أخبار عاجلة

الزقازيق ليه؟

الأحد 10 يناير 2016 12:36:13 صباحاً

*هذا المقال بعيد عن السياسة والحوثيين والإسرائيليين والتفجيرات والبانرات والترافيك.

 

 

-          ألو.

-          عامل إيه يا أبو علي؟

-          مين معايا؟

-          أنا فلان اللي كان معاك في ( الكلية، المدرسة، اتحاد الطلاب، لعب الكورة، ...) في الزقازيق.

-          ياااااااااااااه، عامل إيه واحشني جدا يا فلان.

 

كثيرا ما أتلقى مثل هذا الاتصال الهاتفي، أو رسالة على حسابي بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" تتضمن نفس المحتوى تقريبا – حسب شخصية المرسل – حينها استرجع معظم الذكريات التي تتعلق بهذا الشخص ومواقفه معي وأتمنى أن أعود للمدينة التي أراها من وجهة نظري الأفضل بين مدن العالم.

 

"الزقازيق" تلك المدينة التي يستحوذ كل شارع من شوارعها على فصل من فصول ذكرياتي وحاضري ومستقبلي، فهنا أبي وأمي وأخي وحبيبتي وأصدقائي وأساتذتي وجامعتي وراحة البال، فمدرستي الإبتدائية كانت هناك في الشارع الذي لعبت فيه أمي وهي صغيرة وخطت فيه قدما جدي بعد عودته من حرب أكتوبر وكونت فيه صداقات لم تنقطع حتى يومنا هذا، فلك أن تتصور وجود أشخاص في حياتك منذ سن الرابعة، كنت أنتظر طوال الأسبوع حتى يسمح لي والدي بلعب كرة القدم لبضع ساعات ولا أخفي على الجميع أن من ضمن أحلامي أن ألمس الكرة مرة أخرى وأخوض مباراة ضد "الشارع التاني" مع رامي والسبعاوي وخشبة  ولكن بدون أن يظهر عم نبيل رحمه الله من الشرفة وينهرنا ويقوم بإغراق الشارع بالمياه، صراحة أنا أفتقد عم نبيل وأفتقد طلته من الشرفة ذلك الرجل الذي جرى بلهفة باتجاهي حينما رأى وجهي ينزف دما ليصرخ بصوته الأجش "يا سيد إين أختك متعور قول لخالد العريان يجيب عربيته علشان نروح المستشفى بسرعة"، وفي مدرسة النظام الإبتدائية تلقيت أول دروسي بجانب صديقي محمد صلاح ومحمود أمين على يد "أبلة نفيسة" وتعرفت فيما بعد على حازم صلاح وأحمد عصام وخالد زكي وغيرهم من أصدقائي حتى الآن، لتتكرر الحالة ذاتها في مدرسة الوادي الإعدادية لأخرج بها بأحد أصدقاء عمري الخلوقين هاني صبري الذي رافقني رحلتي في مدرسة النجاح الثانوية وكلية التربية النوعية، والتقيت من كان سببا في عشقي للغة العربية الأستاذ عبدالعزيز محمد الأصيل.

 

أما إذا أعطوني جميع أوراق المطابع الأميرية لكي أدون فيها ذكريات المرحلة الثانوية في الزقازيق لن تكفي ولهذا قررت ألا أكتب عنها في هذا المقال سوى الأستاذ أحمد نوح رحمه الله والمسيو حامد فارس وسور المدرسة  وأحمد فرج وعوكل وسمير البوشي والله حليم ستار، بس كدة.

 

(إسلام عطية، جميل الزيني، أحمد صبحي، محمد عصام، محمد عاطف، وائل ربيع، أحمد قورة، الدكتور جمال عبد السميع، مينا المقدس..................إفتح القوس لغاية أسوان....................) فالمرحلة الجامعية بدون هؤلاء لم يكن لها أن تمر بأي حال من الأحوال، ففي الكلية التي تخرجت فيها كانت أيضا في مدينة الزقازيق لعب بها الكرة ودرست وترشحت لانتخابات اتحاد الطلاب ونجحت وضحكت وبكيت.

 

ولم أجد أفضل من الجلوس بجوار ورشة الحاج السيد عبدالواحد مع صديقي كابوريا وأروع نزهة مع البشوش محمد ماهر و"الراونداية العظيمة" مع باسم بتاعنا وأحلام الصحافة مع آل الشاذلي محمود وإسلام ومحمد عودة، فكل سالفي الذكر من الزقازيق، حيث تنعدم المصالح وتظل نبتة الحب حية وسط زمن ترعرعت بشاعة الجنس البشري.

 

وكما قالت المطربة الشعبية شفيقة "يا هوى الزقازيق يا شرقاوي"، وأتمنى أن يكون هذا المقال ردا على السؤال المطروح في عنوانه.