أخبار عاجلة

بالصور.. "الموت" فى مستشفيات الزقازيق

الخميس 05 نوفمبر 2015 02:38:00 مساءً

على صلاح

 

 

الاستقبال بمستشفى الاحرار بلا اطباء والعيادات الخاصة السبب .. المستشفى بلا ادوية والنظافة لاتعرف اقسامها.. وحدة الغسيل الكلوى غير صحية بالزقازيق الجامعى ..والقطط والفئران تسكن العناية المركزة ..والممرضات يتاجرون فى اكياس الدم 

 

مستشفيات كثيرة في مصر تعانى من الإهمال بشكل ينعكس وبدرجة خطيرة على صحة المرضى،  ومنها مستشفيات محافظة الشرقية  الذى ماتت إكلينيكيا ، ولا يبقي الآ اعلان الوفاة ومراسم الدفن، فلا أجهزة ولا أطباء ولا علاج ولا أي شيء يمكنها أن تقدمه للمرضي الفقراء الذى منعتهم ظروفهم الاقتصادية من الذهاب للعيادات والمستشفيات الخاصة التى رفعت شعار " اللى ممعهوش ميلزموش" إلى جانب وقوعهم فريسة الإهمال والفساد داخل  تلك المستشفيات الذى اصبح  العلاج فيها رحلة من العذاب والمعاناة، قد يكلف المريض حياته لأنها باتت خرابات ومأوى للقطط  ومستنقع أمراض تصيب من يقترب منها .

 

" الشرقية الآن " رصدت أبرز مخالفات مستشفيات الزقازيق  من إهمال الأطباء وأكوام القمامة على الأرض وانعدام النظافة داخل المستشفى، والإهمال في أرواح الناس، بشكل يوحى أن الداخل مفقود والخارج مولود.

 

البداية كانت في مستشفى الاحرار فى  قسم الاستقبال وبدون مبالغة فالقسم يعتبر مقبرة لمحدودى الدخل الذين أصبحوا ضحية الإهمال والفساد داخل المستشفيات الحكومية، ومنعتهم ظروفهم الاقتصادية من الذهاب للعيادات الخاصة التي صارت لا تدرك البعد الاجتماعى للطب كمهنة سامية.

 

محمد عاطف، 21 عاما طالب جامعى قال: " عمي أصيب في مشاجرة بطلق ناري بالبطن وأحضرناه لمستشفى الأحرار ولم نجد أي طبيب في قسم الاستقبال وسألنا الممرضة عن السبب فقالت لنا: الأطباء تركوا المستشفى وذهبوا لعياداتهم الخاصة وطلبت منا الانتظار نصف ساعة فانتظرنا دون جدوى، بعدها قررنا الذهاب إلى مركز الشرطة لتحرير محضر.

 

وتابع عاطف: ولكن عندما سمعت الممرضة منا ذلك قامت بإبلاغ بعض الأطباء فحضروا بعد ما يقرب من 45 دقيقة من إبلاغهم وأخذوا عمى إلى غرفة العمليات ولكنه فارق الحياة بسبب إهمال نوعية من الأطباء تهتم بالشكل الخارجى في مقابل عدم الاهتمام بالمرضى.

 

مواطن رفض ذكر اسمه قال إن زوجته سيدة مريضة وذهب بها إلى مستشفى الأحرار وهى في حالة خطيرة في وقت متأخر من الليل ولم يجد أطباء لتوقيع الكشف الطبى عليها.

 

وأكد انهم عندما سمعوا من الممرضة أن كل الأطباء مشغولون بمشاهدة مباراة كرة قدم جن جنونهم وكادوا أن يحطموا قسم الاستقبال بأكمله.

 

ويظهر حجم الإهمال بوضوح في عدم نظافة الغرف، إذ رصدت" فيتو " حجم القمامة داخلها، إلى جانب وجود بعض المخلفات الطبية، وعلب العصير الفارغة وبقايا الأطعمة بجوار الأجهزة الحساسة، وسوء نظافة الفرش الخاص بأسرة المرضى وندرته.

 

أما عن دورات المياه فحدث ولا حرج فهى غير نظيفة بالمرة ولا تصلح للاستخدام الآدمى وتملأها القمامة، فالأدوات المستخدمة للطعام ملقاة بدورات المياه في صورة سيئة للغاية، وسور المستشفى محاط بأكوام من القمامة والمخلفات الطبية التي تؤثر بالسلب الشديد على صحة المرضى.

