أخبار عاجلة

أسرار جرائم التنقيب عن الآثار .. وحكاية ذبح طفلة معاقة قربانا لـ "المساخيط" بالشرقية

الثلاثاء 29 ديسمبر 2015 05:38:00 مساءً

هناء قنديل

قصص إرضاء الأسياد لفك طلاسم الرصد والتربيعة  

"أبو سليم" وسيط البشر لإقناع الجن بالتنازل عن الكنوز مقابل "التزفير"

 

"سعيد" يضحي بابنته من أجل الثراء و"علقة موت" تنقذ الموقف

ظلت الآثار المصرية على مدار السنين، مطمعا للكثير من الأجانب والمصريين، على السواء، واستمر الهوس باقتناء الكنوز التي تركها قدماء المصريين للإنسانية؛ دافعا قويا لوجود مافيا تعمل على نهب هذه الآثار؛ من أجل بيعها لعشاقها من مختلف الجنسيات في العالم؛ مستغلين حالة الإهمال المذهلة التي تعيشها هذه الكنوز في كنف الحكومات المصرية المتعاقبة.

 

وفي سبيل الحصول على الآثار المصرية، وتهريبها للخارج، يدفع أباطرة هذه التجارة ملايين الملايين من الدولارات؛ وهو ما أوجد بالتالي عصابات داخلية تعمل في مجال التنقيب عن الآثار، حتى ذاع صيت هذا النشاط، وصار وسيلة الكثيرين للتكسب، لاسيما، وأن كل من يتمكن من الحصول على قطعة أثرية، سيمكنه بسهولة تهريبها للخارج.

 

ووسط عمل هذه العصابات المحترفة، ظهرت أيضا محاولات فردية من الأهالي في جميع أنحاء مصر؛ لكن لكونها محاولات تفتقر للدعم المادي المطلوب، والذي يمكن الباحثين من تحمل تكاليف الحفر، واحتمالات عدم الوصول للمكان المنشود من أول مرة.

 

وكمحاولة لتفادي هذه العقبة الضخمة، لجأ المنقبون الشعبيون عن الآثار في مختلف بر مصر إلى المشعوذين والدجالين، وكان دورهم في البداية يقتصر على "فتح المندل"، والذي يعرف لديهم باسم "التربيعة"؛ لمعرفة المكان الصحيح للكنز الأثري، لتفادي الحفر في أماكن خاطئة.

ومع مرور الوقت بدأت تتعاظم أدوار الدجالين حتى أن بعضهم كان يشارك في عمليات الحفر والتنقيب مقابل نسبة من الأرباح، وبقي البعض الآخر مجرد دليل للباحثين، لكن مع مزيد من الطلبات المالية الضخمة.

 

وفي ظل غياب تام للدولة عن مراقبة مافيا هذا النشاط، واكتفاء الأجهزة الأمنية بالتعامل الفردي مع هذه القضايا، تزايد بشكل طاغ نفوذ المشعوذين والسحرة، خاصة في أعقاب استقدام بعض السحرة الحقيقيين من المغرب العربي، والذين نجح البعض منهم فعلا في التوصل لأماكن بعض الآثار، من خلال علاقة غامضة ومخيفة مع عالم الجن.

 

وبانضمام سحرة المغرب العربي للأحداث، بدأ فصل جديد من فصول مسلسل البحث عن المساخيط، كما يحلو للمشعوذين تسميتها، حيث نجحوا في معرفة أماكن أعداد من المقابر الأثرية التي لم يكن أحد يعلم بها، وكذلك تمكنوا من فك طلاسم سحرية لبعض المقابر التي كان يحميها بها الفراعنة أنفسهم، والتي يسميها البعض "الرصد"، وهو الجن الذي أوكل إليه كهنة المعبد حفظ مقبرة الفرعون، ومنع اللصوص من الاقتراب منها، ورغم رفض الكثيرين تصديق إمكانية حدوث ذلك، فإن الوقائع التي يرويها بعض المشاركين في هذا النشاط تؤكد ذلك.

