أخبار عاجلة

"البطالة" تتفشى فى الشرقية .. ووكيل وزارة القوى العاملة: سهلة وبسيطة

الثلاثاء 15 ديسمبر 2015 03:02:00 صباحاً

كتبت - عفاف محمد

 

 

الأهالى:  ساهمت فى انتشار الجريمة .. وشاب: طلعونى على المعاش وانا 25 سنة .. وأستاذ جامعى: المشروعات الصغيرة هى الحل

 

لا تزال البطالة شبح يؤرق ملايين الشباب داخل محافظات مصر وخاصة محافظة الشرقية، والتى تعتبر ثالث أكبر محافظات مصر بعد القاهرة والأسكندرية، كما أنها حطمت أحلام الشباب فى العيش حياة كريمة بعيدة عن قسوة الواقع مما دفعهم الكثيرين من حملة المؤهلات العليا والمتوسطة للجوء إلى وظائف القطاع الخاص للحصول على مبالغ ضئيلة لا تتماشى مع الواقع وتكاليف المعيشة الباهظة للشهور بآدميتهم.

 

البطالة والفقر والذل كلمات ليست بالبسيطة لأنها قامت على أكتافها ثورتين مجيدتين رفعت شعار الحرية والعدالة الاجتماعية وسقطت معهم الأنظمة الفاسدة إلا أنه لم يتغير شيئاً وأصبحت الفوضى عنوان الشارع المصرى بشكل عام والشرقاوى بشكل خاص وتعطلت حركة العمل اليومية فضلا عن أن هناك العديد من الفقراء ينتظرون الأسوأ فى ظل الأوضاع الإقتصادية المترددة التى تركتها الأنظمة الفاسدة وأعوانها

 

 

"الشرقية الآن" تجولت فى شوارع محافظة الشرقية، لطرح بعض التساؤلات على بعض الشباب الجامعى والخريجين، أبرزها أين حق العاطلين؟ ومن المسؤول عن كثرة البطالة التى أدت إلى الفوضى والشغب والبلطجة والسرقة وعدم الإستقرار؟ أين الثورة من محاربة الفاسدين والبلطجية والإرهابيين ومحاسبتهم أمام القضاء تعطيل العمل اليومية.

 

وأعرب عدد من الشباب عن استيائهم الشديد بعد تخريج ملايين لاشباب سنوياً بدون عمل حيث أجمعوا أن حقهم مهدر فى الدولة ولن يجدو فرص عمل مناسب مما أدى إلى إحباطهم واللجوء إلى طريق مسدود وهلاكهم مما دفعهم للجوء إلى العمل كـ بائعين متجولين لأنهم لم يجدوا فرصة عمل فى مجالهم ومنهم من أصبح عاطل وليس له هدف فى الحياة ومنهم اتجه إلى الأعمال الحرة.

 

 

فى السياق ذاته، قال مصطفى عبده – حاصل على دبلوم صنايع، إنه يعمل حالياً سائقاً مشيراً إلى أن البطالة انتشرت بعد ثورة 25 يناير وخاصة فى مجال السياحة والمصانع والشركات فى مصر، لافتا أن السبب الرئيسى أيضا فى بطالتهم هى كثرة الاعتصامات والتظاهرات مما دفع الكثيرين إلى إغلاق محلاتهم التجارية وخمول التجارة خشية على الخسائرة الذين يتعرضون إليها، فى حين نصح جلال حسنى – رجل أعمال، الحد من الاعتصامات والمطالب الفئوية فى المصالح الحكومية والخاصة لتدور حركة العمل اليومية وعلى الحكومة الصدق فى تنفيذ الوعد لان اكبر المتاثرين بالبطالة هم اصحاب الأعمال الحر .

 

من جانبها أكدت رشا حسنى – مدرسة، أن البطالة أدت إلى الإجرام والتحرش  وقلة العمل جعلت الشباب يهدورن الوقت فى النواصى والمقاهى وشرب المواد المخدرة مما تسبب فى عدم استقرار الأسرة المصرية فى التعليم، مؤكدة على ضرورة السعى لقلة البطالة لعودة الاستقرار والقيام بنهضة مصر بواسطة الشباب المحطم، قائلة: لو شجعناهم وتم استغلال هؤلاء الشباب فى العمل الصالح مثل الزراعة والأعمال الحرة ستنهض مصر إلى بر الأمان، فى حين قالت أمنية سمير – حاصلة على ليسانس آداب لغة عربية، إن البطالة متعلقة بالبلطجة مما تؤدى إلى السرقة والقتل لعدم الحصول على فرص عمل مما يدفع المواطنين للحصول على حقوقهم بعيداً عن القانون وعن طريق البلطجة مطالباً بعمل مشروعات صغيرة تساعد هؤلاء الشباب لخلق جيل جديد قادر على العطاء وليس جيل قادر على البلطجية.

