أخبار عاجلة

«صلاح عبد الصبور».. فارس شرقاوى فى مضمار الشعر الحديث

الثلاثاء 29 ديسمبر 2015 11:29:00 مساءً

سارة الوردانى

«قتلوه بالكلمات» عبارة أثارها الشاعر والكاتب المعروف صلاح عبد الصبور منذ عشرات السنين في مسرحيته الشعرية الشهيرة "مأساة الحلاج"، وها هى اليوم تنطبق على ذكراه التى قتلوها بإسكات جميع الكلمات عن رحلة حياته التي أثرت فى الأدب العربى، وعن أعماله التى أصبح لا يدرى بها إلا فئة قليلة من هواة القراءة والشعر والمثقفين .

 

وفى إطار سعى «الشرقية الآن»  لنشر المعرفة حول أهم رموز محافظة الشرقية، الذين لهم باع فى الفن والأدب والسياسة والدين، تناولت اليوم قصة حياة الكاتب والشاعر صلاح عبد الصبور، ابن محافظة الشرقية، فهو محمد صلاح الدين عبد الصبور يوسف الحواتكى ، ولد في 3 مايو 1931 بمدينة الزقازيق ، وهو أحد أهم رواد حركة الشعر الحر العربي ومن رموز الحداثة العربية المتأثرة بالفكر الغربي، كما يعدّ واحداً من الشعراء العرب القلائل الذين أضافوا مساهمة بارزة في التأليف المسرحى، وفى التنظير للشعر الحر.

 

«عبد الصبور» التحق بكلية الآداب جامعة القاهرة قسم اللغة العربية في عام1947 ، وفيها تتلمذ علي يد الشيخ أمين الخولي الذي ضمه إلى جماعة الأمناء التي كوّنها ، ثم إلى الجمعية الأدبية التي ورثت مهام الجماعة الأولى، و كان للجماعتين تأثير كبير على حركة الإبداع الأدبي والنقدي في مصر، وعلى مقهى الطلبة في الزقازيق تعرف على أصدقاء الشباب مرسى جميل عزيز و العندليب عبد الحليم حافظ، وطلب عبد الحليم حافظ من صلاح أغنية يتقدم بها للإذاعة، على ان يلحنها له كمال الطويل فكانت قصيدة  "لقاء" .

 

أصبح «عبد الصبور» فارسا في مضمار الشعر الحديث، و بدأ ينشر أشعاره في الصحف واستفاضت شهرته بعد نشره قصيدته " شنق زهران " وخاصة بعد صدور ديوانه الأول " الناس في بلادي " ، وسرعان ما وظف صلاح عبد الصبور هذا النمط الشعري الجديد في المسرح فأعاد الروح وبقوة في المسرح الشعري الذي خبا وهجه في العالم العربي منذ وفاة أحمد شوقي عام 1932

 

تقلد «عبد الصبور» عددا من المناصب، وعمل بالتدريس وبالصحافة وبوزارة الثقافة، وكان آخر منصب تقلده رئاسة الهيئة المصرية العامة للكتاب، وساهم في تأسيس مجلة فصول للنقد الأدبى، فضلا عن تأثيره في كل التيارات الشعرية العربية الحداثية.

 

تنوعت المصادر التي تأثر بها إبداع صلاح عبد الصبور من شعر الصعاليك إلى شعر الحكمة العربي، مروراً بأفكار بعض أعلام الصوفيين العرب مثل الحلاج وبشر الحافي، الذين استخدمهما كأقنعة لأفكاره وتصوراته في بعض القصائد والمسرحيات ، كما استفاد الشاعر من منجزات الشعر الرمزي الفرنسي والألماني  والشعر الفلسفي الإنكليزى، ومن اهم مؤلفاته الشعرية : الناس في بلادي ، والذى اعتبر أول ديوان للشعر الحديث أو الشعر الحر ،  يهزّ الحياة الأدبية المصرية في ذلك الوقت، و أقول لكم ، و تأملات في زمن جريح ، و أحلام الفارس القديم ، و شجر الليل ، و الإبحار في الذاكرة  و مؤلفاته المسرحية انحصرت فى  خمس مسرحيات شعرية وهى الأميرة تنتظر ، و مأساة الحلاج، و بعد ان يموت الملك ، ومسافر ليل ، وليلى والمجنون كما له عدة مؤلفات نثرية ابرزها ، على مشارف الخمسين ، و تبقي الكلمة ، حياتي في الشعر ، حتى نقهر الموت ، قراءة جديدة لشعرنا القديم ، رحلة على الورق.

 

حصل صلاح عبد الصبور على جائزة الدولة التشجيعية عن مسرحيته الشعرية الشهيرة " مأساة الحلاج "  عام 1966 ، و حصل بعد وفاته على جائزة الدولة التقديرية في الآداب عام 1982 ، كما حصل على الدكتوراه الفخرية في الآداب من جامعة المنيا، و الدكتوراه الفخرية من جامعة بغداد في نفس العام.

 

رحل عبد الصبور فى 13 أغسطس من العام 1981 ، إثر تعرضه إلى نوبة قلبية حادة أودت بحياته، بعد مشاجرة كلامية ساخنة مع الفنان الراحل بهجت عثمان ، حول تولى عبد الصبور رئاسة هيئة الكتاب، حيث ترك عبد الصبور آثارا شعرية ومسرحية أثرت في أجيال متعددة من الشعراء في مصر والبلدان العربية، خاصة ما يسمى بجيل السبعينيات، وجيل الثمانينيات في مصر، وقد حازت أعماله الشعرية والمسرحية قدرا كبيرا من اهتمام الباحثين والدارسين، ولم تخل أية دراسة نقدية تتناول الشعر الحر من الإشارة إلى أشعاره ودواوينه، وقد حمل شعره سمات الحزن والسأم والألم وقراءة الذكرى واستلهام الموروث الصوفي، واستخدام بعض الشخصيات التاريخية في إنتاج القصيدة .