أخبار عاجلة

«مكامير الفحم» تهدد مرضى الصدر فى بلبيس

السبت 16 يناير 2016 09:40:00 مساءً

محمد فتحى

لا شك أن مكامير الفحم كارثة بيئية وظاهرة خطيرة، حيث تعانى محافظة الشرقية من تلك الكارثة الخطيرة تتمثل فى تلك المكامير التى أصبحت تهدد حياة المواطنين وخاصة على طريق «بلبيس - القاهرة الزراعى» بسبب تلك الأدخنة المنبعثة منها والتى تجعل الرؤية معدومة أمام السيارات بالإضافة للاصابات المتكررة بأمراض الصدر والإلتهاب الرئوى وضيق التنفس بسبب الدخان الكثيف المنبعث من داخل تلك المكامير طيلة السنوات الماضية ولا حياة لمن تنادى من المسؤولين .

 

قال فريد محمد، إن أصحاب المكامير مازالوا يمارسون حرق الأخشاب على جانبى طريق «بلبيس – القاهرة الزراعى» بطريقة بدائية وهمجية دون النظر إلي أهالي المنطقة وحقهم في تنفس هواء نقى نظيف وعلى الرغم من قيام محافظ الشرقية الأسبق المستشار يحيى عبد المجيد بنزع ملكية الأراضى المقامة عليها المكامير لتوسعة الطريق وإزدواجه إلا أنهم لم يهتموا بالأمر وتراجعوا للخلف فضلا عن تبوير مساحة كبيرة من الأراضى الزراعية واسئناف عمليات الحرق والتى ينتج عنها حجب للرؤية تماماً مما تسبب وقوع العديد من حوادث الطرق.

 

وأشار محمد إلى أنه تم صدور قرار من المحافظ الأسبق المستشار يحيى عبد المجيد، رقم 15 لسنة 1999 والذى يقضى بإزالة مكامير الفحم الموجودة على الطريق متسائلاً: أين هذا القرار من المحافظين الذين عاصروا المحافظة مطالباً بتطبيق قانون حماية البيئة على هذه المكامير والوقف امام أصحابها نظراً لمخالفتهم القانون بالإضافة إلى تعديهم على الأراضى الزراعية .

 

وتابع المحامى فتحى كرم، أن قانون البيئة رقم "4" لسنة 1994 والمعدل بالقانون رقم "9" لسنة 2009 يعطى الحق لمسئولى البيئة بتحرير محاضر وتوقيع غرامات مالية إلى جانب إغلاق تلك المكامير وحبس أصحابها مضيفاً أن هناك بدائل وهو المشروع التجريبى للفرن المطور لانتاج الفحم النباتى كبديل عن الطرق التقليدية المتبعة أسوة بما تم في مشروع المسابك في محافظة القليوبية ولان أغلبية قرى بلبيس وخاصة أهالى قري تل روزان وغيتة والعدلية وانشاص البصل وجميعها تقع فى محيط تلك المكامير لافتا أنه يعانون من الأمراض الصدرية المزمنة وخاصة الأطفال نظرا للادخنة المنبعثة باستمرار .

 

وفى السياق ذاته، قالت سعاد مصطفى، 50 عاماً، إنها إحدى العاملات فى مكامير الفحم، حيث أنها بدأت العمل فيها منذ الثامنة من عمرها مما سبب لها إلتهاباً حاداً فى الرئة وحساسية الصدر نتية عوادم المكامير، ى الوقت الذى أكد فيه أحمد البصيلى 47 سنة صاحب مكمرة فحم، أنهم كأصاب مكامير حاولوا التواصل إلى حلول لتفادى التلوث والإضرار الناتجة عن تلك المكامير مشيراً إلى ان الأهالى قاموا بتجهي مكمرة فحم مجهزة بفوهة لحماية القرية والعاملين بها من اخطار الأدخنة وبلغت تكلفة الفلتر أكثر من 100 ألف جنيه ولكن ضعف الامكانيات أدى ذلك إلى فشل تل التجربة .

 

من جانبه، أكد الدكتور ربيع محمد حسين – طبيب الأمراض الصدرية، أن غاز ثانى اكسيد الربون الناتج عن احتراق الفحم ذو قدرة عالية علي الاتحاد مع الهيموجلوبين 200 مرة أكثر من الاكسجين وقد يؤدي إلي تسمم حاد أو امراض صدرية مختلفة مثل الربو وحساسية الصدر والتهاب الشعب الهوائية مضيفاً أن زيادة نسبة أكسيد النيتروجين قد تتسبب في تهيج الحويصلات الهوائية في الرئة كما قد يسبب الدخان الناتج عن احتراق الفحم سرطان الرئة عند استنشاقه علي المدى الطويل .