 

وأضافت هبه محمد - حاصلة على ليسانس حقوق، أن قديماً فى ظل النظام السابق تُحطم آمال الشباب وخاصة الذى وصل إلى سن الثلاثين ولم يحقق أى شئ لمستقبله مما دفع الكثيرين للتسرب من التعليم إلى جانب أن طالب الجامعة لا يجد فرص عمل تناسبه مما يضطره للجوء للعمل الحر والصبر على إهانته وذلك لتوفير لقمة عيش له ولأسرته تحفظهم من الغنحراف أو ارتكاب الجرائم.

 

وأوضح خالد محمد – سائق خاص، أن البطالة كارثة هدمت حلم الشباب مؤكداً انه عاطل منذ عام 1984  ولم يحالفه الحظ مرة للتعيين ضمن تعيينات المحافظة حتى وقتنا هذا مؤكداً أنه منذ تخرجه عمل عامل وسائق قائلا: الحكومة لا تعرف عنى شيئاً ولم تعطى بعد مماتى شيئاً لزوجتى واولادى وليس لدى حق فى المعاش، متسائلاً: ماذا أفعل وأين حقى؟

 

وأشار محمد على إلى أنه تقدم بوظيفة فى شركة الكهرباء ونجح فى جميه الاختبارات ولكنهم قاموا باستبعاده بحجة إنه بالغ من العمر 25 عاماً، قائلا: والله حرام طلعونى على المعاش وأنا 25 سنة، فى الوقت الذى قالت فيه نهى محى - حاصلة على ليسانس أداب اعلام بأن البطالة شبح يهدو إملانيا ويصدفى بواقع ليس فيه ذرة امل غد افضل ونظام الحكم السابق مبنى على الواسطة والمحسوبية مشيرة إلى ان الفقير ليس له حق فى الحلم والكفاح بسبب الفقر طريقه مسدود، وتسائلت أمل السيد - حاصلة على بكالوريوس شريعة إسلامية بالأزهر، لماذا لم يقم شيخ الأزهر بتنظيم مسابقات للخريجين مطالبة بتوظيف الشباب وفتح مشروعات ضخمة لهم.

 

فيما أعربت شيماء فريد – ماجستير فى علم الاجتماع، عن غضبهم نتيجة زيادة اعداد الشباب العاطل، مؤكدة أن البطالة فى عقولنا وليس فى أعمالنا ولابد أن يكون هناك مشروعات صغيرة تفيد المجتمع وتأهلهم للاعمال الصالحة لخدمة الوطن بدلآ من الانحراف والتدنى للوصول إلى طريق الهادية.

 

 

من جانبه قال الدكتور حمدى اسماعيل استاذ علم الاجتماع بجامعة الزقازيق، بإن هناك أنماط وسمات تتتفق عليها معظم الدراسات الاقصادية والاجتماعية التى تناولت ظاهرة البطالة وان أغراض البطالة وأشكالها ليست ثابتة مشيراً إلى أنها تعتبر هى حالة التعطل الظاهر الذى يعانى منها جزء من قوة العمل المتاحة اى وجود عدد من الأفرد القادرين على العمل يمارسون أى عمل لفترة قد تطول او تقصر حسب ظروف الاقتصاد القومى ولابد ان الشباب يقوم بالعمل دون اللجوء للسفر إلى الخارج .

 

وطالب إسماعيل، بإنشاء مشرعات صغيرة تخدمهم فى مجال العلم والتجارة والاقتصاد والسياسية للقضاء على مشكلة البطالة مع عمل دورات تأهلهم لسوق العمل.

 

فى الوقت الذى أكدت بيومى حسانين وكيل وزارة القوة العاملة والهجرة بالشرقية، بأن القضاء على مشكلة البطالة سهلة وبسيطة منها قيام وزارة القوى العاملة بتنظيم دورات وتدريبات على مستوى المحافظات مشيراً إلى ان القوى العاملة بالشرقية لديها أقوى مراكز تدريب وتأهيل لكى يلحق الشباب بسوق العمل وهم لديهم خبرة .

 

وأضاف وكيل وزارة القوى العاملة فى تصريحات خاصة لـ"الشرقية الآن" أن تلك المراكز لا يوجد عليها إقبال وخاصة على دورة الإعلام والصحافة التى تفيد الشباب والمجتمع، ودعا الشباب فى كل ربوع المحافظة سرعة الإنضمام إلى مراكز التدريب المهنى التابعة لمديرية القوة العاملة الموجودة بالصيادين والنحال والصالحية المتمثلة فى أقسام تشغيل ماكينات اللحام وميكانيكا السيارات وتركيبات كهربائية وتبريد التكيف واصلاح الأجهزة المنزلية والالكترونيات والخياطة وذلك لسد العجز فى البطالة والإلتحاق بسوق العمل من خلال التدريب لخلق جيل جديد قادر على العطاء والزيادة الإنتاجية .