أخبار عاجلة

انتقاماً من زوجته .. أب يُشعل النيران فى ابنته متخفياً فى النقاب

الأحد 30 سبتمبر 2018 08:32:00 مساءً

متابعات

أب بدرجة مجرم، لم يكتف بأنه انفصل عن زوجته وترك طفليه وهما صغار وفي حاجة إليه ولحنانه، لم يجد أمامه طريقا للانتقام من طليقته سوى حرق ابنته كي تكتوي الأم بنيران فراقها، تنكر في زي النساء ثم ذهب ليشعل النيران في ابنته دون أن تردعه صرخاتها وتوسلاتها، وكأنه في هذه اللحظة نزع قلبه ووضع مكانه قطعة من الحجارة أو أشد قسوة، وإلى التفاصيل.

 

البداية منذ عشرين عاما، عندما أوقع الحظ التعيس «سعادة» في براثن زوج عرف عنه الغدر، عاشت معه وأنجبت توأمان «إيمان ويوسف»، كانت تعيش معه حياة تعيسة مليئة بالحزن والألم، لكنها تحملت حتى لا تحرم طفليها من حضن والدهما، أصيبت سعادة بفيروس كانت تحتاج لتكاليف باهظة للشفاء منه، فتخلى عنها زوجها، ولم  تجد سوى والدها هو من يقف بجوارها، وفي نفس الوقت كان الزوج يخطط لقتلها، لكن العناية الإلهية أنقذتها قبل أن تفقد حياتها، كل الطرق أدت إلى الانفصال عن هذا الزوج الذي لم تعد تشعر معه بالأمان، وعاشت سعادة لنفسها ولطفليها، رفضت الزواج مرة ثانية رغم صغر سنها حتى تربى طفليها، فكانت لهما بمثابة الأب والأم، كبرت إيمان وشقيقها وهم محرومان من حنان الأب ورعايته، فهو تخلى عنهما، خلع عباءة الأبوة والمسئولية، وتركهما يواجهان الحياة بقسوتها، وفي يوم رزق الله إيمان بشاب على خلق و تزوجته وهي تشعر أن السعادة عرفت طريقها إليها، أيام معدودة من الفرحة والسعادة عاشتها مع من اختاره قلبها، لكن السعادة لم تدم طويلا، فجاء الأب يهدد زوجها بالقتل إذا لم يطلقها، وانفصلت إيمان وهي لم تكمل عاما في الزواج، عادت لوالدتها تندب حظها، وما أن بدأت تسترد حياتها مرة أخرى وتتزوج من شاب آخر، وجدت ذلك الأب يدق بابها ويشعل النيران في بيت زوجها، لتنفصل إيمان للمرة الثانية.. حاول الأب مرارا وتكرارا أن يأخذ إيمان لتعيش معه، لكنها رفضت، فهي عاشت بعيدة عنه ١٥ عاما دون أن يسأل عنها أو حتى ينفق عليها وعلى شقيقها، والأصعب من ذلك أنه كان سببا في طلاقها مرتين رغم صغر سنها، فكلما يتصل بها كانت تعامله بجفاء وقسوة حتى قرر الانتقام منها.

 

جلس الأب مع نفسه يفكر كيف ينتقم من طليقته وابنته التي ترفض العيش معه، بدأت تتقاذفه الأفكار السوداء، تعصف به سيناريوهات الانتقام المختلفة، حتى اكتملت الخطة في ذهنه، قرر أن يتصل بابنته مرة أخرى لعلها توافق على العيش معه دون أن يرتكب جريمة، لكنها كعادتها قالت له أصعب الكلمات ثم أغلقت الهاتف في وجهه، فانتفض من مكانه، وأحضر زجاجة البنزين، وارتدى النقاب حتى لا يعرفه أحد، ثم ذهب لبيتها بعدما تأكد أنها وحدها داخل البيت، وما أن فتحت الباب، سكب عليها البنزين ثم أشعل بها النيران، ووقف ينظر إليها وهي تتألم، ليس ذلك فقط، عندما حاولت الاستنجاد بالناس أمسك بها وحاول حبسها داخل الحمام وكأنه يريد قتلها والتخلص منها نهائيا، لكنها تمكنت من الهرب وألقت بجسدها في الترعة الموجودة أمامهم، وهرب قبل أن يمسكه أحد.

 

أسرع الأهالي لمعرفة ماذا يحدث، فكانت الصدمة وهي وجود تلك الفتاة الجميلة ملقاة تصارع الموت داخل الترعة والنيران ممسكة بها، حاولوا إنقاذها ثم نقلوها سريعا إلى مستشفى كفر الشيخ العام، وهناك تم احتجازها داخل الرعاية المركزة، على الفور أبلغت المستشفى مركز الشرطة، وانتقل رئيس المباحث ومعاونوه للمستشفى، وبسؤال الشهود وأسرة الفتاة أكدوا أن والدها هو ارتكاب الواقعة، تشكل فريق بحث حتى تمكن رجال المباحث من إلقاء القبض على الأب، والذي اعترف بجريمته بسبب أنها رفضت العيش معه، فأمرت النيابة بحبسه ٤ أيام على ذمة القضية.

 

وقالت «آمال» خالة الضحية: «هذه ليست المرة الأولى الذي أحرق فيها البيت، فمنذ عدة سنوات جاء ليأخذ طفليه للعيش معه ولكنهم رفضوا، فأشعل النيران في شقة شقيقتي، مما جعلها تترك البيت وتأتي للعيش معنا، لم يتركها في حالها وأشعل النيران في بيتنا للمرة الثانية، وهناك قضايا بخصوص تلك الوقائع، وكان سيقضي سنوات من عمره داخل السجن، ولكن  تدخل كبار البلد وطلبوا مننا التنازل مقابل كتابة إيصالات أمانة حتى لا يتعرض طرف للثاني، وتنازلنا عن تلك القضايا آملين بحياة هادئة سعيدة، ولكننا لم نرتاح يوما واحدا، حتى ختم أفعاله بارتكاب جريمة في حق ابنته وشوه جسدها».

 

صمتت آمال قليلا وكأنها تتذكر سنوات من الألم والمر أذاقته شقيقتها مع هذا الرجل، ثم استكملت بنبرة صوت يعتليها الخزن: «لا يمكن أن نطلق عليه كلمة أب، فهو ترك أطفاله وهم صغار دون أن ينفق عليهما، وتسبب في طلاق ابنته مرتين وهي لم تكمل عامها العشرين بعد، وفي النهاية أشعل فيها النيران وتركها تصارع الموت داخل المستشفى، فهي مصابة بحروق من الدرجة الثالثة في معظم أنحاء جسدها بنسبة ٣٥٪، كل ما نريده هو القصاص العادل حتى ترتاح قلوبنا، ونتمنى أن تعود إيمان كما كانت وألا تترك الحروق آثار بجسدها، يكفي الألم النفسي الذي ستعيش به طوال حياتها».