 

ولكي يحقق السحرة هدفهم فإنهم يطلبون قرابين؛ مقابل إقناع الجن بتولي عملية البحث عن الكنوز الأثرية، وفك طلاسم الفراعنة، وكذلك إقناع جن الرصد، بترك الكنوز التي يحرسها، وهنا تبدأ الكارثة التي يصل معها الأمر إلى حد ارتكاب جرائم جنائية، وفي مقدمتها القتل، وخاصة للأطفال؛ لأن جن الرصد ونظرا لقوته الهائلة، لا يمكن أن التغلب عليه، إلا بإرضائه، وعادة ما يطلب إراقة الدماء البشرية مقابل الرضوخ لمطالب المتعاونين معه، وهو ما يعرف بتزفير المقبرة بالدم الذي عادة ما يكون للأطفال.

 

وبالرغم من انتشار هذا النشاط في جميع أنحاء مصر، بما فيها بعض مناطق العاصمة، القاهرة، فإنه يكون على أشده في محافظات الصعيد، وإحدى محافظات الدلتا وهي الشرقية.

 

واخترنا في هذا التحقيق أن نخوض التجربة في الشرقية، ليس لصعوبة الأمور في الصعيد فقط، لكن لما تتمتع به الشرقية من كنوز أثرية تسيل لعاب الباحثين اللاهثين وراء الثراء، باعتبارها عاصمة مصر في عهد الهكسوس، وتضم مدينة بلبيس أقدم خامس مدينة في العالم، وهي تمثل "أقصر الدلتا".

 

وهناك سببان آخران لاختيار الشرقية مكانا لهذا التحقيق، الأول أن بهذه المحافظة بعض الأثرياء الذين أثبتت المعلومات أنهم توصلوا إلى ثروتهم عبر تجارة الآثار، وتسويق ما استطاعوا التنقيب عنه من مساخيط، وأيضا بسبب وجود قصة مثيرة بحاجة للتحقيق والتعقب، وهي قصة الطفلة (سعاد)، التي كادت أن تذهب قربان لتزفير إحدى المقابر، التي طلب جن الرصد إراقة دماء بشرية لفتحها.

 

وتتسم بعض الأماكن بمحافظة الشرقية، بوجود المغاربة، وأبناء الصعيد، وفي الوقت الذي يمكن فيه إيجاد مبرر لوجود الصعايدة في الشرقية، يبدو غريبا تواجد أبناء المغرب العربي بكثافة في أماكن معينة مثل قرية "هربيط" بمركز ابو كبير، ومن هذه الملاحظة بدأت رحلتنا لكشف خبايا هذا العالم الغامض، خاصة وأن هذه القرية تعد مقصدا للكثيرين من أصحاب السيارات الفارهة، دون سبب ظاهري مقنع.

 

وفي زيارتنا إلى تلك القرية، رصدنا بعض حكايات خطف الأطفال؛ لتقديمهم قرابين للسحرة، وكان أحدثهم وأكثرهم انتشارا قصة بنت السناجرة، ذات الست سنوات، والتي استغل والدها إعاقتها، وحاول تقديمها قربانا للوصول إلى حلمه بالاستيلاء على بعض الكنوز الأثرية، وفق أوامر الدجال.

 

وسريعا كنا في مركز أبو حماد، ومنه إلى السناجرة، حيث مقر الفتاة التي أفلتت من الذبح على أعتاب ملك الرصد من الجان، والتي تدعى سعاد.

 

ولمعرفة مدى خطورة الموقف بتلك المنطقة، يجب أن نعلم أن السناجرة، هي مرتع جميع أنواع الخارجين عن القانون، وخاصة بمساكن طابا والتي تضم منزل الطفلة المعاقة حركيا وذهنيا، سعاد ابنة العاشرة، كما أن عددا كبيرا من هذه الأنشطة ينتهي بسقوط المنازل فوق رؤوس المنقبين، ثم يتضح أن الأمر لا يعدو عملية نصب محكمة.

 

ولم نكن نعلم في البداية لماذا انتشرت قصة سعاد على وجه الخصوص، وعبرت مراكز المحافظة على اتساعها، هل لكونها طفلة بريئة؟ أو لأنها معاقة ذهنيا وحركيا؟! وهذا ما تصورناه!!

