أخبار عاجلة

مفاجأة.. فانوس رمضان «حرام»

الاثنين 30 مايو 2016 06:51:00 صباحاً

وليد جاد

أيام قليلة ويهل علينا شهر رمضان الكريم، ليردد ملايين الأطفال فى مصر والعالم العربى أغنيتهم المفضلة "وحوى يا وحوى"‏، حاملين فى يدهم فانوس رمضان.

 

الأصل فى كلمة "وحوى" يعود إلى اللغة الهيروغليفية، فهى تعنى الذهاب أو الرحيل، لكن ما أصل الفانوس؟، ومتى ظهر؟، ومن أول من حمله من المسلمين؟، وكيف ارتبط بشهر رمضان الكريم؟

 

الدكتور سند عبدالفتاح، أستاذ التاريخ الإسلامى بجامعة الأزهر، يقول إن المصريين عرفوا فانوس رمضان لأول مرة فى الخامس من شهر رمضان عام 358 هـجرية، وهو اليوم الذى وافق دخول المعز لدين الله الفاطمى القاهرة ليلًا، فاستقبله أهلها بالمشاعل والفوانيس الملونة وهتافات الترحيب عند صحراء الجيزة حتى وصل إلى قصر الخلافة.

 

أضاف، من يومها ارتبط الفانوس بالاحتفال بشهر رمضان، متحولًا عن وظيفته الأصلية فى الإضاءة ليلًا إلى وظيفة أخرى ترفيهية إبان الدولة الفاطمية، حيث قام الأطفال بالتجول فى الشوارع والأزقة وهم يحملون الفوانيس ويطالبون بالهدايا من أنواع الحلوى التى ابتدعها الفاطميون.

 

بينما يقول الدكتور محمد خالد، أستاذ الحضارة الإسلامية بجامعة الأزهر، إنه فى عهد الحاكم بأمر الله الفاطمى، كان مُحرمًا على نساء القاهرة الخروج ليلًا فإذا جاء رمضان سمح لهن بالخروج لأداء التراويح فى المساجد، بشرط أن يتقدم السيدة أو الفتاة صبى صغير يحمل فى يده فانوسًا مضاءً ليعلم المارة فى الطرقات أن إحدى النساء تمر فيفسحوا لها الطريق، وبعد ذلك اعتاد الأولاد حمل هذه الفوانيس فى رمضان.

 

قصة أخرى، عن أصل الفانوس تقول إن الخليفة الفاطمى العاضد كان يخرج إلى الشوارع ليلة الرؤية ليستطلع هلال شهر رمضان، وكان الأطفال يخرجون معه ليضيئوا له الطريق، كل طفل يحمل فانوسه، مرددين بعض الأغنيات التى تعبر عن سعادتهم بقدوم شهر رمضان.

 

وهناك قصة ثالثة، تقول إن أحد الخلفاء الفاطميين أراد أن يضىء شوارع القاهرة طوال ليالى شهر رمضان، فأمر كل شيوخ المساجد بتعليق فوانيس تضاء من خلال شموع توضع بداخلها.

 

أما الرواية التى تربط بين الفانوس والمصريين القدماء، فتقول إن الفانوس أصله قبطى وارتبط بوقت احتفال المصريين بأعيادهم، الأمر الذى دفع عدد من المتشددين لاعتبار الفانوس حرام، ومخالف لفضائل الشهر الكريم، وبعضهم أكد أنه بدعة لا أصل لها فى الإسلام، ولا يجب السير وراءها.

 

ويدفع أيضًا بعض المتشددين بأن الفانوس ليس من سنن رمضان، وأنه من عادات الفرس والدروز والعلويين، ولم يكن معروفًا فى زمن الرسول، وبالتالى فهو بدعة لا يجب اتباعها.

 

وأيًا كان أصل الفانوس، فإنه سيظل رمزاً مميزاً لشهر رمضان فى مصر التى ما زال للفانوس فيها بهجته ورونقه.