأنفسهم هلال رمضان، بخروج مجموعة منهم ممن يحظون بثقة الأهالى، ويمتازون بحدة البصر، متوجهين إلى أعلى مكان بالنجع أو القرية، لاستطلاع هلال شهر رمضان، وما إن تظهر إشارته حتى يوقدون شعلة كبيرة بنفس المكان حتى يراها الأهالى معلنين بذلك ثبوت هلال الشهر الكريم.

 

وفى عمق الصحراء، يعتمد البدو على حركة الشمس والنجوم للاستدلال على مواعيد الإفطار والسحور، فيستدلون على موعد أذان المغرب بمراقبة الشمس بالعين المجردة والاستدلال على وقت الغروب فيفطرون، وفى موعد السحور والإمساك يراقبون حركة النجوم ويحددون موعد أذان الفجر.

 

ولما كانت الزراعة والرعى هما الحرفتان الوحيدتان اللتان يعمل بها أبناء البادية، بما يتطلب معه مجهودا جسديا كبيرا تحت أشعة الشمس الحارقة، يضطر البدو إلى إنهاء أعمالهم وإشغالهم قبل الظهر تفاديا للحرارة والعطش.

 

أما المرأة البدوية، فتبدأ الاستعدادات لاستقبال الشهر الكريم قبلها بأسابيع، حيث تعدّ القديد، حيث يذبح كل بيت شاة أو أكثر، وينشر لحمها تحت الشمس عدة أيام بعد تغطيتها بالملح، لتصبح بعدها جاهزة للحفظ فترات طويلة، بعد تغطيتها بالشحم، ووضعها في القدور المخصصة، لتكون جاهزة للاستعمال طول شهر رمضان.

 

وتبدأ المرأة البدوية منذ ساعات الصباح الباكر للتجهيز والإعداد للإفطار، حيث تعتمد ذاتيا على نفسها فى كل شىء، فهى من تعد الخبيز فى بيتها، وتربى الدواجن والأغنام بالمنزل، كما تعتمد على ما يتوافر لها أيضا من المحاصيل، ولا تحتاج إلا القليل من المستلزمات كالسكّر والشاى والزيت.

 

ومن أبرز عادات وتقاليد أبناء البادية طول أيام شهر رمضان الكريم، إشعال النيران والمواقد المتوهجة قبل الإفطار حتى يقبل عليها السائرون فى الصحراء، ثم تستخدم فيما بعد لإعداد الشاى الزردة، الذى تشتهر به المحافظة، فيما يعد الرز الأحمر والشوربة المغربى وأرز المكمور والكسكسى من أشهر الأكلات التى يقبل عليها أهالى مطروح.

 

وإضافة لذلك تفتح المرابيع لاستقبال الزوار وعابرى السبيل، وتقام المقاعد والدواوين والخيام الصغيرة للإفطار الجماعى لأبناء القبيلة الواحدة من أبرز العادات التي يحرصون عليها، حيث يحضر كل فرد من أفراد القبيلة طول شهر رمضان إفطاره من الأطباق المختلفة على مائدة كبيرة، حتى يتناول الغنى والفقير الأصناف نفسها معا.

 

أما الضيف عند البدو، فيكون له اهتمام خاص، حيث تترك له مائدة مستقلة تضم مختلف وأشهى الأطباق المقدمة من جميع الأسر.

 

وعقب صلاة التراويح، تبدأ السهرات الرمضانية بنفس المقاعد والدواوين ومجالس العائلات، حيث الشاى الزردة والقهوة، يصاحبها الأغانى البدوية القديمة، بينما يتلو البعض الآخر القرآن، فيما يقوم آخرون بمناقشة بعض الأمور التى تخص القبائل والموضوعات العامة، حتى يحين موعد السحور.