 

وفى هذا السياق قال محمد غريب مواطن كان يرافق والدته في عملية جراحية:"إن رائحة الغرف لا يستحملها أحد ورائحة بطاطين السرير قذرة وعندما طلبت من الممرضة تغييرها رفضت وقالت: "ما فيش غيرها" .

 

وأثناء تجول "الشرقية الآن " بالمستشفى لاحظنا أنه لا يوجد في جميع الأدوار كراسي لاستقبال مرافقي المرضى، والأهالي يفترشون الأرض بالبطاطين للجلوس عليها، ولفت نظرنا مشهد أسرة بأكملها تجلس على الأرض في طرقات القسم وولد صغير يجلس على كرسي متحرك وبجانبه باقي أفراد أسرته جالسين على الأرض يتناولون الطعام في مشهد غريب يعكس الواقع المأساوى للمستشفى.

 

كما أن العديد من غرف المرضي لا توجد بها الاستعدادات اللازمة لاستقبال المرضى ويوجد في الدور الأخير من المستشفى غرف خالية لا يوجد بها أي شىء سوى الزبالة والقطط، ولا أحد يعلم لماذا هي طاقة مهدرة في وقت تتعلل فيه إدارة المستشفى في بهدلة المرضى وذويهم بعدم وجود أماكن أو أسرَّة.

 

وفى قسم الجراحة شاهدت "الشرقية الآن" مرضى بالغرف يتألمون دون وجود أي من الأطباء لمتابعة حالاتهم، والقمامة ملقاة في كل ركن من أركان القسم وغرفه وبعض الأشخاص يدخنون السجائر دون وجود من يراقبهم أو ينبههم إلى منع التدخين ووجود مرضى في حاجة إلى الهدوء والراحة.

 

ووجدنا رجلًا يجري في كل أرجاء القسم وعندما سألناه قال: زوجتى تنزف وأستغيث بالأطباء ولا أحد يسعفنى "، وظل الرجل يصرخ "يارب ارحمنا" ولا أحد يجيبه وقال " انتوا بتعاملونى كدة عشان نروح العيادات والمستشفيات الخاصة".

 

ويكتظ المستشفى بباعة جائلين يبيعون مختلف أنواع الشاي والقهوة والبيبسي، يسير البائع داخل المستشفى وينادى بأعلى صوته (حاجة ساقعة بيبسي)، وكلهم يتجولون داخل المستشفى بلا ضابط أو رابط.

 

ويضاف إلى قلة الرعاية والإهمال نقص الأدوية والمستلزمات الطبية ويضطر البعض من المرضى إلى شراء أدوية أو شاش طبي، أو خيوط جراحية من الصيدليات الخارجية لعدم توافرها بصيدلية الاستقبال، فنقص الدواء بالمستشفى مشكلة أخرى يواجهها المرضى الذين هم في أمس الحاجة إليه، وهذه  المشكلة عجز مسئولو الصحة عن حلها .

 

وبالحديث مع بعض المرضى أكدوا على سوء المعاملة داخل المستشفى من قبل الأطباء والمرضات ووصفوها بأنها معاملة لا تليق بالبنى آدمين وقالوا بسخرية إنها معاملة على طريقة "اخلص علشان أشوف غيرك".

 

أما من الناحية الأمنية فلايوجد تأمين للمستشفى مما يعرض حياة المرضى للخطر في ظل حالة الانفلات الأمنى الذي نعيشها فمن الممكن أن يتم سرقة أي شىء من المستشفى بكل سهولة، خاصة وأن المستشفى شهد العديد من حالات التعدي على الأطباء والممرضات خاصة خلال الوردية المسائية، في الفترة الأخيرة.

 

وفي مستشفىالزقازيق الجامعى  تجد الإهمال الشديد في كافة الأقسام وخاصة قسم الاستقبال، وقسم أورام الدم ووحدة الغسيل الكلوي، ورغم علم المحافظ بكل ما يجري بها من إهمال وسوء معاملة ونقص بالأجهزة ولكن أرواح المواطنين لديه لا ثمن لها ولا قيمة شغله الشاغل هو "الشو" الإعلامي لكي يشعر المسئولون بإنجازاته عندما تتجول فى غرف المستشفى واقسامها تجد المرضى "مرميين" على الارض يتلقون العلاج فى الطرقات ولا احد يسئل فيهم  وكان حياة المريض اصبح لا ثمن لها  .

