فريال.. خيّاطة من «بولاق» مكافحة بدرجة «أب»

عندما نعلم أن المرأة المصرية رمز الكفاح والصمود، تتعرض لهجمات مشينة الآن لتشوية صورتها على موقع التواصل الاجتماعى المختلفة مثل:"فيسبوك"، فلابد أن نواجه ذلك بضرب الأمثال الحقيقية الموجودة على أرض الواقع، ونقول: إن هناك آلاف النساء فى مصر تقوم بدور فريال كيلاني، السيدة التي تحدث مع "اليوم الجديد"، وأكدت أن "الست المصرية" أعظم نساء العالم، ونقر من خلالها مقولة "الست بمائة رجل".

تقول فريال 56 عامًا، والتي تقطن حي بولاق الدكرور، إنها كانت تعمل منذ أن كان عمرها 12 عامًا، واحترفت الأشغال اليدوية، وحصلت على شهادة فنية فى ذلك دون الحصول على شهادة التعليم الأساسي، ولم تترك شئ فى التعليم الفنى الآلي واليدوى، إلا واتقنت حرفته، حتى وصلت إلا سن الشباب، ووجب عليها الزواج فتزوجت من رجلٍ مريض مصاب بالتليف الرئوي، وكانت تعينه على المعيشة، وتكاتفه فى ذلك، لأنه كان يعمل في معهد التغذية وراتبه بسيط جدًا، وعندما توفته المنية بعد الزواج بـ10 سنوات ترك طفلته الصغيرة في السنة الأولى من رياض الأطفال، والكبير في الشهادة الابتدائية، والمعاش التي تتحصل عليه من بعده 150 جنيه فقط، كما أن صاحب المنزل أخرجها منه عنوة، حيث كانت تسكن منزلاً بإيجار قديم، وهنا عادت إلى بيت والدتها، وإلى الآن تعيش فيه هي ونجليها، وتعافر مع الحياة لكي تجعلهم ناجحين، لم تفكر "فريال" يومًا في الارتباط أو التكاسل عن العمل، لأنها تعلم جيدًا أنها إذا غابت، فلا أحد يسد مكانها.

و أضافت أن أهم ما اهتمت به أن تزرع القيم والمبادئ بأولادها، وأن تجعلهم صالحين متعلمين، وبالفعل حصل نجلها الأكبر على بكالوريوس خدمة اجتماعية، والفتاة الآن في السنة الأولى من كلية الحقوق جامعة القاهرة، ولا تتمنى من الله إلا أن يكتب لها زيارة بيته الكريم للحج أو العمرة.