أخبار عاجلة

تحية إلى صاحب الفضل في نصر أكتوبر العظيم

السبت 05 أكتوبر 2019 05:54:09 مساءً

إذا كان هناك من فضل في نصر أكتوبر المجيد فهو لله تبارك وتعالى اولا وقبل كل شيء، وثانيا للإنسان المصري (قيادة وشعبا).. نعم.

 

وعندما أتحدث عن الإنسان المصري فإنني أتحدث عن الضابط وعن الجندي وعن العامل وعن الفلاح، وعن السيدة العجوز وعن الزوجة والأم.

 

بفضل هؤلاء الشرفاء والبسطاء "الذين يعشقون تراب مصر"، انطلق رجالنا كالوحوش في وجه العدو الصهيوني، بدافع حب الوطن والثقة في الله، وبعد تخطيط جيد من قيادة ذكية ووطنية...فأيدهم الله بنصره على عدوه وعدوهم.

 

قبل أكتوبر ٧٣، سخر القطاع المدني كامل امكاناته لبناء جيشنا وتقويته، لاستعادة كرامة العرب جميعا، وليس المصريين فقط...نعم.

 

وفي هذه الذكرى العطرة، ساذكر لحضراتكم نموذجين، يعكسان عظمة المصريين واخلاصهم وتضحياتهم للوطن ولنستلهم منهما الدروس والعبر:

 

المثال الاول: وهو من مقابر الشهداء بالاسماعيلية، التي كانت مجاورة لكتيبتي في الجيش الثالث، فكنت ضابط احتياط آنذاك، وكنت اجد نفسي وراحتي ومتعتي عندما كنت أذهب في العصاري، وأتجول بين مقابر شهداء اكتوبر.. سحر وجمال ما بعده جمال.

 

كنت أرى قبر جرجس الى جوار قبر محمد، سالت دماؤهما، واختلطت وذابت حبا وفداء لهذا الوطن العظيم...وهذه رسالة واضحة لكل جاهل يفكر أو يحاول فك طلاسم أو فهم سر وحدة المصريين، مسلمين وأقباط.

 

المشهد الثاني: فهو على لسان حارس المقبرة الذي أصبح صديقا لي؛ سألته يوما ما هو اغرب موقف تذكره لأسر شهداء أكتوبر...قال لي في يوم من الأيام جاءات سيدة شابة، في حوالي ٣٨ الى ٤٠ سنة من عمرها، وكنت أراقبها عن قرب فرأيتها ذهبت وجلست على رأس قبر زوجها شهيد أكتوبر، وكان ذلك في عام ١٩٩٠ أي بعد نصر اكتوبر ب١٧ سنة!!!!!!!!!!

 

وكان حوارها مع زوجها الشهيد كالتالي "ازيك ما احمد يا حبيبي أنا جاية أفرحك: مش زينب بنتك حبيبتك جالها عريس، بنتك طالعة حلوة ليك يا غالي، العرسان عمالة تجري عليها يا احمد، امبارح جه فلان ابن فلان، ما انته عارفه، أيه رأيك يا أبو زينب، ناس طيبين مش كده؟ كان نفسي تكون انته اللي بتكتب كتابها....الى آخر الحوار".

 

زوجة شهيد، تركها زوجها وهي شابة في ريعان شبابها، حافظت على العهد وصانت العرض وأخلصت وارتضت ارادة الله....ليتنا نستعيد هذه المرأة والأم المصرية، التي كانت على مدار التاريخ مصنعا للرجال الاشداء الشرفاء.

 

هذه هي مصر وهؤلاء هم أبناؤها الذين صنعوا النصر....هؤلاء هم الأبطال الحقيقيون...كان وسيبقى الانسان المصري البسيط هو سر مجدها وعزها.

 

ما أحوجنا في ظروفنا الراهنة، وما نواجهه من تحديات جمة، لا تقل عما واجهناه قبل نصرنا العظيم، لأن نستلهم روح أكتوبر.

 

وإذا أردنا ان تعود مصر إلى سابق مجدها فعلينا أن نستعيد روح اكتوبر وشعب اكتوبر وقيم اكتوبر...لاينبغي أن نكتفي في احتفالاتنا السنوية بوضع أكاليل من الزهور وإذاعة مجموعة من الأغاني الوطنية.

 

مصر عظيمة وغنية وتمتلك كافة مقومات القوة والنصر على أعدائها....هي فقط بحاجة لأن تلملم جراحها وشتتاتها وتستعيد وحدتها وقيمها التي وفرت افضل مناخ لنصر عظيم على أمريكا (أقصد إسرائيل).

 

رحم الله كل شهيد خاطر وقدم روحة لنحيا نحن...رحم الله كل يد ساهمت في صناعة هذا النصر العظيم...رحم الله القيادات العربية الشريفة (وعلى رأسهم الملك فيصل وهواري بومدين) التي اجتمعت لأول مرة في تاريخها على كلمة سواء، والتفت حول مصر "السادات"، وقاموا بمقاطعة اسرائيل ومن يدعمها...فأيدهم الله بنصر من عنده. وهذا درس مهم للعرف الممذقون الآن، فهل من متعلم؟!

 

كل عام وكل مصري وعربي "شريف نظيف ومنتج وبناء" بخير وسعادة.