أخبار عاجلة

اليوم.. الذكرى التاسعة لإعدام «صدام حسين» .. مالا تعرفه عن حياته وتحول العراق من سئ لأسوأ

الأربعاء 30 ديسمبر 2015 02:56:00 صباحاً

الشرقية الآن - متابعات

وسط جدل واسع فى الوطن العربى، واستنكار واسع من مختلف الاتجاهات والانتماءات السياسية، طويت فى فجر عيد الأضحى الموافق 30 ديسمبر 2006، صفحة هامة من تاريخ العراق والعالم العربى، بل والعالم كله، بإعدام الرئيس العراقى السابق صدام حسين، فى مشهد أثار استهجان المختلفين معه قبل مؤيديه، لتزامن الإعدام مع عيد الأضحى، وللاستعجال المثير للدهشة فى تنفيذ الحكم الذى صدر فى 5 نوفمبر من العام نفسه، بينما البلد لا تزال تحت سيطرة الاحتلال.

 

 وحسب شهادة حراسه الأمريكيين، فإن صدام كان حتى اللحظات الأخيرة فى حياته، كما كان طوالها، متماسكًا وقويًا، على عكس المعتاد فى مثل هذه المواقف.

 

 وأثار تنفيذ حكم الإعدام فى الرئيس العراقى السابق صدام حسين ردود فعل متباينة، فبين احتفالات وتأييد الأغلبية الشيعية فى العراق، وإطلاقهم الرصاص فى الهواء تعبيرًا عن فرحتهم بإعدامه، إضافة إلى الاحتفالات التى عمت مدينة الصدر ذات الغالبية الشيعية، ومدينة النجف، رأى السنة فى العراق إن الإعدام يشكل ضربة ضدهم.

 

وعلى المستوى الدولى، أثار تنفيذ الإعدام ارتياحًا بين الدول الأربعين المشاركة فى غزو العراق عام 2003، كما اعتبرته إيران "نصرًا للعراقيين"، وفى المقابل أدان الاتحاد الأوروبى والفاتيكان الإعدام، معتبرينه "خطأ فادحًا، وفاجعة"، أما روسيا فقد أدانت الولايات المتحدة رسميًا لعدم إصغائها للمجتمع الدولى.

 

 وعلى المستوى العربى رفضت الكويت التعليق، معتبرة الأمر شأنًا عراقيًا، وكذلك غالبية الدول العربية، بينما أعلنت ليبيا الحداد 3 أيام، واستنكرت السعودية توقيت إعدامه الذى تزامن مع فجر عيد الأضحى، مشيرة إلى أن ذلك يبدو وكأنه تلويح ضد المسلمين السنة، وأصدرت بيانًا رسميًا يقول إن المحكمة باطلة لأنها أنشئت فى ظل الاحتلال، معربة عن مخاوفها بشأن أن يؤدى الإعدام إلى تأجيج الصراع الطائفى فى العراق، وكان لمصر الموقف نفسه وعبرت عنه عبر بيان رسمى، كذلك استنكرت ماليزيا الإعدام، وشن رئيس وزرائها السابق مهاتير محمد هجومًا على أمريكًا معتبرًا الإعدام "همجية جديدة للرئيس بوش".

 

وبعد 7 سنوات على إعدام الرئيس العراقى السابق صدام حسين، بدعوى ارتكابه جرائم ضد الإنسانية، وتصريح الرئيس الأمريكى السابق جورج بوش بأن "تنفيذ حكم الإعدام فى الرئيس العراقى السابق صدام حسين يشكل مرحلة مهمة على طريق إحلال الديموقراطية فى العراق" إلا أن العراق ينتقل من سيئ إلى أسوأ، ولا يزال العراقيون يعانون الأمريّن بين تصاعد موجات العنف الطائفى، وعمليات الاغتيال السياسى والتفجيرات الدامية التى تشرق عليها شمس العراق يوميًا، وبين حكومات ضعيفة عاجزة عن حل مشاكل البلاد والنهوض بها.

 

ورغم مرور 10 سنوات على الغزو الأمريكى للعراق بدعوى نشر الديموقراطية، إلا أن العراق لايزال يشهد حتى الآن موجات متزايدة من قمع الصحفيين، واغتيالهم، وقمع للاحتجاجات والتظاهرات، إضافة إلى هجمات المتشددين التى وصفتها منظمة "هيومن رايتس ووتش" بأنها تعتبر جرائم ضد الإنسانية، يذهب ضحيتها الآلاف من المدنيين كل عام. وكان الرئيس السابق صدام حسين ولد فى 28 إبريل 1937، وهو خامس حاكم جمهورى للعراق، تولى رئاستها فى 16 يوليو 1979، بعد حملة لتصفية معارضيه وخصومه داخل حزب البعث، الذى كان يدعو لتبنى أفكار القومية العربية والتحضر الاقتصادى والاشتراكية.

