أخبار عاجلة

بالصور| «المجارى» تُغرق منازل الأهالى بالشرقية .. و15 قرية بكفر صقر بدون صرف صحى

الخميس 25 فبراير 2016 04:01:00 مساءً

محمد فتحى

تعد محافظة الشرقية من أكبر المحافظات بعد محافظتى القاهرة والأسكندرية، من حيث تعداد السكان والمساحة ولكنها تعج بالمشكلات وحالات الإهمال واللامبالاه من قبل المسؤولين ووصل الأمر إلى سقوط قرى ومدن من حساباتهم والذى آثارت جدلاً واسعاً من بينهم قرى لم تحصل على كوب ماء نظيف أو مشروعات صرف صحى حتى الآن مما يصور حجم المعاناة التى يلتهم المواطنين .

 

خير دليل على ذلك، معاناة قرية أكراش التابعة لمركز ديرب نجم، الذى يبلغ عدد سكانها حوالى 60 ألف نسمة، حيث أنهم يعيشون فى كارثة حقيقة تهدد حياتهم، وذلك بعد تعرض المواسير المتهالكة للانفجارات مما يؤدى إلى تسرب المياه داخل منازلهم مما يتسبب فى انهيار بعضها وتصدع البعض الآخر.

 

قال بعض الأهالى، إن القرية تعوم فى بركة من مياه «المجارى» وذلك بعد قيامهم إنشاء خطوط صرف صحى على نفقتهم الخاصة بجهودهم الذاتية بعد توقف العمل بالمشروع الحكومى للصرف الصحى المغطى وعدم استكماله حتى الآن، فى حين قامت الدولة بردم مصارف المياه الخاصة بتلك الخطوط دون أسباب واضحة مما أدى إلى كتمها وانفجارها وتدفق المياه التى كانت بداخلها تحت سطح الأرضية وتسربها أسفل اساسات المنازل .

 

وأضاف الأهالى، إنهم تقدموا بالعديد من الشكاوى والخطابات لرئيس مدينة ديرب نجم ورئيس قطاعات مياه الشرب والصرف الصحى، ولكن دون جدوى، مناشدين بسرعة التدخل وحل هذه المشكلة وإنقاذ حياتهم، حيث أكد فتح الله محمد – أحد المتضررين، أن هناك تراكم فى أرضية المنزل الخاص به، وتحولت إلى حفرة وبركة مياه تنبعث منها روائح كريهة مما يعرض أسرته وأبنائه للأمراض فضلا عن إصابة جدران منزله بالشروخ والتصدعات نتيجة الترشيح والرطوبة بالإضافة إلى انتشار الحشرات مما تسببت فى إصابة أسرته بالآمراض المعدية والأوبئة نتيجة البكتيريا والفيروسات المنتشرة بمياه الصرف الصحى.

 

أما في قرية الحلوات التابعة لمركز الإبراهيمية فالأمر لايختلف كثيرا عن باقى قرى المراكز بالشرقية، حيث قام عدد من الأهالى بتوصيل 60 متر صرف صحى علي نفقتهم الخاصة بمبلغ 32 ألف جنيه .

 

أما قرية كفر نجم بمركز الابراهيمية تعيش كارثة كبرى، بعد ضم محطة كفر حجى إلى محطة الصرف الصحى بالقرية دون تنفيذ توسعات بالمحطة أدى إلى حدوث انفجارات فى الشوارع خاصة مع توقف محطة المعالجة، أمام قرية كفر أبو الديب بنفس المركز، الذى يبلغ عدد سكانها 25 ألف نسمة، تعانى من وجود الخزانات الأرضية هى الأخرى ويتم نزحها مقابل 25 جنيه للنقلة الواحدة، مما يتسبب فى انبعاث الروائح الكريهة مطالبين بوضع خطة جديدة وحصر القرة المهملة بالمحافظة .

 

قال عبد الحيكم مصطفى - ظابط بالقوات المسلحة بالمعاش، "أننا لا ننتظر دعم الحكومة للقرية ولكن بعد معاناة طويلة مع المسؤولين قررنا توصيل الصرف الصحى للمنازل على نفقتنا الخاصة، فيما أوضح سمير فنديل – مدرس، أن القرى دائما محرومة مؤكداً أن المواطنين البسطاء والفقراء أول من يتضررون من إهمال بعض المسؤولين المهملين، مشيراً إلى أن الدولة تهتم بالمدن أكثر من القرى لافتا أن قرية الحلوات عدد سكانها 7 آلاف نسمة وبها وحدة محلية تربط 5 قرى آخرين .

 

وأضاف قنديل، أن مجلس مدينة الابراهيمية بالتعاون مع الهيئة العامة لمياه الشرب والصرف الصحي منذ ما يقرب من عام 2008 ارسلوا بعثة من الخبراء والمهندسين لمعاينة المنطقة ودراسة المشكلة علي الطبيعة ولكنهم لم يفعلوا شيئاُ حتى الآن.

 

وفى قرية بهنباى التابعة لمركز الزقازيق، تعانى كنظيراتها من القرى، من التجاهل والإهمال بسبب غياب المسؤولين حيث أنها تضم 750 أسرة فقط ويصل عدد سكانها 100 ألف نسمة، حيث أنها تقع فريسة هى الأخرى لأزمة الصرف الصحى وأصبحت المنازل مهددة بالانهيار.

 

قال عدد من الأهالى، إنهم يعيشون على برك من مياه الصرف الصحى، بسبب ارتفاع منسوب المياه الجوفية وطفح مياه المجارى، مشيراً إلى أن المشكلة منذ عام 2002 وحتى الآن لم يُستكمل المشروع وترجع أسباب تلك المشكلة فى ارتفاع منسوب مياه بحر مويس المار من أمام القرية ليكون منسوب انخفاض منازل القرية أقل من منسوب مياه البحر بالإضافة إلى عدم وجود الصرف الصحى مما يتسبب فى تسرب المياه داخل المنازل وغرقها .

 

واتهم أشرف مصطفى – جزار، وأحد أهالى القرية، اللواء خالد سعيد، محافظ الشرقية، ورئيس الوحدة المحلية ببهنباى بالإهمال واللامبالاه نتيجة رى الأراضى الزراعية بالقرية من مياه الصرف الصحى مما يتسبب فى انتشار الأمراض وخاصة مرض الفشل الكلوى مؤكداً أنهم تلقوا وعود من اللواء ممدوح، طه رئيس مركز ومدينة الزقازيق السابق، ولكن لم يفعل أى شئ.

 

وفى السياق ذاته، تعانى 15 قرية من التابعين لمركز ومدينة كفر صقر، من عدم وجود صرف صحى نهائياً وهم قرى « حانوت ومنشأة يوسف وكفر حماد وكفري الحديدي والقواسم  وبني حسن والمنشأة الجديدة وشيش الهواء وأبو حريز وأبو عمران واحمد عبدلله» ويعد المركز من أكثر مراكز المحافظة احتياجاً لمشروعات صرف صحى .

 

أكدت ناهد لاشين – ربة منزل، أن المنازل فى القرى مربوطة من خلال خزانات أرضية ويتم نزحها بالجرارات الزراعية مشيرة إلى أنه يتم تفريغها فى الترع أو البحر التى يروى منها الزرع مما يعرض المواطنين للفشل الكلوى والأمراض المزمنة فى ظل غياب المسؤولين، فيما أوضح محمد مصطفى – مدير مدرسة، أنهم خاطبوا الجهات التنفيذية لإنشاء محطة رفع بالقرى التابعة للمركز ولكن لم يستجب أحد .