أخبار عاجلة

رامز جلال: "أنا قلبى مات وضميرى انتحر" فى رمضان

الجمعة 03 يونيو 2016 11:11:00 صباحاً

الشرقية الآن - متابعات

«أنا قلبى مات وضميرى انتحر».. بهذه الجملة جاوب الفنان رامز جلال على سؤال طرحه على نفسه فى البرومو الخاص بالموسم الجديد لسلسلة برامج المقالب التى يقدمها، والذى يحمل موسمه الجديد عنوان «رامز بيلعب بالنار»، المتوقع عرضه فى شهر رمضان المقبل.

 

 

البرومو الذى يعرض أكثر من مرة على قنوات «mbc»، يدور فيه حوار بين رامز جلال ونفسه، ويتخلله مشاهد عنيفة من الحلقات التى لم يتم إذاعتها بعد، وفى هذا البرومو يرد رامز على سؤال ماذا يستفيد من كل هذا خاصة أن الناس لن ترحمه هذا العام، لكنه أكد على ثبات موقفه وهو يقول «ربنا بس هو اللى بيرحم»، ويضيف بكل سعادة، قائلا: «قد كده شىء ممتع إنك تشوف واحد بيولع قصادك».

 

لم يمر كلام رامز جلال مرور الكرام، وقوبل بهجوم ضارى خاصة من قبل بعض الأمهات اللائى أكدن عبر مواقع التواصل الاجتماعى، خوفهن الشديد على أبنائهن من هذه النوعية من البرامج، فيما تساءلت أخريات وماذا بعد اللعب بالحرائق.

 

بعض زملاء رامز جلال حاولوا التصدى للهجوم، وبدأوا فى الدفاع عنه، وأبرزهم كان الشاعر أمير طعيمة، الذى كتب عبر صفحته الشخصية،: «بما إن رامز جلال متقل إيده شوية السنة دى، وبما إن الموضوع فيه حرايق وانفجارات عايز أوضح حاجة: بعد أول حلقة قبل ما تقول حرام يعمل كده فى الناس وده هزار دمه تقيل وفلان جراله وفلان حصله لازم تبقوا فاهمين إن طالما الحلقة طلعت هوا يعنى الضيف نفسه وافق عليها وما عندوش مانع من عرضها، قانونا من حق الضيف يرفض عرض الحلقة لو مش عايز، وبما إن أبوها راضى ورامز راضى يبقى اتفرجوا واستمتعوا لأن الراجل ده بيتعب فى شغله وبيحترم جمهوره وهدفه إسعادهم، أنا شخصيا ما بفوتش حلقة وما بيصعبش عليا حد طالما الضيف نفسه فى النهاية شايف إنها حاجة مسلية وتستحق عرضها على الناس».

 

إلا أن مبرر التسلية والضحك لم يأتِ على هوى خبراء علم النفس والاجتماع والإعلام، الذين وجهوا سيلا من الاتهامات والانتقادات لبرامج «المقالب».

 

كانت البداية مع د.سامية خضر، أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس، التى قالت: «للأسف المسئولين غير مقدرين لمدى خطورة شاشة التليفزيون على المتلقى، فمنذ 10 أعوام وأنا أطالب بإطلاق يد الرقابة على المواد المعروضة، وضرورة تدخل جمعيات حماية المستهلك فى الدفاع عن حق المشاهد فى الحصول على مادة إعلامية محترمة، وكذلك تفعيل دور الجمعيات الأهلية والأحزاب، فنحن أمام كارثة وجريمة متكاملة الأركان، فهناك عملية تجرى حاليا بشكل كبير لتفريغ العقل المصرى، وتقديم مواد تافهة ومروعة ومليئة بالعنف والقسوة».

 

وأضافت: «فى فرنسا بلد الحريات تم منع فيلم أمريكى من العرض لأنه يحتوى على مشاهد عنف كثيرة، وقال المسئولون إن هذا الأمر له تأثير خطير على المتلقى الفرنسى، ولم يتم مهاجمة القرار من قبل المدافعين عن حرية التعبير، وربما أشادوا به وشعروا أن المسئولين ببلدهم يحافظون عليهم وعلى أبنائهم، أما فى مصر فلم نجد مسئولا أعلن رفضه لما تتضمنه برامج المقالب، خاصة برامج رامز جلال».

 

وتساءلت خضر: «كيف الحال والمُشاهد يتابع عملا هذا العام يتضمن كل هذا الكم من العنف والتلذذ بتعذيب الآخرين؟»، ثم التباهى بأن أجمل شىء أن يرى إنسان شخصا أمامه وهو يتم حرقه، وما الفرق هنا بين تلك المشاهد الذى يتم عرضها على أنه عمل ترفيهى وبين المشاهد التى تخرج علينا يوميا من الإرهابيين الذين يحرقون الضحايا ويقومون بتصويرهم، فهذا البرومو وحده كفيل بمحاكمة صناعه جنائيا».

