أخبار عاجلة

بالصور| «رضا فتحى».. امرأة هزت عرش سائقى النقل

السبت 16 يناير 2016 07:01:00 صباحاً

الشرقية الآن - متابعات

 

 

عملت 18 عامًا بالنجارة و16 عامًا تعمل سائق سيارة نصف نقل

 

عانت من حياة قاسية طوال عمرها، وخصوصًا في مرحلة طفولتها بسبب انفصال الأب والأم عن بعضهما، وزواج كل منهما من شخص آخر، وتركوها وعمرها 5 أعوام لخالتها تربيها.

 

قررت أن تعمل مع زوج خالتها الذي كان يعمل نجارًا في أخشاب الشجر، كي لا يعايرها أحد بإطعامها أو الإنفاق عليها، وظلت تعمل معه حتى سن السادسة عشر، وحينها احترفت النجارة، فكانت قادرة على تقطيع الأخشاب وعمل كراسي، وترابيزات من الخشب، وظلت كذلك حتى بلغت الثالثة والعشرين من عمرها.

 

وفي نهاية العام الثالث والعشرين من عمرها، طرق النصيب باب رضا فتحي أحمد 55 عامًا، فتزوجت من محمود عبد ربه، فطارت من الفرحة أملًا في تغيير مستقبلها، وظنت أنّ الحظ ابتسم لها، لكنها لم تلبث أن ترتاح وتستقر وتعيش مثل أي زوجة حتى أُصيب زوجها في العام الثاني من الزواج بالقلب.

 

وأنفقت رضا جميع ما تملك على علاجه، واضطرت إلى الخروج إلى السوق وبيع "المخبوزات البلدي" لكن الربح لم يكن يكفي، وفي ذلك الوقت، توفي زوجها تاركًا لها 4 بنات وولد، وأصبح الحمل ثقيلًا، فقررت بيع الكمون والفلفل الأسود، تشتريهم بالجملة وتظل طوال الليل تعبئهم في أكياس صغيرة وتبيع الكيس بـ10 قروش ولم يكن الربح كافيًا أيضًا.

 

فقررت التفكير في شيء يجلب لها مالًا أكثر، فقامت بصناعة عربة حديد عند أحد الحدادين، وكانت تضع فيها الأكواب الزجاج، وتدفع العربة أمامها تبيع الأكواب في الأسواق والشوارع، ثم بدأت تبيع خردوات حتى بدأت صحتها تتدهور.

 

 

 

تحكي رضا أنها قررت التخلص من الطرق التقليدية، واشترت سيارة نصف نقل قديمة، وأصلحتها، وأتت بأحد السائقين ليعمل على السيارة لكنه كان يسرقها فتركته وقررت حينها أن تبدأ هي في قيادة السيارة متحدية العادات والتقاليد التي تسيطر على عقول أهالي الفيوم.

 

وفي عام 1999، بدأت تقود هي السيارة وتسافر بها محافظات أخرى لتشتري الخردوات بالجملة وتبيعها بالجملة على المحال المختلفة، مؤكدة أنها معروفة من الفيوم وحتى المنيا.

 

وأوضحت رضا، أنّ السبب الذي منحها القوة والشجاعة لمواصلة عملها، هو أبنائها فهي أم لأربع بنات: إيمان 30 عامًا، حاصلة على بكالوريوس، وأمل 27 عامًا، حاصلة على دبلوم فني، وسمر 25 عامًا، حاصلة على معهد سنتين، وأميرة 18 عامًا، تدرس بالمعهد العالي للتكنولوجيا بالهرم، ومحمد 29 عامًا، حاصل على دبلوم صنايع.

 

وأكدت أنها أصرت على تعليم بناتها تعليم عالٍ وفوق المتوسط، كما أنها رفضت أن تقبل مساعدات من أي شخص أو من الجمعيات الخيرية أو المساجد لزواج بناتها، كي لا يشعرون بفرق أو أنهم أيتام ليس لهم أحدًا، وزوجتهم جميعًا ما عدا "أميرة" مخطوبة وتقوم بتجهيزها الآن.

 

وشددت على أنها ستظل تقود السيارة حتى تزوج ابنتها وبعدها ستتوقف عن العمل، لأنّ حالتها الصحية لم تعد تتحمل العمل أكثر من ذلك.

 

وكشفت رضا، أنّ الضباط يعاملونها معاملة جيدة جدًا، ويكونوا فخورين بها عندما تمر من أي كمين، كما أنها تسير بصورة صحيحة حيث لديها رخصة القيادة ورخصة السيارة، مؤكدةً أنها أيضًا تعلمت إصلاح السيارة في حالة تعطلها، وأيضًا تقوم بتغيير إطار السيارة في حال انفجر أو حدث به ثقب.

 

ولفتت إلى أنها تعلمت ذلك من "الصنايعية" الذين كانت تذهب لهم لإصلاح السيارة، فكانت تريد أن تفهم وتتعلم كي توفر ما تدفعه في التصليح لديهم لأبنائها.

 

واستنكرت رضا تكريم المستشار وائل مكرم، محافظ الفيوم لها، حيث لم يهدها درع المحافظة بل أهداها درع المجلس القومي للمرأة بناءًا على طلب الحاجة ليلى طه مقررة المجلس بالفيوم، وأنه منحها 400 جنيه فقط.

 

وأوضحت أنها طلبت منه أن يُعين أحد أبنائها حيث أنهم جميعًا لا يعملون فقال لها ليس هناك تعيينات، فقالت له "أي حاجة حتى لو عقد" فطلب منها أن تكتب طلب وتتركه له، ولكنه لم يوف بالوعد فكل يوم تذهب لتسأل عن مصير الطلب، ولكنهم "بيزحلقوني بطريقة عدي علينا بكرة يا سيد".

 

 

 

وأعربت رضا عن حلمها بأن تزور بيت الله الحرام، وتؤدي فريضة الحج، ولكن "العين بصيرة والإيد قصيرة".

 

ومن جانبها، قالت إيمان إنها الابنة الكبرى لـرضا، وأنها فخوة بما وصلت إليه أمها، حيث ربتهم وأنفقت عليهم حتى أنهوا تعليمهم وتزويجهم دون قبول أي مساعدة من أحد.

 

وأوضحت أنها ساعدت أمها في تحمل تلك المسؤولية الصعبة، حيث كانت تقوم بإعداد الطعام لها، وغسيل ثيابها وثياب إخوتها، وتراعي البيت طوال غياب أمها، مؤكدةً أنّ أمها هي "الأم المثالية"، وليس هناك أم في الدنيا مثلها.

 

وبدورها قالت أميرة الابنة الصغرى، إن أمها هي قدوتها ومثلها الأعلى، وأنها تعلمت منها ألا تهتم لكلام الناس طالما أنها لا تفعل شيئًا خاطئ، وطالما أنها تكسب قوتها بالحلال.

صور اخرى