أخبار عاجلة

شكراً وفاء صالح

الجمعة 15 يناير 2016 07:52:51 مساءً

ربما تكون هذه المرة هى الأولى من نوعها التى أكتب فيها عن شخصية بعينها ولأنني أشعر أن شئ ما بضميرى الداخلى هو ما يحركنى تجاه كتابة هذا المقال فلست أدرى من أين أبدا فإذا تحدثت عن هذه القصة لن اوفيها حقها ومهما تحدث الكتاب والفلاسفة فإن كتاباتهم تكون مجرد تعبير عن جراح ومعاناة ومأسى كبرى تعرضت لها هذه السيدة .

 

وفاء عبدالله صالح أصغر مديرة إدارة في تاريخ مركز ههيا والتي يشهد لها الجميع بالجد والإجتهاد والتفوق وحب العمل عندما تعرضت لنقل تعسفي كانت أمامي تعتبر حالة مثل أى حالة أؤدى عملى الصحفى فى نقل معاناتها ومطالبها الشخصية وإعتراضها على القرار ولا أريد أن أتحدث عن أسبابه أو تفاصيله إتفق أو عارض البعض  ولكن ربما لا يعلم بعض من يقرؤن هذه الكلمات قصتها فهى التي أعلنت الإعتصام أمام مكتب محافظ الشرقية قبل السابق لتسوء حالتها الصحية وتنتقل لمستشفي بالزقازيق ولا أخفيكم سرا عن المعاناة والمعاملة التى تلقتها هذه السيدة داخل المستشفيات لتنتقل لمستشفى أخر وهو مستشفى ههيا المركزى الذى يعانى من نقص الكثير من الخدمات ويشاء لها القدر أن تتعرض لمضايقات من الصحة ويقومون بإلقائها بالخارج ويكتبون علي التذكرة حالة هروب من المستشفي سيدة في عمر الأربعين وكانت تشغل منصب مديرة إدارة أراها تنام على الأرض أمام المستشفى مثل أطفال الشوارع باكية من سوء حالها وسوء القدر الذى تعرضت له أى معاناة تلك التى بسببها يتعرض الإنسان لكل هذه المهازل ؟ وعندما عادت الأمور إلي طبيعتها تعود للمستشفى وتتلقى العلاج مع إضرابها التام عن الطعام ويشهد الله عز وجل أننى عند إجراء الحديث معها كنت أرى نظرات الضعف والحسرة والبكاء وأوقفني أحد المرضى فى المستشفى بعد الحديث عند خروجى من غرفتها وقد تفاجئت وهو يحدثنى عنها ربما هى لا تعرف تلك الواقعة حتي تاريخ كتابة مقالي هذا إذا كانت تقرأه الأن ليؤكد لى ذلك المريض ويقسم لى بالله عز وجل أن هذه السيدة ليست متمارضة كما يؤكد بعض الناس أو تقوم بذلك لتظهر أنها ضعيفة وأنها بالفعل تضرب عن الطعام والشراب ولا تتناول شئ ربما كان الأمر هو الدافع الشخصي لي أن أجتهد في الوقوف مع هذه السيدة قدر إستطاعتى.

 

 وبعد 118 من الظلم والقهر ساءت الحالة الصحية لوفاء صالح في مشهد كدت أن أري فيه دموع معلمين ومعلمات كثر من أساتذتي الذين تعلمت علي يدهم وأكن لهم كل إحترام وتقدير حزنا علي هذه السيدة لينتهي المطاف بها وتتولي احد المناصب بمديرية التربية والتعليم راضية بقضاء الله عز وجل وقدره .

 

ربما يختلف البعض أو يتفق معها ولكن عندما أعلم أن بعد كل هذه المعاناة الطويلة والكفاح يعود الحق للأستاذة وفاء صالح وتعلن المحكمة عودة وفاء صالح مديرة إدارة ههيا التعليمية وقرار واجب التنفيذ لن تتخيلوا مدى فرحتى وسعادتى بهذا الخبر الذى يعطينا دائما الأمل فى الله عز وجل أن دعوة المظلوم يستجيب لها الله عز وجل ولو بعد حين وأعلنت لكل المعلمين بههيا عن خبر عودتها كمديرة للإدارة وكانت الفرحة تغمر الكثير منهم وحتى من إختلفوا على شخصية وفاء صالح أيقنوا تماما ان ما ضاع حق وراءه مطالب فمثل هذه الشخصيات المثابرة والمكافحة والتى تتحلى بالصبر هى من تعطينا الأمل فى غد أفضل هى من نأخذها قدوة طيبة أن الإنسان إذا أراد وإذا توافرت له العزيمة والإصرار فلا يوجد شئ إسمه المستحيل طالما أنك تتوكل علي من لا يغفل ولا ينام فالعديد من الجمل والمصطلحات والحكم التى كنا نسمعها قديما أو نتعملها في المدارس "ما ضاع حق وراءه مطالب" والحكمة "من جد وجد ومن زرع حصد" التى كنا ناخدها فى حصة الإملاء أو حصص التعبير بالمدرسة وكانت مجرد اوقات نقضيها دون أن نعلم معنى واضح وصريح لها ها هى نشاهدها الأن أمام أعيننا ونراها فى الواقع .

 

إلي كل من يقرأ مقالى هذا أعلم تمام العلم ان هناك نماذج فى المجتمع قد تكون أعظم وأفضل من وفاء صالح وهناك شخصيات عديدة تستحق الكتابة عنها فمجتمعنا المصري والعربى ملئ بالمثل والقيم الأخلاقية الموجودة بداخلنا حتي لو كان الظاهر غير ذلك وأنني أؤكد وأراهن على قوة وصلابة هذه السيدة في الحق وأتمني بعد سنوات أن يكون مثل هذه النماذج هم من يقودون مناصب كبرى في البلاد وفي نهاية مقالى أريد أن أقول شكرا وفاء صالح إعطاؤنا الامل في غد أفضل شكرا لكل مجتهد ومجد والأن أقولها من كل قلبي "لن يضيع حق وراءه مطالب " .