 

وتشهد وحدة الغسيل الكلوى بمستشفى الزقازيق الجامعى حالة من التدهور الشديد، بسبب الإهمال الذي يعانى منه عشرات المرضى بالفشل الكلوى ممن أضربوا أكثر من مرة وامتنعوا عن جلسات الغسيل الكلوى التي يخضعون إليها بسبب ذلك الإهمال.

 

ويعانى المرضى من الإهمال الذي وصل إلى حد استخدام مرشحات وخراطيم خاصة بالغسيل الكلوى رغم عدم مطابقتها للمواصفات الطبية المتعارف عليها، كما أكدوا على وجود الحشرات والقطط والفئران التي تتجول بين أيديهم في أثناء جلساتهم رغم أنه من المفترض أن تكون تلك الغرف على أعلى درجات التعقيم.

 

ويقول ابراهيم السيد مرافق لاحد المرضى ، أن المرضي يعانون كل أنواع الإهمال بل الإهانة أيضا من قبل الممرضات، اللاتي لا تفعلن أى شيء تاركين المسئولية كاملة على مرافقي المرضي، حتى الوجبات يقمن بوضعها على مدخل العنبر ليقوم أى مرافق بتوزيعها، وهى لا تصلح للأسف لتناولها، والأخطر هو عدم مراعاة خطورة الحالات من قبل إدارة المستشفي إلا إذا هددنا بالتصعيد، هناك أيضا سوء حالة النظافة داخل المستشفى، فدورات المياه بلا شطافات، كما لا يتم تنظيف الغرف الخاصة بالمرضى، إضافة إلى أن 90% من الأدوية أو الأشعة التي يحتاجها المريض نقوم بشرائها على نفقتنا الخاصة.

 

كما لم تخل غرف العناية المركزة من الإهمال، حيث يتم احتجاز الأهالي ومنع الزيارات بحجة الالتزام بمواعيد الزيارة حفاظا على صحة المرضى، في الوقت الذي عجز فيه مسئولو المستشفى عن منع القطط من الدخول إلى غرف العناية، حيث بدا من المألوف تواجد مثل تلك القطط تحت الأسرة وبداخل دولايب الأدوية ذاتها.

 

وفي وحدة أورام الدم يعاني الأطفال المصابون بمرضي أنيميا البحر المتوسط والمعروف طبيا بمرضي "الثلاثيميا"، من إهمال وعدم اهتمام من الأطباء بحالتهم حيث المصابين بذلك المرض ينقلون دم كل 15 يوما، أو كل شهر حسب حالة المريض، ورغم خطورة المرض تبداء معاناتهم من أول اليوم حيث الروتين الممل والإجراءات للحصول على كيس الدم والتنقل من مستشفى الجامعة إلى المبرة، أكثر من مرة لإنهاء الإجراءات، الحصول على كيس الدم الذي يدمر الباقي منهم ويصيبهم بالعديد من الأمراض بالإضافة إلى مرضهم الأساسي، حيث يتناول المريض الدم بجميع مكوناته دون فصله

 

وعن مشكلة بنوك الدم بالستشفى يقول (سلوى. ع) قالت : عند دخولي المستشفى لإجراء عملية جراحية رفضت إدارة المستشفى دخولي المستشفى قبل إيداع كيس دم بنفس فصيلتي بالمستشفى ولكن لم يكن معي أحد من أقاربي نفس فصيلتي فعرضت علينا أحد الممرضات أن توفر لي متبرع بمبلغ 120 جنيها للكيس الواحد .

 

ويروي أحد المصابين بقسم الاستقبال معاناته قائلا: "كنت مصابا في حادث سيارة، وعندما تم نقلي إلى مستشفى الجامعة كنت أحتاج إلى نقل دم لكني لم أجد دم في المستشفى وعندما أتى أهلي إلى المستشفى ذهبوا إلى بنك الدم، الذي رفض إعطائهم الدم بحجة أن أكياس الدم الموجودة بالبنك محجوزة للعمليات ومصابين، ولكن بعد ذلك أتت ممرضة وعرضت عليهم أن تبيع لهم كيس الدم مقابل 140 جنيها للكيس في ظل عملية التجارة بدماء الفقراء من أجل زيادة الدخل والكسب الحرام.