 

وقالت: «أوجه نداء وتحذيرا للمسئولين، انقذوا شباب مصر وأطفالها من هذه البرامج الهادمة، فضحك اليوم سيتحول إلى مأساة كبرى، وسنندم فى وقت لا ينفع فيه الندم».

 

من ناحيته، قال .د.جمال فرويز، أستاذ الطب النفسى بجامعة القاهرة، باستنكار: «هل يدرك صناع برامج المقالب أن ما يظنونه أنه مادة ترفيهية، قد يتسبب فى مشاكل لا حد لها للمتلقين قد تصل إلى إصابة الأطفال والكبار معا بمرض التبول اللا إرادى، وإصابتهم بكوابيس والعديد من الأمراض النفسية الصعبة».

 

وأضاف: «كثر مرض اسمه «اضطراب الكرب ما بعد الصدمة» أى أن الأشخاص التى شهدت أو تعرضت لمواقف صعبة فى حياتها مثل الحرائق أو الحبس فى أماكن مغلقة أو تهديد حياتهم بالسقوط بالطائرة قد يواجهون صدمة عنيفة إذا استعادوا هذه الحوادث من مجرد رؤيتهم لمواقف مشابهة تحدث أمامهم، تبدأ بكوابيس وتصل إلى حد التبول اللا إرادى حتى لو كان الرجل بالغ وراشد ومدرك أن هذا برنامج كوميدى ومقلب وكل هذا الكلام».

 

وأكمل: «هناك مشاكل أخرى قد يعانى منها المراهقون والأطفال تحديدا الذين يجدون لذة فى تقليد هذه النوعية من التصرفات خاصة إذا كانت متاحة بالنسبة لهم كافتعال حريق، فنجد الطفل يحاول إحراق شقيقة الأصغر لكى يضحك عليه أو على الأقل يحاول حرق أثاث المنزل، واستشهد بما حدث مع برنامج الأطفال «فرافيرو» الذى كان من أشهر برامج الأطفال فى السبعينيات وقام بعض الأطفال بربط أنفسهم بملاءات السرير وألقوا بأنفسهم من الشباك لتقليد بطل البرنامج وتم منع عرضه حفاظا على أرواح الأطفال».

 

وأضاف فرويز: «كلمة كارثة هنا لا تجسد هول المصيبة، فنحن بحاجة لكلمة أقسى منها، والغريب أن الأمر أصبح موضة وكل قناة تريد تكرار الفكرة وتطبيقها على شاشتها انطلاقا من أنها تبيع وتحقق نسب مشاهدة عالية، فى غياب تام من المسئولين الذين لا ينتبهون لمحاولات تدمير أجيال بأفكار مدمرة، وترك ناس ــ أزعم أنهم مرضى نفسيون ــ يقدمون على الشاشة على أنهم نموذج يقلده الشباب».

 

من ناحيته، يقول د.محمود علم الدين، الأستاذ بكلية الإعلام جامعة القاهرة: «نحن أمام ظاهرة مقلقة حقا، وأرفض أن أسميها برامج كوميدية فهى برامج عنف اصطلح على تسميتها بالمقالب، فرغم أن ظاهرها كوميدى الا أن الحقيقة غير هذا تماما، فنحن أمام حالة ترويع لأمن الناس، واستغلال شهرة الضيف لكى أبيع، وتقدم هذه البرامج أسوأ معايير أخلاقية لتشويق الناس، وكلما زاد تعرض الضيف للعنف والمواقف الصعبة زادت شهرة البرنامج ثم نفاجأ بعبارة متكررة تقال فى نهاية كل حلقة تشير إلى مدى التلذذ بتعذيب الضيوف».

 

وأضاف: «لمن يقول إن هذه البرامج ليست مستحدثة وموجودة فى كل قنوات العالم أقول: نعم كلامكم صحيح، لكن أكملوا الحقيقة، فهناك تصنيف عمرى مطبق فى كل البرامج، وكثيرا ما يسبق عرض أى برنامج تنويه يشير لطبيعة المحتوى إذا كان يناسب جميع أفراد الأسرة أم يحتوى على مشاهد صعبة قد لا يستطيع مشاهدتها أصحاب المشاعر الرقيقة، أو تصنيف عمرى بأن هذا البرنامج لفوق 18 عاما أو فوق 12 عاما، لكن إذا كان المسئولون لم ينجحوا فى تطبيق هذا التصنيف فى دور العرض السينمائى، فهل سينجحون بالشاشة الصغيرة؟، إضافة إلى أنه جرى العرف عرض حلقات هذه البرامج بعد أذان المغرب، والأسرة مجتمعة حول شاشة التليفزيون لضمان نسب مشاهدة عالية».

 

وحذر علم الدين، من أنه حتى فى حال كانت البرامج «مفبركة» فالنتيجة واحدة على المتلقى، فمن السهل عليهم أن يربحوا الملايين، لكن فى المقابل سيتم القضاء على أجيال بكاملها، والضحك اليوم «ظاهره الرحمة وباطنه العذاب».