أخبار عاجلة

«الشرقية الآن» يكشف.. أسطورة «طحن الجماجم لصناعة الهيروين»

الاثنين 31 ديسمبر 2001 05:09:00 صباحاً

الشرقية الآن - متابعات

تنام هناك لتستيقظ على منظر شواهد القبور الصماء، فلا تسمع سوى صمت الموتى وصراخ أقاربهم، ولا تستنشق غير رائحة العظام بعد تحللها، ولن ترى أبدا ابتسامة واحدة، فالبكاء هو المسيطر، وكآبة المنظر هى الطاغية.

 

شركاء الأموات فى المقابر، وصل عددهم إلى مليونى مواطن، يواجهون تجاهل وإهمال من المسؤولين، فلا يُنظر إلى عيشتهم، حتى أصبحت المقابر مرطعا للفساد، وتجارة الجثث والمخدرات هى السائدة، سواء ببيع الهياكل العظمية لطلاب الطب، أو استخدامها لصناعة الهيروين والبودرة، وكذلك يجدها أصحاب السوابق والمسجلين جنة لهم.

 

اقتحمنا أسوار "قرافة" "ترب الغفير" فى منشية ناصر، لإلقاء الضوء على ظلمة الحياة هناك، فكيف يعيش سكان المقابر؟ وما هى أبرز همومهم اليومية؟ وما هى جهود الحكومة لتخفيف الأعباء عنهم وحل مشاكلهم؟ وما حقيقة سرقة الجثث؟ وكذلك أسطورة طحن الجماجم لصناعة الهيروين.

 

أحد العاملين، بنبرة حادة وصوت مرتفع ويظهر عليه معاناة السنين، أكد أن بطن القرافة أحن عليهم من الجميع، قائلا: "لأننا عايشين عيشة ما تلدش على حد، لكن إحنا هنعمل إيه، أدنيا عايشين، بنام مع الميتين وبنتجوز هنا وبنخلف هنا، وشرعا ده حرام، العيشة هنا حرام، حرام أننا نستخدم حمام فى المقابر".

 

وأضاف: "مليش مصدر دخل، ومليش مرتب من الحكومة، أنا بكنس وبروق وبدفن وباخد 30 جنيه فى السنة من الحوش الواحد، وأنا ماسك حوالى 1000، وشغال من 11 سنة هنا فى المقابر، وكل اللى عملته فى حياتى أنى اتجوزت بس، وعندى 3 عيال، وولادى جالهم اكتئاب من العيشة هنا".

 

وتابع حديثه شاكيا: "لو حسبت يوميتى هتطلع حوالى 15 أو 20 جنيه، فتحت عينى لقيتها مفتحة على الصنعة دى، معرفش غير أنى أسلم الناس لربهم، خلاص اتعودت على الشغلة دى، ومعرفش أعمل شغلانة تانية، بقيت أحب أدفن الميتين وأريحهم".

 

وواصل: "بطالب المسؤولين أنهم يبصوا علينا، لو حتى المحافظ يدينا حتى 300 جنيه فى الشهر، وهتبقى حاجة كويسة جدا، لكن وزارة الجبانات مش بتدينا أى حاجة".

 

وعن حوادث السرقات وتجارة المخدرات، أوضح: "حصل فى 2001 حادثة سرقة عظام من المقابر، إحنا اللى بلغنا ومحدش كان عارف، وفى الآخر إحنا اللى اتمرمطنا فى أقسام الشرطة، وطلعت علينا سمعة أننا بنبيع الهياكل العظمية لتجار المخدرات".

 

وأضاف: "ده مش صحيح، الميت لو بينطق كان شهد علينا بالحق، لأننا أحن عليه من أى حد تانى، عمرنا ما بنسرق جثث عشان نبيعها، والكلام عن استخدام الجماجم فى صناعة الهيروين والبودرة مش صح، لكن يتم استخدامها من جانب طلاب كلية الطب عشان يدرسوا على الجثث، ولو حد جه لقى عضمة ناقصة يبقى يبلغ عننا".