«طاسة الخضة».. موروث شعبي يبطل السحر ويعالج من الأمراض

إناء نحاسي ضحل محفور عليه نقوش كثيرة دقت بعناية عليه تحمل عدد من الآيات القرآنية، ونقوش أخرى لا يعرف معناها سوى صانعها، يوضع في جوفة التمر واللبن والمياة معروف "بطاسة الخضة" فهي موروث شعبي وثقافي لا زال موجودًا في بعض البيوت وخاصة في صعيد مصر والذين يؤمنون بفعالية ذلك الإناء الصغير في علاج الكثير من الأمراض المستعصية التي يعجز الطب عن علاجها.

وبالرغم من استخدامات طاسة الخضة العديدة؛ إلا أنها اشتهرت في علاج السحر، وتستخدم بأن يوضع داخلها ماء أو تمر أو حليب ثم تعرض أثناء الليل للندى في مكان مكشوف ويشرب منها المريض في الصباح ويتكرر ذلك عدة مرات في اعتقاد أن الحسد سيزول ويتبدد، فيما يستخدمها آخرون أيضًا في الوقاية سواء من الحسد أو من الأمراض الخطيرة.

وتسمى أيضًا "بطاسة الرجفة" ويقال إنها تستخدم للتخلص من الرعب الذي قد يتعرض له الفرد من أي شيء أو شكل أو موقف يتعرض له في حياته، كما يقال إنها تعالج بعض الأمراض مثل العقم، خاصة إذا حملت المرأة وولدت ثم توقفت عن الحمل، فيعتقد وقتها أن تلك المرأة تم إرعابها.

كان الناس قبل أكثر من خمسين عامًا يحضرون "طاسة الخضة" من السعودية عند ذهابهم لأداء مناسك الحج أو العمرة حيث يعتبرونها من المقتنيات الثمينة التي من الصعب التفريط بها ولكن في نفس الوقت من السهل استعارتها لتهدئة طفل أو شاب، ثم بدأ تصنيعها في مصر بعد ذلك.

موروث شعبي تناقلته الأجيال دون وعي ولم يسدل الستار حتى الآن على أصل "طاسة الخضة" أو "طاسة الرعبة" فكثرت الأقاويل الخرافية، إلا أن الكثير يستخدمها دون اهتمام بمعرفة أصل ذلك الإناء النحاسي الذي عرف أنه يعالج السحر والأمراض.

صور اخرى