أخبار عاجلة

آراء متناقضة فى أفكار السلفيين منذ قيام الثورة

الثلاثاء 15 ديسمبر 2015 01:00:24 صباحاً

إن الناظر إلى الواقع المصري قبل ثورة يناير 2011م وبعدها، يجد أن الفرق بينهما كبير فقبل ثورة يناير كان النظام الذي يحكمه يمارس أسلوب الضغط على الحركات الإسلامية، فلم يعط الفرصة كاملة لهذه الحركات لكي تعرض رأيها من خلال تأسيس الأحزاب أو المشاركات في الحياة السياسية بشكل عام، إلا بنسبة ضئيلة جدًا بحيث لا يؤثرون في القررات السياسية التي يأخذونها، وبعد ثورة يناير التي قام بها الشباب المصري في إسقاط نظام بأكمله قامت الحركات الإسلامية مستغلة هذا الحدث العظيم في تأسيس الأحزاب الإسلامية، وكان من أهم الأحزاب الإسلامية التي تأسست بعد ثورة يناير حزب النور الممثل عن التيار السلفي في مصر والذي شارك من خلاله في الحياة السياسية.
 
 
والعجيب في الأمر أن التيار السلفي قبل ثورة يناير كان يرفض المشاركة في الحياة السياسية، وكان يحٌرّم من يشارك فيها، معتمدًا في ذلك على الأدلة الشرعية ، إلا أن الموقف اختلف تماماً بعد ثورة يناير، فرأينا أن التيار السلفي قرر المشاركة في الحياة السياسية ولكن بدون عرض أدلته الشرعية التي جعلته يغير موقفه تجاه الحياة السياسية، ومن أبرز هذه التناقضات موقفهم من ثورة يناير حيث أصدر الشيخ ياسر برهامي فتوى بعدم المشاركة في ثورة 25يناير، ثم أصدر بيانًا بعد ذلك يطالب فيه بإلغاء قانون الطوارئ، ومحاربة الفساد، وإصلاح التعليم، وإصلاح الإعلام، وغيرها من المطالب، وهذا  تناقض واضح ، ولقد برر الشخ ياسر برهامي هذا التناقض فقال "أن المشاركة في المظاهرات غير تأييدها فهم يؤيدون المطالب ولكنهم يرون حرمة المشاركة للفتن و المخالفات الشرعية المصاحبة لها".
 
 
وهذا الموقف السلفي المتناقض في قبول الثورة من عدمه ناتج من أن السلفيين في مصر لم يقدروا هذه الثورة التي قام بها الشباب المصري ولم يفهموا حجم قوتها وتأثيرها على النظام الذي نجح الشباب في زواله، كما أن كثرة الفتاوى عند علماء التيار السلفي حول يجوز أو لا يجوز الخروج على الحاكم الشرعي، أثر سلبًا في الشباب الذي التزم بمنهج السلفيين بحيث وجدناهم لا يشاركون في هذه الثورة ،كما نظن أن علماء التيار السلفي لا يقدورون المصلحة، والمفسدة وهذا ظاهر في كلام الشيخ برهامي حينما عارض الثورة في بدايتها، ثم عدل عن قراره، ويعتقد أن سبب العدول عن قراره هو أن الثورة عندما بدأت في تحقيق مطالبها من حيث إسقاط النظام سارع الشيخ برهامي قائلاً إنه موافق على مطالب الثورة، وهذا يدل على قلة الحنكة السياسية وعدم  تقدير المصالح كذلك اعتماد السلفيين على الدعوة فقط دون النظر إلى ما يحدث في البلاد جعل السلفيين يتخبطون في القرارات وهذا نتيجة لتعدد فرق وجماعات المدرسة السلفية في الفكر والاعتقاد.. 
 
ولنا في الحديث بقيه إن شاء الله