أخبار عاجلة

أحلام الكسالى فى القطاع العام

الأربعاء 06 مارس 2019 05:31:41 صباحاً

دق جرس المنبه فى الخامسه صباحاً وكان الأب مستيقظاً كعادته يقرأ القرأن بعد صلاة الفجر وقد تعود على حديث ابناؤه كل يوم فى نفس الموعد فأحدهما يعمل بالقطاع العام وهو كطبيعة عمله يستيقظ فى الثامنه صباحاً والثانى يعمل بالقطاع الخاص ويستيقظ فى الخامسه صباحاً وكل يوم نفس الحديث وهو لايبدأ فى الصباح ولكنه عادةً يبدأ من الليل فعندما تأتى العاشره مساءً يخلد الابن احمد إلى النوم فهو يستيقظ فى الخامسه لأنه يعمل فى القطاع الخاص وعند عودة شقيقه من الخارج بعد منتصف الليل لأنه يعمل فى القطاع العام ويقوم بفتح نور الغرفة والتلفاز ويبدأ أحمد بالتقلب على جانبيه ثم يرفع الغطاء من على وجهه ولكن نظراً لعدم اهتمام شقيقه به ورفع صوت المذيع المستفز.
 
ينهض أحمد من نومه وبصوت عالى يطلب من شقيقه "اطفي الزفت ده أنا عندى شغل الصبح بدرى" ويكون رد الشقيق انا زيك عندى شغل الصبح وهنا ينتفض أحمد وبصوت خشن يرد شغل إيه يا أبو شغل ده انت بتروح الساعه 10 بترجع الساعه 12 تعالى شوف المطحنة اللي إحنا فيه من 6 صباحاً حتى 5 مساءً وتمادى فى السخرية من شقيقه وكمان عندك ساعه فطار وساعة رضاعة وهنا لم يتمالك الأب الذي يستمع للحديث نفسه وضحك كثيراً مما استفز الشقيق فقال لأحمد أنا موظف حكومة لكن أنت موظف منازلهم وماضى على استمارة 6 قبل ما تتعين وهنا تنبه أحمد للكارثة يعنى انا اصحى 5 الصبح وارجع بيتى 6 مساءً ولا أستطيع النوم فى العمل ولا الإفطار ولا الحديث فى المحمول ولا اتحكم فى خلق الله وكمان واخد استمارة 6 طيب انا هعرفه مقامه ورد فى سخريه على شقيقه شوف انا مرتبى كام وانت مرتبك كام فضحك الشقيق ضحكه مُجلجله وقاله ياابنى ده انتم حتى الحد الأدنى مش عارفين تطبقوه وأنا إجمالى مرتبى بالحوافز بالبدلات اكتر منك ده غير انا ليه إجازات عارضة وسنوية واعتيادية وأذونات وكمان حتى لو سرقت القانون بيسمح لى بقضاء العقوبة والعودة للعمل وكمان علشان يغيظ أخوه اكتر قاله بصوت عالى وبعد الخروج من السجن بيضموا لى العلاوات والاجازات وبرجع لوظيفتى نفسها وبيرقونى كمان هنا نهض احمد من على سريره وذهب لوالده وجلس بجواره وقال له من بكره تشوف لى حاجه فى القطاع العام.
 
وعندما رأى أحمد والده والدموع فى عينيه قال له لاتبكى ياابى فاأنا سأذهب لعملى باكر ولاتثقل على نفسك فقال الوالد لإبنه أنا لا أبكى على حالك ولكنى ابكى على حال بلادنا وعلى حال شبابنا فقد كان الموظف ينزل فى الساعه 7 صباحاً يعود من عمله الساعه 3 ظهراً وكنا نتنقل بين البلاد فقد خدمت فى سوهاج وفى العريش وكان الإبن فى ذهول يعنى اول مااشتغلت يابابا كان شغلك فى سوهاج وانت من الشرقيه قال الوالد نعم ثم نقلونى للعريش وانت لم تولد بعد وكانت اجمل ايام حياتى وجاء الشقيق ليسأل والده يعنى انا غلطان يابابا فى القطاع العام ورد الوالد فى هدوء وبخبرة السنين يابنى ليس العيب فى القطاع العام ولا فى القطاع الخاص ولكن العيب فى من افسد القطاعين وكلما حاولت أن تُصلحه افسدته اكثر والكارثه انك تخسر كل شئ فأنت تخسر القطاع وتخسر من يعمل فيهم نبحث عن العيوب والعيبُ فينا نبحث عن الحلول وهى فى ايدينا وقال الآب لإبنه قوم ياإبنى نام عندك شغل فى الصباح ونام الشقيقان وفى الساعه الخامسه صباحاً رن جرس المنبه لينقلب الحال ويستيقظ النائم وينام المستيقظ والشقيق الى فتح النور ليلاً هو من يُطالب بغلقه صباحاً ويتجه احمد لعمله وهو يحلم وكنت انا اعتقد انه يحلم بكلام والده عن مميزات القطاع العام فى الماضى ولكنى عرفت وياريتنى ماعرفت انه كان يحلم بكلام شقيقه عن الآجازات والتحكم فى خلق الله يالها من متعه يارب إكتبها لنا ولآبنائنا من بعدنا واجعل القطاع العام مرتعاً للمصريين العاملين به واجعل يارب كل من يحاول إنهاء مصلحه فيه ذليلاً للساده الموظفين يارب فى هذه الآيام المفترجه زود دخلهم من جيوب الغلابه وقلل عملهم واجعلهم يارب سعداء بما يفعلوه بالمصريين.