" وداعاً للأورام السرطانية " .. زرع بذرة معدنية وتسخينها لقتل الورم

"وداعا للأورام السرطانية".. كان هذا عنوان مشترك لعدة تقارير صحفية عالمية، تحدثت عن اكتشاف علمي "مذهل" توصل له فريق من العلماء البريطانيين يخص مرضى السرطان.

وقالت صحيفة "ديلي تليجراف" البريطانية إن علماء بريطانيين اكتشفوا ما يوصف بـ"البذرة المعدنية" المغناطيسية التي يمكنها تدمير أورام المخ أو أي مكان آخر بالجسم في 10 دقائق فقط.

ويستخدم الابتكار الجديد كما جاء بالصحيفة جهاز "ماسح ضوئي"، من أجل تسخين الخلايا السرطانية المحيطة بالبذرة المعدنية المغناطيسية حتى تموت.

كانت جامعة لندن طورت هذا العلاج الجديد، الذي يتضمن حقن "بذرة معدنية مغناطيسية صغيرة" كحبة الأرز، في مجرى الدم، ليتم توجيهها إلى موقع الخلايا السرطانية، لتدميرها خلال 10 دقائق فقط. ويستخدم العلماء في هذه التقنية الجديدة جهاز "ماسح ضوئي" لتسخين البذور المعدنية، التي تتسبب في موت الخلايا السرطانية في الأنسجة التي تكون الحبة بداخلها. ولا يقتصر تميز هذا العلاج على قتل الخلايا السرطانية فقط، بل أنه يحافظ على الخلايا السليمة من التأثيرات الضارة للجراحة التقليدية أو العلاج الإشعاعي.

ونجح الفريق البحثي بداية في تجربة هذه التقنية الجديدة على أدمغة الحيوانات (الخنازير)، ويخططون الآن للانتقال إلى التجارب السريرية على البشر لمرضى السرطان خلال العامين المقبلين.

ولا يقتصر ذلك العلاج على مرضى سرطان الدماغ فقط، بل يمكن علاجه لمرضى سرطان البروستاتا والمثانة وغيرها من الأورام السرطانية. ومن المتوقع أن يكون العلاج متاحًا لكافة المرضى حول العالم خلال السنوات الخمس المقبلة.

وقال مارك ليثجوى، أستاذ التصوير في جامعة كاليفورنيا، وأحد أعضاء الفريق البحثي: "تكمن فكرة هذه التقنية البسيطة في أن المريض يذهب إلى ماسح التصوير بالرنين المغناطيسي، ثم يحدد موقع الورم بالدماغ أو البروستاتا أو أي عضو آخر بالجسم، ثم يتم زرع البذرة الصغيرة، التي ستكون أصغر قليلا من حبة الأرز، لتذهب إلى موقع الورم، ثم يتم توجيه البذرة بدقة لتجنب أي مناطق أخرى لا نريد الذهاب إليها، مثل القشرة الحسية الحركية في الدماغ أو المناطق المتعلقة بالذكريات، وما إلى ذلك، وعندئذ "يتم توجيه موجات راديو بسيطة لتسخين البذور لتقتل جميع الخلايا السرطانية مع حماية الخلايا السليمة".

تجدر الإشارة إلى أن فكرة هذا البحث مبنية على نتائج بحوث سابقة لعالم أمريكي كان قد ابتكر أسلوبا مشابها لعلاج سرطان المثانة سماه "براكي ثيرابي" يعتمد على الإشعاع بدلا من التسخين وقد تم عرضه ومناقشته في مؤتمر الجمعية الأمريكية للجراحين في بداية القرن الحالي.