 

وببعض الجهد علمنا أن المعتاد بين الأهالي في تلك البلاد هو سقوط الأطفال ضحايا عمليات بعد خطفهم، أما في قصة سعاد، فقد كان الجاني هو والدها، وهذا هو سر انتشار هذه المأساة بين الناس، بالإضافة إلى الطريقة التي تم إنقاذ الفتاة بها، والتي ترويها لنا إحدى شاهدات العيان من سكان المنطقة.

 

وعن طريق أحد قاطني المنطقة المجاورة لمنزل (سعاد)، توصلنا لأحد أبطال الرواية، والذي لم يقبل أن يروي التفاصيل إلا بعد أن تعهدت له بعدم كشف هويته، وتلك هي التفاصيل كما حكاها لنا.

 

(سعاد) هي الخامسة في ترتيب أبناء (سعيد)، ذى الـ50 عاما، والذي لم يكن فقيرا معدما، لكنه كان من هؤلاء الذين يدفعهم الطمع إلى اللهاث وراء المال أينما وجد، وبأي طريقة كانت.

 

وكانت صدمة (سعيد) عندما علم بأن ابنته معاقة ذهنيا، وحركيا، بسبب أن زوجته حملت بها "على كبر" بعد بلوغها 44 عاما، لكنه لم يفكر في التخلص منها يوما ما.

 

ومع ازدياد أعباء الحياة خضع سعيد لضغوط بعض أصدقائه ممن اعتادوا، العمل في التنقيب عن الآثار، ووافق على طلبهم بالبحث عن الآثار أسفل منزله، بعد أن أوهموه بأن خبرتهم تخبرهم أن منزله يقبع فوق سرداب يقود إلى كنز ضخم!!

 

ونقل سعيد إقامته وأسرته إلى حجرة صغيرة، مقامة على أطراف الأرض الزراعية التي يعمل بها، بعد أن شرح لزوجته تفاصيل المشروع الذي يقدم عليه، وقبلت الزوجة بعد أن تأكدت أنه حسم أمره ولن يتراجع.

 

وبدأ (سعيد) رحلة البحث، وكلما تعمق في الحفر كلما رفض التراجع حتى لا يخسر كل شيء، وفي لحظة فاصلة، وجد (سعيد) وأصدقاءه الثلاثة أنفسهم أمام الحلم، الذي يكاد يتحقق، بعد أو وجدوا جدارا اعتقدوا أنه مدخل السرداب.

 

وجد (سعيد) ورفاقه أمام حقيقة مهمة وهي ضرورة إطلاع شخص جديد على سر ما يفعلونه؛ لحاجتهم الشديدة لمعاونته، بعد أيام من الجهد لإزالة الجدار وتكسيره، دون جدوى، حيث لم يصب بخدش.

 

واقترح أحد الأصدقاء الاستعانة بالشيخ (أبو سليم)، وهو ممن تلقوا هذه الطقوس على يدي أحد السحرة المغاربة، واتفق الأصدقاء على أن يكون (أبو سليم) هو رابعهم، رغم علمهم بمغالاته الشديدة، وقوته المشهودة، في محاسبة من لا يفي بوعوده معه، لكنه في الوقت ذاته واحد من أبرع من يعملون في هذا المجال.

 

وكانت فرحة الأربعة كبيرة عندما عرضوا الأمر على الساحر (أبو سليم)، ووافق على التعاون معهم؛ لأن هذا يعني أن نصف المعجزة قد تحقق من وجهة نظرهم.

 

وفي ليلة حالكة السواد، في نهاية الشهر العربي، حيث لا قمر ولا نجوم، اختارها الساحر بعناية، لتكون موعد حضوره للاطلاع على الأوضاع، ونزل (أبو سليم)، وحده إلى مدخل السرداب، وأمرهم بألا يتبعه أحد، أو يقطع خلوته مهما تأخر، وبالفعل غاب لساعات طويلة حتى كاد (سعيد) ورفاقه أن يفقدوا أعصابهم خاصة بعد اقتراب بزوغ الفجر، وبينما كانوا يتشاورون عما إذا كان الساحر أصيب بمكروه ويفكرون في النزول لاستطلاع الأمر خرج عليهم (أبو سليم) بوجه غير الذي نزل به، وقد بدا عليه الإرهاق وكأنه كان يقاتل في الأسفل.