 

 وخلال فترة رئاسته، كان صدام يسعى لأن يلعب العراق دورًا رائدًا فى الشرق الأوسط، فأقام علاقات خارجية قوية، وفاعلة، فيا اتسمت علاقته برؤساء وملوك الدول العربية بالشد والجذب من حين لآخر، خاصة مع دول الخليج، التى توترت حتى وصلت إلى القطيعة بعد غزوه الكويت فى العام 1990، على الرغم من أن هذه الدول ساندته أثناء حربه ضد إيران فى الثمانينيات.

 

بينما كانت علاقته متوازنة مع ملك الأردن الراحل حسين بن طلال، والرئيس اليمنى السابق على عبدالله صالح، والرئيس المصرى المخلوع حسنى مبارك، فيما كانت علاقته قوية بالعقيد معمر القذافى الرئيس الليبى السابق، والرئيس الفلسطينى الراحل ياسر عرفات. وخلال 24 عامًا من حكم صدام للعراق، ورغم عيوب نظامه الكثيرة على صعيد حقوق الإنسان والحريات بشكل خاص، إلا إنه أولى اهتمامًا كبيرًا بالتعليم وحرص على مجانيته، وكذلك مجانية العلاج فى المستشفيات العراقية كافة، وإنشاء ما يزيد عن 1000 مصنع متطور للصناعات الثقيلة والتحويلية، وإنشاء سدود عملاقة على نهر دجلة، إضافة إلى بناء شبكة من الطرق السريعة تعد الأفضل فى الشرق الأوسط.

 

 وتمت إزاحة صدام حسين عن حكم العراق إبان الغزو الأمريكى للبلاد بدعوى امتلاك العراق لأسلحة الدمار الشامل ووجود عناصر لتنظيم القاعدة تعمل من داخل العراق، وقبض عليه فى 13 ديسمبر 2003، خضع بعدها لسلسلة طويلة من المحاكمات، انتهت بقرار إعدامه فى نوفمبر 2006، الذى تم تنفيذه فى 30 ديسمبر من العام نفسه.

 

وكان صدام ابنًا لرجل فقير كان يعمل حارسًا، وتوفى قبل ولادته بثلاث شهور أثناء محاولته الدفاع عن زوجة جاره حين حاول أحد الأشقياء التحرش بها، وبعد وفاة جد صدام وهو فى الثانية من عمره، انتقلت به أمه ليعيش تحت رعاية خاله فى بغداد، ثم تزوجت أمه من شخص يدعى إبراهيم الحسن، والذى كان له أثر كبير فى تكوين شخصيته فيما بعد، حيث كان قاسيًا شرس الطباع، عامل صدام بعداء مفرط وكان يضربه بلا رحمة، وفشلت كل محاولات أمه لحمايته من بطش زوجها، الذى بلغ به الأمر إلى حد منع صدام من دخول المدرسة.

 

 وفى الحادية عشرة من عمره انتقل صدام من جديد إلى بغداد، ليعيش مع خاله، الذى كان ضابطًا فى الجيش، وكانت تربطه بصدام علاقة قوية، وتعلم صدام منه ومن رفاقه العسكريين الكثير، وانخرط إثر ذلك فى النشاط السياسى فى وقتٍ لاحق، والتحق بحزب البعث المعارض، مقتفيًا أثر خاله فى كراهية الملكية التى كانت تحكم العراق آنذاك.

 

ونتيجة قصص خاله وابنه عن الدراسة والتحصيل العلمى، فضلاً عن رغبة صدام نفسه فى التعلم، انتقل إلى تكريت للالتحاق بالمدرسة، وأنهى دراسته الابتدائية فى العام 1955، فى تكريت، ثم انتقل إلى بغداد، والتحق هناك بمدرسة الكرخ الثانوية، ثم التحق بالكلية العسكرية العراقية فى العام 1969 وتخرج فيها عام 1973، ليلتحق بعدها بكلية الأركان العراقية، وحصل على شهادة ماجيستير بتقدير امتياز فى العلوم العسكرية مع شارة الركن، وتمت ترقيته فى 1979 إلى رتبة مهيب ركن.

 

 وتزوج صدام فى العام 1962 فى القاهرة من ابنة خاله، وأنجب منها ولديه قصى وعدى اللذين قتلا على يد القوات الأمريكية فى يوليو 2003، وثلاثة بنات هن رنا ورغد وحلا، وتزوج مرة ثانية فى العام 1986، من ابنة إحدى الأسر العريقة فى بغداد وأنجب منها عليا.