«نفسى أبقى دكتورة» .. حلم طفلة غيّبها الموت تحت أنقاض عقار منيا القمح

«نفسى أبقى دكتورة» .. تلك هى آخر أمنيات الطفلة رحمة التى لم يتجاوز سنها 15 عاما، إحدى ضحايا عقار منيا القمح الذى انهار مساء يوم الاثنين الماضى، والتى لقت حتفها تحت أنقاض تساقطت على رأسها بفعل الفساد المستشرى فى المحليات، ونتاج جشع وطمع أعمى بصائر أصحاب المصالح الشخصية الذين يتسارعون ويتطاولون فى البنيان دون العبء بما تقترفه أيديهم من جرائم إنسانية تزهق الأرواح، وتقتل براءة الأطفال، ليرتفع شعار «مات من لا يستحقون الموت على يد من لا يستحقون الحياة» .

«عندى حلم نفسى يتحقق» و«العلم يفتح أبواب الرزق» بتلك العبارات انهمرت دموع بعض الأهالى أثناء البحث عن أشلاء وضحايا جدد تحت أنقاض العقار المنكوب، فوجئوا بالعثور على المتعلقات الخاصة بالأطفال الضحايا منها الكراريس المدرسية مدون عليها عبارات التمنى والرجاء من الله فى تحقيق امانيهم كان منها «نفسى أبقى دكتورة» وتدويها أيضا بالإنجليزية « In the future, I want to be a doctor » و«يا نبى سلام عليك» و«صلوا على من بكى شوقاً لرؤيتنا» و«حلم العمر» و« كفكف دموعك ليس ينفعك البكاء والعويل وانهض بعملك ولا تشك الزمان فلا يشك» .

الصراخ والعويل بدأ فى الارتفاع عندما شاهد الأهالى المعدات تلقى بعدد من الكراريس والمذكرات الخاصة بالأطفال الضحايا أرضاً فى عمليات البحث عن أحياء تحت الأنقاض، وانهمروا فى البكاء عند قراءة ما دُون بين أسطر صفحاتها عندما كتبت إحدى الضحايا وتدعى «رحمة» 15 عاماً فى مذكراتها توسلات إلى الله لتحقيق طموحها وأن تصبح بارعة فى مجال الطب بعد أن تلتحق بكلية الطب لتصير «دكتورة» .

وخلال البحث لإنقاذ الضحايا وجه الأهالى رسالة تضمنت «رحمة أنتى عند خالقك وسيظل كلامك شبحا يطارد كل فاسد في هذه البلد يطارد كل مسئول يقرأ كلامك بقلبه قبل عقله يطارد كل مسئول استهان بأرواح ملائكة مثلك يطارد كل مسئول لم يحافظ عليكِ حتى تحققى ما حلمتِ به، رحمة الله عليكِ، ها أنتِ الآن يا رحمة عند خالقك وسيظل المتسبب يهرول فى الأرض كيفما شاء، تقبلك الله مع النبيين والصديقين والشهداء مع شقيقاتك».

كان اللواء حسن سيف مدير أمن الشرقية، قد تلقى إخطارا من مأمور مركز شرطة منيا القمح يفيد بلاغا بانهيار عقار مكون من 6 طوابق بإجمالى 12 شقة، وذلك أمام المدرسة الثانوية الزراعية بمدينة منيا القمح، وذلك بسبب قيام أحد الجيران ببناء عقار على قطعة أرض مجاورة ، وتسببت أعمال الحفر إلى انهيار العقار حيث قام المهندس بالحفر 6 أمتار زيادة عن الحفر المطلوب.

بالإنتقال والمتابعة ورفع الأنقاض تم أنتشال جثث لكل من "رحمة محمد عيداروس "15 سنة طالبة بالصف الثالث الإعدادى وشقيقتها "رحمة "8 سنوات و "أحمد ماهر " 7 سنوات و" هدى أبو الفتوح الهوارى"60 سنة و"أمل محمد عبد الحميد عيداروس " 17 سنة طالبة بالصف الأول و "ملك محمد عبد المجيد " 8 سنوات، و" أمنية محمد عبد الرحمن " 11 سنة و"مشيرة أمين السيد عطوة" 42 سنة و" أحمد عبد الرحمن " 17 سنة، كما تم إصابة 7 أشخاص من سكان العقار.

صور اخرى