أخبار عاجلة

«نفسى أعدم الإرهابيين».. أولى أمنيات «السفاح الشرعى» فى عام 2016

الثلاثاء 31 ديسمبر 2002 09:04:00 مساءً

الشرقية الآن - متابعات

قضى معظم وقته داخل غرفة الإعدام، البدلة السوداء لا تفارقه فى عمله، الجميع ينظر له على أنه شخص غير عادى، يمتلك قلب من فولاذ، مشاعر ثابتة لا تتحرك، نفذ العديد من عقوبات الإعدام دون أن يرمش له جفن.. إنه عشماوى.

 

- نفذت 1070 حكم إعدام.. وتزوجت 6 مرات منهم 3 عرفى

- فريد شوقى وقع على وكان «هيفطسنى».. و«عورت» يسرا.. وروبى «أغمى عليها»

- عملى فتح الأبواب المغلقة لأولادى.. وأنال مُكافأة على كل إعدام

 

عرف لدى الناس على أنه السفاح الشرعى وسافك الدماء وكاسر الأعناق، مع كل حالة إعدام جديدة يجنى مكافأة، وربما ترقية جديدة، ورغم أن الموت شىء محزن، إلا أنه يعمل بشكل رسمى، أنه عم حسين قرنى، ذلك الرجل الذى قضى معظم عمره "عشماوى"، رجل الداخلية فى تنفيذ أحكام الإعدام.

 

ولأن عشماوى شخص لا يعرفه الكثيرون، كانت صورته لدى الناس وفى أذهانهم وكأنه "مسرور"، تلك الشخصية التى كان يعتمد عليها الملك فى ألف ليلة وليلة فى قطع الرقاب والموت فقط، رجل بلا قلب، لكن عم حسين فى حياته الطبيعية إنسان طيب جدا، محب، اجتماعى، ودود، إنسان عادى، لكن ما هى قصته مع المشاهير، وأمنيته فى 2016، وأصعب حكم فى حياته، يسرده إلينا عم عشماوى هذه التفاصيل فى هذا التحقيق.

 

وأضاف: "حينما كان يتم إخطارى بتنفيذ حكم الإعدام، كنت أبيت فى استراحة السجن، وبعدها ألقى نظرة على المتهم لتحديد طوله ووزنه، لأن كل شخص له حبل معين حسب الوزن والطول، ثم أتأكد من سلامة الطبلية والمكان الذى سيتم فيه تنفيذ الحكم، ثم أنزل إلى المتهم فى الخامسة فجرا، ويتم إعطاؤه مهدئا، يجعله فى حالة استرخاء، ثم يمسكه المساعدان إلى غرفة المأمور، ويظل بها حتى الساعة السابعة صباحا، وقت التنفيذ وبعدها يتم اقتياد المتهم إلى غرفة تنفيذ الإعدام".

 

وواصل السفاح الشرعى: "يكون فى هذه الغرفة 50 شخصا من الطب الشرعى والقضاة ومندوب من مديرية الأمن وشيخ أو قسيس ومأمور السجن وآخرين برفقته، وأمام الغرفة يقف المتهم وسط اثنين من مساعدى عشماوى، ويتم قراءة ملخص القضية إلى صدور الحكم على المتهم، ثم أتحرك هنا لأخذ المتهم، ويلقنه الشيخ الشهادة، ويتم وضع الطاقية أو الغمامة السوداء على وجهه، ثم وضع سائل من الصابون على الحبل قبل وضعه على عنقه، ويصدر رئيس النيابة قرار الحكم، ومع الإشارة، أسحب السكين ليسقط المتهم فى البئر مشنوقا، وتخرج الروح إلى بارئها، نتيجة كسر فى الفقرات وتهتك الرقبة، لأن الحبل قوى".

 

وتابع كاسر الأعناق: "نفذت أكثر من 1070 حكم إعدام طيلة فترة عملى، ولكن لو أننى عدت للعمل مرة أخرى فى عام 2016 لتمنيت تنفيذ أحكام الإعدام فى الإرهابيين الذى خربوا البلد، ونفذوا عمليات إرهابية، ويتموا أطفال، ورملوا نساء كثيرات، وأدخلوا الألم والوجع على قلوب أمهات ثكلى، وأتمنى إعدام كل شخص تحدث باسم الدين لعمل مصلحة على حساب أمن واستقرار البلد".

 

ويكشف عشماوى عن متاعب مهنته قائلا: "أثرت مهنة عشماوى التى عشت وما زلت أفتخر بها وأحبها، بالسلب على أولادى، فأصدقائهم كان يشعرون برهبة شديدة وخوف فى التعامل معهم، حين يعرفون أن والدهم هو عشماوى، لكن على الجانب الآخر، المهنة كانت تفتح لهم كل الأبواب المغلقة مجاملة لى وحبا فى".

