موقف المسلة: قبل التطوير «عشوائى».. وبعده «زريبة»

مظلات ملونة، أماكن مخصصة لانتظار سيارات الأجرة والميكروباصات، خطوات عدة تحت بند حتى يضحى الموقف لائقاً، مئات الجنيهات أنفقت على التجديد، ولافتة بارزة حملت عنوان المكان «موقف سيارات المسلة - عين شمس»، لكن التطوير لم يضحَ أكثر من مجرد صورة، فلا أوتوبيسات ولا سيارات أجرة ولا ميكروباصات احتلت المكان، اللهم إلا قطيع من الماشية حولت الموقف إلى «زريبة مواشى».

التطوير تكلف 65 ألف جنيه.. وسكرتير الحى: على المتضرر التقدم ببلاغ

لم يتوقع «سيد سليمان»، أحد سكان المسلة، أن أعمال التطوير التى يشاهدها فى الموقف ستستفر عن لا شىء، لم يتحرك وقتها وهو يرى الموقف عديم الفائدة ولا يتم الاستفادة منه، لكنه لم يستطع الصمت على تحوله إلى زريبة تحوى عشرات الخراف والماعز، المشهد الذى ألجم لسان الشاب الثلاثينى، وهو يطالعه من شباك منزله الذى يطل على الموقف، اقترب «ناصر» من الموقف ليتحرى الدقة عن قرب فتأكد: «دى زريبة حقيقى؟»، ويخبره عدد من أهالى المنطقة بحقيقة الأمر «دى مزرعة جديدة فى المنطقة لتربية الخراف والماعز، بدل ما الموقف فاضى ومافيهوش عربيات».

«العشوائية ملهاش حد غيرنا»، جملة لخص بها «ناصر» حال منطقته بعد حملات التطوير الأخيرة وإزالة الحى لعشوائية سيارات الأجرة التى كانت تثير الضوضاء: «الواحد مصدق أن الموقف اتعدل وبقى منظم والحى استجاب لينا، فضلنا شهور بنعانى من السواقين اللى بيركنوا فى أى مكان، ويحمّلوا من نص الطريق، ويوم ما يطوروه يسكنه خرفان ومعيز!»، لم تكتمل فرحة الشاب بتطوير منطقته وموقف الميكروباصات: «الحى طور الموقف بحوالى 65 ألف جنيه، وفى الآخر اللى يقف فيه المواشى، وعربيات الأجرة ولا فارق معاها، وأحب ما عليهم يعيشوا فى العشوائية وبس، وأصحاب الزريبة واقفين بكل ثقة ومش على بالهم». المشهد برمته، علق عليه أحمد مدبولى، سكرتير عام الحى، بأن تحويل الموقف لزريبة مواشى وبيعها عمل غير قانونى، ويجب على المتضرر أن يبلغ فوراً، فيقول: «إحنا طوّرنا الموقف عشان يكون مكان منظم يركب منه الأهالى، لكن من الواضح أن السواقين مش ملتزمين بالوقوف، وبالتالى سابوا فرصة لغيرهم يقفوا»، وتابع: «إذا تأكدنا من وجود زريبة بالموقف ستتم إزالتها فى وقتها، وتوقيع غرامة على صاحبها قدرها 2500 جنيه».