 

بقي (أبو سليم) صامتا، لا يقطع الصمت سوى أنفاسه اللاهثة التي احتاج وقتا طويلا حتى تسترد هدوءها، ولم يجرؤ أحدهم على الحديث قبله، وبعد دقائق طالت قليلا خرج صوت الساحر متحشرجا، وقال لهم: "إن ما جرى معي في الأسفل يشير على أننا أمام كنز ضخم، لو نجحنا في الحصول عليه سنصبح من أغنى الأغنياء"، وقبل أن يتقافزوا فرحين بما يسمعون، عاد الصمت يلفهم من جديد، بعد ما سمعوه من الساحر الذي استكمل حديثه قائلا: "المشكلة الكبرى التي تواجهنا، أن ملك الرصد لهذه المقبرة شديد القوة، وبالغ العناد، ولن نتمكن من إقناعه بترك الكنز لنا، بسهولة".

 

وهنا جاء دور (سعيد) ليقول: "وهل هذا الجن يستعصى عليك يا مولانا، أمال احنا اخترناك ليه؟!"، ورد (أبو سليم) قائلا: "المشكلة أن هذا الجن من نوع لم أقابله في حياتي قبل اليوم، كما أن لديه عدد ضخم من الخدم والأتباع، وهو نوع صعب المراس وشديد الإيذاء، وإذا عقدنا معه الصفقة فسنكون مضطرين لإجابة مطالبه مهما كانت، وإلا فسيكون عقابنا شديدا وغير متصور"، نزل الكلام على رؤوس الأربعة كالصاعقة، ولفهم الوجوم الشديد، وأمرهم الساحر بالانصراف إلى النوم على أن يلتقوا بعد عشاء اليوم الجديد.

 

لم يزر النوم جفني (سعيد) في هذا اليوم، وقضى نهاره يفكر فيما يمكن أن يحدث بعد أن أصبح قاب قوسين من حلم العمر وهو الغنى الذي ليس بعده فقر، وبعد جهد من التفكير، اتخذ (سعيد)، قرارا بالموافقة على مطالب الجن مهما كانت مكلفة.

 

وفي الليل التقى الأصدقاء الأربعة، ولدهشة سعيد وجد أصدقاءه اتخذوا القرار نفسه، وعند حضور الساحر (أبو سليم)، كان كل شيء قد تم حسمه، ولم يجد الساحر عبئا لإقناعهم، فنزل هذه المرة لعقد الصفقة.

 

وبعد ساعات أقل قليلا من الليلة السابقة، خرج الساحر، وقد بدا كميت عاد توا من العالم الآخر، بوجه شاحب، وعينان زائغتان، وصوت يخرج بصعوبة، وكأنه يأتي من أعماق سحيقة، وقال لهم بأنفاس متلاحقة، الرصد يطلب القربان لتزفير المقبرة، حتى يشرب الدماء ويترك لنا الكنز.

 

تبادل الأصدقاء النظرات الصامتة التي لم تخل من الهلع، منتظرين أن يرميهم الساحر بمزيد من الصواعق المرعبة، وصدق حدثهم جميعا، إذ قال (أبو سليم)، ليس أمامنا إلا ذبح طفل وتقديمه قربانا لحارس هذا الكنز، ولا مجال للتراجع، لأن عقابنا سيكون قاسيا، وقد أمهلنا يوما واحدا ليس للرد، وإنما لبدء التنفيذ.

 

ودون تردد قال (سعيد): "الحل عندي"، وقبل أن يسأله أحدهم عما سيفعل، أستطرد قائلا: (سعاد)، ودون كلمة زائدة هبطت قلوب الجميع في أقدامهم، فقد فهموا ما يقصده الرجل، وأمام شهوة المال سقطت أقنعة الرحمة، وقبلوا جميعا بالفكرة.