 

وأوضح عم حسين عن طبيعة علاقاته مع الناس والجيران قائلا: "الناس تتعامل معى بحب، ولا أحد يخشانى، ولا يخاف منى، لأن الذى يعرف طبيعة شخصيتى يحبنى، فأنا إنسان عادى، أجلس على المقهى فى منطقتى، وأتعامل مع الناس بشكل طبيعى دون حذر أو شك، وأصلى فى المسجد، تزوجت 6 مرات من بينها، 3 مرات عرفى، حتى لا ينقطع معاش الزوجة القانونى، الذى يعينى على الحياة، وعندما كنت أتقدم لخطبة أو للزواج من أى فتاة كان أهلها يتعاملون معى على أننى مسؤول كبير ومهم".

متى تزرف دموع عشماوى، فأجاب عم حسين: "دموعى ليست بعيدة، فأنا إنسان، ولكن ما يبكينى ويجعل دموعى تنهمر بسرعة الظلم، وأذكر قبل استلامى بأيام مهمة تنفيذ أحكام إعدام، وحينها كنت مساعد عشماوى السابق، وكانت هناك هموم وأوجاع تنتابنى أحتفظ بها لنفسى، فجلست أبكى أمام مقام السيد البدوى فى طنطا، وقتها تعلمت عدم ظلم أحد، لأنه حذارى من دعوة المظلوم".

 

وعن ناديه المفضل فى الرياضة قال: "أعشق الأهلى، وأحرص على متابعة كل مبارياته داخل الإستاد، ولا تفوتنى مباراة"، فقاطعته قائلا: "لأنه يرتدى الأحمر وأنت صديق البدلة الحمراء"، ضحك بابتسامة عريضة ارتسمت على وجهه، ورد: "منذ صغرى أعشق هذا النادى العريق، وأحب صالح سليم، ويمثل لى قدوة".

 

وحكى عشماوى حكايته مع حبيب العادلى وفريد شوقى وروبى: "حبيب العادلى راجل جدع ومحترم وخدم البلد كتير، ولا أحب أن أراه فى السجن، لأنى شوفته وعرفته واشتغلت معاه، وكان سبب أمن البلاد لفترة طويلة، على عكس ما حدث بعد ثورة يناير، وقابلت اللواء حبيب العادلى مرتين، وهذا الرجل لديه هيبة طبيعية، قابلته أول مرة وصرف لى مكافأة 1000 جنيه، بعد أن أعدمت 6 أشخاص، كانوا متهمين فى قضية اغتصاب سيدة، وساعتها قال لى حد مزعلك فى البلد، وقلت له محدش يقدر يزعلنى وإنت موجود يا باشا، وطلبت منه الحج، فوعدنى وضحك، وقالى إيه الظرف ده قلت له، الظرف ده بتاع البيت، فضحك، وقالى يخرب بيتك".

 

وأضاف: "أحب حبيب العادلى لأنه خدم البلد كتير، والعادلى كان شخصية قوية، والبلد تحتاج أن يكون وزير الداخلية مثل هذه الشخصية، ولم يكن يضر الناس، لكن كانت الناس تهيبه، وطالما أنت مواطن شريف وليس على رأسك بطحة تخاف من إيه".

 

وعن قصته مع فريد شوقى قال: "ملك الشاشة طلع عينى، وكمان يسرا التى أصبتها فى رقبتها أثناء تصوير أحد المشاهد، لكن محدش ملى عينى فى تمثيل دور الإعدام، وفريد شوقى وقع على، وكان هيفطسنى، كان وزنه تقيل، الله يرحمه، وده كان أصعب مشهد بالنسبة لى، لأنه قاومنى، ويسرا طلبت منى أن أقوم بالمشهد بشكل طبيعى، وفعلا نسيت الكاميرا وانسجمت فى الموضوع، ما تسبب فى خدوش على رقبتها، بسبب تأدية المشهد بشكل طبيعى، لكن الفنانة روبى فى مسلسل "سجن النساء"، عندما قمت بتمثيل إعدامها، وأول لما وضعت الطاقية السوداء والحبل، أغمى عليها، رغم أنه تمثيل".

 

واختتم حديثه: "كل سنة وأنتم طيبين، وأتمنى عام 2016 يكون عام استقرار وأمل وحب لكل المصريين، وربنا يوفق الرئيس عبد الفتاح السيسى فى مهمته، وتحقيق التقدم والرقى والرخاء للبلد .

 

 

 

صور اخرى