محمد ذكى يكتب: «الاختيار»

لم يعد متاحا لدي حكومة الدكتور مصطفي مدبولي فرصة الاختيار بين استمرار الحظر حفاظا علي الصحة العامة وبين دوران عجلة الحياة الطبيعية كما كان في السابق بسبب الأضرار الاقتصادية الفادحة التي تكبدتها الدولة حكومة وشعبا بفعل هذه الأزمة، خاصة بعد إجماع العلماء علي استحالة استئصال الفيروس نهائيا، رغم كل الإجراءات الإحترازية.

فلم يعد لدي الحكومة المصرية إلا معادلة وحيدة فقط باتت واقعا محتما وهي التعايش مع كورونا بما يضمن تحقيق التوازن بين دوران عجلة الإنتاج وعودة النشاط الاقتصادي، وبين الحفاظ على صحة المواطنين الذين أصبحوا مسؤلين عن حماية أنفسهم بشكل أساسي إلى جانب الحكومة..

 ومن وجهة نظري المتواضعة لن يحدث ذلك إلا من خلال قيام الحكومة بإعادة النظر في قدرات النظام الصحي إلى أقصى حد ورفع مستوى استجابته ليكون أكثر قدرة على مواجهة الأزمات بقوة ومرونة في الوقت نفسه، بالتزامن مع رفع الوعي المجتمعي وإلزامه بالتدابير الاحترازية والتباعد الجسدي، بما يحقق تخفيف الأضرار الاقتصادية قدر الإمكان والحفاظ على أرواح المواطنين وصولا للتعايش الآمن مع الوباء.