أخبار عاجلة

التعصب السياسى

الثلاثاء 19 يناير 2016 11:31:29 مساءً

  لقد كنت مختلفًا مع صديقي حينما كنا نتبادل أطراف الحديث عن التعصب السياسي الذي انتشر بشدة بين الأحزاب جميعًا في مصر، فما وجدت منه إلا الدفاع عن هذه الأحزاب بشراسة ، فرددت بعض الكلمات له وقلت يا صديقي: أليس التعصب هو من فرقنا بعد أن كنا متجمعين خلال  ثورة يناير، أليس هو من نشر سياسة التخوين، والعمالة التى انتشرت بين الأحزاب السياسية، أليس هو من قسم الشعب إلى شعب مؤمن، وشعب كافر خارج من الملة، أليس هو من جعلنا نتبادل الشتائم بالأب، والأم، وتشبيه الخصوم بأحقر الحيوانات، دون حياءٍ من انفسنا، أليس التعصب هو من جعلنا نقتل بعضنا بعضًا، متحججين بأننا على صواب، والباقي على خطأ، إلى متي سيظل الشعب ضحية للتعصب السياسي الذي يدمر ولا يبني، يخرب ولا يصلح، يفقر ولا يغني، أليس من العقل أن نترك الخلافات، والمصالح الشخصية، والانتماء إلى رأى فرد، أو جماعة، أو حزب، من أجل الترابط لنصرة وطننا، أليس من الخوف على وطننا أن نهتم بمشكلاتنا الاقتصادية، والاجتماعية، بدلاً من الاهتمام بالوصول إلى السلطة، حتي تقول للجميع أنك الأقوى،  أليس من الحكمة أن يكون عندنا خطة لتطوير بلادنا من ظلمات الجهل، إلى نور العلم والثقافة ، والبحث عن كل طريق يؤدى إلى نهضة بلادنا.

 

وبعد أن عرف صديقي خطورة التعصب، سألني وقال لي بالرغم من خطر التعصب السياسي الذي حل على بلدنا مصر ، فهل يا ترى هناك حلول ، وما الطريق حتي نرجع ونتكاتف وننهض ببلادنا ؟

 

فقلت له : إن الخطوات التي يجب على كل الأحزاب اتباعها أولًا هي إعادة كل الأحزاب التي اقصيت على الساحة المصرية، وبعد ذلك تقوم جميع الأحزاب والحركات السياسية بعمل عملية تربية سياسية ممنهجة لجميع أعضائها من جديد من أجل البعد عن سياسة التعصب، والتخوين، والبدء فى بناء الوطن بحيث تكون هذه النخبة قدوة لقيادة الجماهير فكرياً، وثانيًا يجب على الدولة تنقية القنوات الفضائية، وحذف القنوات التى لا تقدم لمشاهديها أى استفادة سوى البلبلة، وإثارة الفتن والانقسامات، وبالتالى تؤدى إلى التعصب السياسى.