أخبار عاجلة

من بونابرت إلى جون كاسن.. هكذا يداعب الأجانب مشاعر المصريين الدينية

الاثنين 13 يونيو 2016 12:12:00 صباحاً

الشرقية الآن _ متابعات

"بسم الله الرحمن الرحيم.. لا إله الا الله، لا ولد له، ولا شريك فى ملكه/ بيان من السر عسكر الكبير أمير الجيوش الفرنسية بونابرته، من طرف الجمهورية الفرنساوية المبنية على أساس الحرية والمساواة..

 

يعرف أهالى مصر جميعهم أن الصناجق الذين يتسلطون فى البلاد المصرية من زمن مديد يتعاملون بالذل والاحتقار فى حق الملة الفرنساوية، ويظلمون تجارها بأنواع البلص والتعدى، فحضر الآن ساعة عقوبتهم، (…) فهذه الزمرة من المماليك يفسدون فى الاقليم الحسن الأحسن الذى لا يوجد فى كرة الأرض مثله، ولذلك حكم رب العالمين القادر على كل شيء بانقضاء دولتهم. يا أيها المصريون قد قيل لكم أننى مانزلت بهذا الطرف إلا بقصد إزالة دينكم، وذلك كذب صريح فلا تصدقوه، وقولوا للمفترين إننى ما قدمت إليكم إلا لأخلص حقكم من يد الظالمين، وإننى أكثر من المماليك أعبد الله سبحانه وتعالى، وأحترم نبيه والقرآن العظيم".

 

كان هذا جزءا من نص خطاب القائد الفرنسى التاريخى نابليون بونابرت عندما غزا مصر فى الحملة الفرنسية، ويتضح فيه كم كان ينوى الجنرال الأوروبى مداعبة خيال المصريين ومشاعرهم الدينية، لدرجة أنه قدم نفسه أشد إيمانا بالله تعالى من المماليك الظالمين.

 

خلع بونابرت زيه العسكرى الشهير، وارتدى عباءة عربية، نزع قبعته الحربية وارتدى عمامة، وقابل شيوخ أزاهرة وأقنع بعضهم بأنه جاء لخدمة مصر، إلا أن التاريخ لم يكذب كما كان يود بونابرت أن يكذب.

 

إنما الأعمال بالنيات. هكذا قال الحديث الشريف، فنوايا بونابرت لم تكن خافية على الجميع كما كان يظن. ولعل أول من اكتشفها هم المصريون الأصليون الذين لم ينخدعوا فى عبائته ولا عمامته ولا خطابه العاطفى.

 

كثيرون من داعبوا مشاعر المصريين الدينية. من بينهم ماتيو ديليسبس (والد فرديناند)، حيث كان مقربا لشيوخ الأزهر خاصة علماء الديوان، ومن بينهم أيضا فرديناند مهندس توصيل البحر الأحمر بالمتوسط عبر قناة السويس، والذى كان صديقا شخصيا للخديو سعيد.

 

وكان آخرهم هو جون كاسن، السفير البريطانى لدى القاهرة، الذى نشر بالأمس فقط صورا لمائدة إفطار رمضانى، قال إنه يشارك بها المصريين احتفالاتهم بأيام الشهر الكريم، كما نشر منذ أيام على صفحته بمواقع التواصل صورا لاحتفاله بقدوم رمضان بتعليق "الزينة" داخل منزله، والتى شملت عددا من الشخصيات المشهورة مثل فطوطة، بكار، بجانب الزينة على شكل الخيامية، وهو أيضا من هنأ المصريين بذكرى المولد النبوى بل قام بتوزيع حلوى المولد النبوى على كل العاملين فى السفارة.

 

وكاسن مشهور بمداعباته للمصريين، فهو من قام بعزومة زملائه فى السفارة على عربة فول أتى بها خصيصا من منطقة السيدة زينب إلى مقر السفارة، كما دشن هاشتاج "الزهر لعب مع يوسف أنيس"، للاحتفال بالطالب المصرى يوسف أنيس، الذى كرّمه مجلس اللوردات البريطانى بعد حصوله على المركز الأول فى مسابقة "science award"، مستخدما أغنية "آه لو لعبت يا زهر" للمطرب الشعبى أحمد شيبة، والتى حظيت بأعلى المشاهدات على موقع "يوتيوب".

 

المدير الفنى لمنتخب مصر، الأرجوانى هيكتور كوبر أيضا شارك اللاعبين فى رحلة تنزانيا الأخيرة شعائر صلاة الجمعة، واستمع للخطبة، بعدها قال فى تصريحات إعلامية: "لن أعتنق الإسلام، كل ما فى الأمر أنا مدرب منتخب مصر ومن ثم يجب أن أعرف كل شئ عن مصر".

 

وواصل الخواجة تصريحاته قائلا: "أصلى وأصوم مع اللاعبين كنوع من المشاركة، وأحضر أفراح وأقود سيارتى بنفسى فى زحمة مصر على الدائرى وأتناول طعام شعبى، مصر بلد رائع وتمتلك أطيب شعب فى العالم".

 

بالتأكيد تختلف مآرب كوبر عن كاسن عن بونابرت عن مينو الذى تزوج مصرية واعتنق الإسلام وسمى نفسه عبدالله، إلا أن المداعبة واحدة، ولكن "الأعمال بالنيات".