أخبار عاجلة

محافظ الشرقية.. كارت أحمر

السبت 14 نوفمبر 2015 08:50:11 مساءً

تركت الوقت المناسب حتى أستطع تشكيل صورة ذهنية سليمة للدكتور وضا عبد السلام محافظ الشرقية، إذ تابعت بكل اهتمام قراراته المتخبطة في مواجهة أزمة طريق الحسينية_فاقوس .

كنت أظن الخير في شخصه، وألتمس له الأعذار في عدم حل أزمة طريق فاقوس الحسينيه التي شغلت الشباب وتظاهروا من أجل احبائهم الذين اختلطت دمائهم بالأسفلت والذين غرقوا نتيجة الانهيارات الموجودة في الطريق الواصل بين الحسينية وفاقوس، أو الذين ماتوا في طريقم لمستشفي الجامعه وأثناء تلقيهم العلاج، فقدنا مئات الشهداء، وأصابت الكارثة الألاف من أبناء الحسينية .

ظننت أن المحافظ عاجز عن رفع الأمر لرئيس وزرائه، أو محاورة وزير النقل في شأن الطريق، كما كنت أعتقد أن فرضه سياجا حديدا علي مدير تخطيطه بالمحافظه أو وكلاء وزرائه المختصين لأنه ليس لديه قدرة على الرد، وزادت شفقتي به عندما ذهب إليه الوجهاء من مركزنا، فاذا الامر يتحول إلا مزاد تبرع غير مدفوع من وجهاء مركزي يشترك فيه المحافظ ويتعهد بتقديم 10 ألاف جنيها من جيبه الخاص، علي أن يتم تنفيذ الطريق بالجهود الذاتيه لتبلغ حصيله الوعود مبلغ يكفي تنفيذ 100 متر من 23كم في حاله الوفاء بالدفع!!

كنت سأجد نفسي ساذجا إذا وافقت على الذهاب مع أصدقائي الذين وثقوا بي ودعوني لمقابله المحافظ للتحاور معه ظنا منهم وثقه أنني يمكن أن أصل معه لشئ، لكن الله أنقذني حيث ذهبت لتأدية واجب العزاء، ولم استطع الالتحاق بهم.

في نهاية المطاف جاءت الاعتمادات بسيطة لصيانه الطريق، إزالة طبقه أسفلت وإحلال طبقه محلها أو تقوية الأجزاء المنهاره بخوازيق خرسانيه.

ما يثير السخرية "الجهبز" الذي يعمل على تجهيز الطريق، فبالرغم من التكاليف الباهظة غير أنها لاتمنع نفاذيه المياه ليهبط الطريق من جديد، فهي بمثابة مسكًن لحظي، وتعود الكارثة مرة أخرى، ويبدو أن أرواح المواطنين لا تهم المحافظ، فهو لم يضع للمناطق الأثريه في قنتير وصان الحجر والحسينيه اعتبار.

لم يعد هناك شك بأن المحافظ تلاعب بأهالي الحسينية، لأنه لم يكن عاجزا كما كنت اعتقد، ولم تكن علاقته بصانعي القرار محدودة، وكنت أظن أنه يشفق علي المال العام وينتظر انتهاء الخطة القوميه للطرق ثم يعمل على وضع حل نهائي لطريق الموت

اشفقت عليه كثيرا ولكني اكتشفت أن السياج الحديدي الذي فرضه علي موظيفيه كان لأجل هدف أخر، فسياده المحافظ كان قد حدد طرقا يخدم محافظته "الدقهليه"، علما بأن لها طرقا كثيره بديله حاليا، وهي طريق صان الحجر بور سعيد بطول 23كم، وطريق ديرب رابطا طرق المنصوره بطول 8 كم، بينما اهمل طريق الحسينيه فاقوس صان الحجر المدرج رقم 1 بالهيئه العامه للطرق من 2010، والطريق الذي ينقل الاف الطلاب إلي الجامعات، كما ينقل الحاصلات الزراعيه التي تتفوق فيها المحافظه، وقرر بجرة قلم أن يقتل الأمل للمواطنين الذين ظنوا فيه الخير، فصدمهم بخطه صيانه، لأنها بهذا الشكل تمثل إهدارا للمال العام، "تمخض الجبل فولد فأرا"