 

وفي الموعد المحتوم اصطحب سعيد ابنته القعيدة إلى خارج المنزل بحجة شراء بعض الحلوى لها، لكن الأم ارتابت في الأمر، وزادت ريبتها، عندما رد بارتباك شديد على سؤالها له: "أنت رايح بالبنت فين؟!"، وكمن لا يتوقع هذا السؤال لم يجد جوابا مقنعا لزوجته، التي قررت أن تتبعه لترى ما سيفعل.

 

وقي لحظات فهمت الأم ما يرمي إليه الأب، عندما وجدته يتجه نحو مكان الحفر، في مثل هذا الوقت من الليل، وربطت بسهولة بين حديثه اليومي إليها عن تطورات موقف عملية البحث عن الكنز، وبين الوجوم الشديد الذي عاش فيه يومه لأخير كمن يتخذ قرارا رهيبا.

 

ما أن أدركت الأم حقيقة هذا القرار، وأن زوجها ركع أمام حب المال، وتجرد من مشاعر الأبوة، ومن الإنسانية، أطلقت صرخاتها تشق سكون الليل، وتوقظ كل نائم في هذه القرية الصغيرة.

 

وفي دقائق قليلة أضاءت بيوت القرية، وخرج شبابها ورجالها على صرخات أم (سعاد)، وتحول الليل البهيم، إلى صبح أبلج، الجميع يتجهون نحو الصوت، وأولهم أهل الأم، من أخوال الطفلة، وأشارت الأم إلى حيث اتجه الأب بابنته، فهرول الجميع إلى هناك، ليجدوا الرجل واقفا وحده بعد أن تركه الساحر، وأصدقاءه الثلاثة وفروا هاربين، تاركين (سعيد) يواجه مصيره الذي قد يودي بحياته.

 

ولما لم يتمكن سعيد من تبرير سبب وجوده بصحبة ابنته في هذا المكان، ورأى الأهالي الحفر العميق الذي تم بالمنزل، اتجهوا على الأم التي سردت عليهم ما تعرفه من تفاصيل، ولم يكن صعبا على الحاضرين فهم الباقي لاعتيادهم على مثل هذه الحكايات.

 

وفجأة ودون اتفاق مسبق، انهال الأهالي على (سعيد) ضربا، حتى كادوا أن يفتكوا به، لولا أحد كبار القرية الذي تمكن من إنقاذه، مقابل تطليق زوجته ومغادرة القرية، عقابا له على محاولته تقديم ابنته قربانا لملوك الجن.

 

وخلال رحلة البحث عن مزيد من التفاصيل في هذا الملف اكتشفنا أن هوس التنقيب عن الآثار اجتاح الشرقية، ومن أشهر الأماكن في ممارسة هذا النشاط، خلوة أبو مسلم، في "أبو حماد"، ومنطقة مسجد سادات قريش وتل اليهودية بالجمهورية والعدلية والشغانبة، في بلبيس.

 

وذلك القرين وتل بسطا وقنتير، تعد من الأماكن التي يكثر فيها التنقيب، وهناك أكياد وصفط الحنة، وأزولين والحسينية وتل فرعون، ومنطقة زور أبو الليل في أولاد صقر وعزبة التل في "أبو كبير"، والخيس، وهربيط.

 

ويعلق عادل عبد الغفار، مهندس، على هذه الوقائع بالقول إن المواقع الأثرية في صان الحجر وتانيس وقنتير ومنشأة أبو عمر وعزبة التل، من أهم أماكن التنقيب، مضيفا: "تعودنا على سماع أصوات إطلاق الرصاص أثناء تناحر العائلات، في هذه الأماكن".

 

واتفق الأهالي على مطالب محددة للقضاء على هذه الظاهرة، أهمها التواجد الأمني المكثف، واهتمام مسؤولي الآثار بالتفتيش الدائم والمستمر على المناطق الشهيرة بوجود آثار؛ من أجل تسجيلها أول بأول ومراقبتها.

 

وفي النهاية بقى أن نشير على أن الوقائع التي تضمنها هذا التحقيق، بقدر ما تحمل من غرابة، تحمل أيضا واقعية سوداء تكشف كيف مكن للفقر والطمع، أن يمثلا تهديدا لحياة البشر ولما تملكه مصر من كنوز هائلة، لاسيما حينما يسيطر الإهمال على كل شيء.