«قاموس السعادة».. مشروع عالمي لنشر الشعور بالفرحة

قرر تم لوماس، أستاذ الطب النفسي الإيجابي بجامعة شرق لندن، إطلاق دعوة عالمية للتفكير الإيجابي لنشر الشعور بالسعادة من خلال فكرة مبتكرة تتلخص في إعداد قائمة بالمصطلحات التي تحمل معاني إيجابية من مختلف اللغات، وذلك بنقلها بحروف إنجليزية تقابل نفس نطق المصطلح في لغته الأصلية، مع وجود شرح للمعنى.

لمعت الفكرة في رأس لوماس، العام الماضي فى أثناء حضوره أحد المؤتمرات العلمية في مدينة أورلاندو بولاية فلوريدا الأمريكية، حين التقى الباحثة الفنلندية إيميليا لاتي، التي تحدثت معه عن معنى المصطلح الفنلندي Sisu، ويعني هذا المصطلح القوة النفسية التي تجعل الشخص يواجه أي تحد كبير حتى مع عدم وجود مكسب فوري، وعلى الرغم من أنه يمكن شرح المصطلح بأي لغة فإن له قيمةً خاصةً في الثقافة الفنلندية.

جاءت من هنا الفكرة التي أطلق عليها لوماس «قاموس السعادة»، حيث قرر أن تكون قائمة المصطلحات الإيجابية من جميع ثقافات العالم، التي يمكن أن لا يكون لها مقابل في ثقافات أخرى، لكنها اجتمعت على التعبير عن مشاعر إيجابية راقية تستحق عناء جمعها.

أطلق لوماس النسخة الإلكترونية الأولى من قاموس السعادة في يناير الماضي، التي احتوت على 216 تعبيرًا ومصطلحًا من 49 لغة مختلفة، واشترك في هذا العمل البحثي الدقيق عدد من زملائه وأساتذة الجامعات الأجنبية والطلاب والباحثين من مختلف أنحاء العالم، واستمروا في تطويره بعد إطلاقه حتى وصل عدد التعبيرات فيه حتى الآن إلى 400 تعبير، مقسمة إلى ثلاثة أقسام رئيسية، وهي: المشاعر والعلاقات وصفات الشخصية.

ويحتوي قاموس السعادة حاليًا على 17 مصطلحًا وتعبيرًا باللغة العربية منها: عصبية (بمعنى روح الترابط القبلى) – بركة – فطرة – استقامة – إن شاء الله – عشق – سهر – سمر – صمود - تراض – طرب – تربية – تزكية.

ويريد لوماس لمشروعه أن يستمر في النمو والتطور ليصبح مع مرور الوقت أداةً لاكتشاف أوجه جديدة للثقافات المختلفة لا تختص بمنطقة دون غيرها، بل دعوة عالمية للاستمتاع يمكن بمجرد تصفحه تجديد طاقة السعادة الداخلية.