أخبار عاجلة

الهجرة غير الشرعية تقتل مجددًا.. الحزن يسود قرية أبوشلبى بفاقوس بعد غرق أبنائها فى طريقهم لإيطاليا

السبت 11 يونيو 2016 04:31:00 مساءً

فتحية الديب

سادت حالة من الحزن والغضب الشديد بين أهالى قرية أبوشلبى مركز فاقوس بمحافظة الشرقية، بعد تشيعهم جثمان سارة محمد، 35 سنة، إحدى ضحايا الهجرة غير الشرعية، بمقابر أسرتها بالقرية، بعد أن لقيت مصرعها غرقا أثناء سفرها برفقة زوجها إلى إيطاليا، ونجى زوجها من الموت، وعاد بها إلى القرية جثة هامدة.

 

فيما يسود القلق والخوف بين الأهالى، من مصير باقى أبناء القرية المفقودين، الذين قرروا السفر إلى دولتى إيطاليا وإلمانيا فى هجرة غير شرعية، إلى أزواجهم ومعهم عدد من الأطفال .

 

تروى عزيزة شحاتة، قصة ابنتها الكبرى مروة 23 سنة، المقيمة بقرية أبوشلبى، حيث تقول إن ابنتها سافرت منذ عددة أيام، من خلال مركب "هجرة غير شرعية"، إلى زوجها المقيم منذ عام بدولة ألمانيا، وظل يلح عليها أن تسافر له مثل غيرها من الزواجات بالقرية اللاتى أتين إلى أزواجهن بالغربة، من خلال المركب، وتضيف الأم المكلومة: "بنتى أخفت علينا خبر سفرها، خوفا من معارضتنا لها، واكتشفنا منذ يومين سفرها، ولن نعلم عنها شيئا، ومن ساعة علمى بالخبر أصيبت بحالة من الانهيار العصبى".

 

ويكمل باقى القصة الأب البائس صبرى أحمد، قائلا إنه يعيش فى صدمة، منذ علمه بسفر ابنته وطفليها، وغرق المركب، ووصول جثمان "سارة" من القرية التى كانت مسافرة منها إلى ألمانيا، وأنه لا يعلم شيئا عنها وعن طفليها حتى الآن، مناشدا السلطات المصرية بمتابعة الموقف وعلمه بمصير ابنته".

 

 واستطرد الحديث محمد شحتة، خال مروة، إحدى الضحايا، إنها ضحية زوجها الذى أخذ يلح عليها بالسفر إليه، بدولة إلمانيا، وهى كانت رافضة فكرة السفر من خلال المركب، مضيفا: "اتصلنا بزوجها وأخبرنا بأنها جاية له عن طريق الطيران، وتبين أن رضا شقيق زوجها كان معها بالرحلة، ولكن القدر كتب له الحياة، وبسؤاله عن مروة أكد أنه لم يشاهدها بالمركب، ونتمنى أن يكون كلامه حقيقى وأن تكون مروة على قيد الحياة، وعندما تواصلنا مع السيد عبد الحميد الموجود بألمانيا والذى فقد نجليه فى الرحلة، أكد لنا بأنه شاهد مروة وطفليها بأحد المستشفيات فى تقرير إخبارى تلفزيونى .

 

 فيما يخيم الحزن على أسرة "السيد عبد الحميد راشد"، حيث كانت زوجته وأطفاله الثلاثة "بسمة ومحمد وزياد" فى تلك الرحلة، ونجت زوجته وزياد وعادا إلى مصر، فيما لاتزال "بسمة ومحمد" مفقودين لا يعلم عنهما شيئا.

 

ويقول "محمد على شلبى" أحد العائدين من الموت: "كنت ضمن ركاب اليخت المشئوم وكانت معى زوجتى وابنتى نورو، كان من المقرر سفر 300 شخص فقط على اليخت رغم أن حمولته لا تتعدى الـ100 راكب، ولكن أحنا اتباعنا من قبل السماسمرة وانتظرنا ساعات فى البحر لتصل حمولة اليخت 700 شخص، وأثناء سيرنا توقف اليخت لنعرف أن السبب هو وجود عطل فى المحرك، واستغثنا وجاءت إحدى السفن التى ساعدتنا على تشغيل المحرك، وألقت لنا السفينة حبلين ليتم ربطنا من الأمام والخلف ولكن كانت الكارثة عندما علت الأمواج ليحدث ميل لليخت ويرتطم بالسفينة عدة مرات ليصاب الركاب بالذعر والخوف ويزيد التمايل الذى أصاب الاطفال بالخوف الشديد دون أن يحرك ذلك ساكنا لدى أطقم السفينة التى كانت تنتظر التعليمات لإنقاذنا ومع ازدياد ميل المركب غرق فى المياه، وقامت عدة سفن بنقل بعض الركاب ومنهم من سافر إلى إيطاليا مثلى أنا وزوجتى وتم تسليمنا الى الصليب الأحمر المصرى وعدت إلى قريتى وزوجتى ولكن مازال مصير ابنتى نور فى علم الغيب، والإنتربول الإيطالى لم يفيدنا بأى شىء من خلال التواصل معه" قائلا: "لابد أن نعرف الركاب راحوا فين وهل هم أحياء أم أموات لنرتاح ولننام بعد أن أصابنا الخوف".

 

 يذكر أن 300 شخص هاجروا بطريقة غير شرعية، على متن مركب قوته 100 شخص فقط، ليغرق بهم المركب بمياه البحر المتوسط على مسافة 420 كيلو متر شمال غرب الإسكندرية، و160 كيلو جنوب اليونان، ووصلت قطعة بحرية تابعة للقوات البحرية، وعلى متنها 31 شخصًا للإسكندرية بينهم 26 مصريًا و2 سودانى و2 إريترى و1 أثيوبى كما حملت القطعة البحرية 9 جثث متحللة الأجزاء بينهم جثة لسيدة مصرية ومرجحة أن تكون باقى الجثث لمجموعة من المهاجرين الأفارقة.

 

 

 

 

 

صور اخرى