أخبار عاجلة

المسحراتي| سبوبة المتسولين في رمضان.. ورئيس لجنة الفتوى: «حرام»

الثلاثاء 14 مايو 2019 01:25:00 صباحاً

"اصحى يا نايم وحد الدايم"، و"قوموا إلى سحوركم جاء رمضان يزوركم"، عبارات يرددها المسحراتى خلال شهر رمضان، والمعروف بإيقاظ المواطنين لتناول السحور قبل أذان الفجر، لكن تلك الظاهرة تتحول يومًا تلو الآخر إلى «سبوبة» من أجل كسب المال وليس للحصول على الثواب وأجر إيقاظ الصائمين.

 

تغيرت مهنة المسحراتى في السنوات الماضية، ليتحول من رجل بسيط ممسك بطبلة من الفُخار، وبلحن مميز يطرق عليها ليوقظ جيرانه، مع بعض الدعوات الدينية والأناشيد، إلى أن أصبحت مهنة «مودرن» اعتمد فيها المسحراتية الجدد على الطبل البلدى والمزمار، المخصص للأفراح الشعبية للتسول، مما أدى إلى فقدان المسحراتى قيمته التاريخية المرتبطة بالشهر المُبارك.

 

«السيد عبد العال» أقدم مسحراتى فى محافظة الشرقية، قال إن مهنة المسحراتى أصبحت تستغل بطريقة لا تليق بها كعادة مصرية أصيلة، وطرأ عليها العديد من الدخلاء، معتبرين إياها وسيلة موسمية للتسول، إضافة إلى قيام النساء بالعمل بها فى الشهر الكريم، لاستنزاف أموال الأهالى بالتسول، دون تعرض الأمن لهم، موضحا أن حصلية الأموال التي يحصلون عليها خلال شهر رمضان تدفعهم لاستكمال مسيرة التسول بعد رمضان أيضًا.

 

وأكد فضيلة الشيخ عبد الحميد الأطرش، رئيس لجنة الفتوى السابق، أن عمل المسحراتى عادة قديمة تعوّد عليها الآباء والأجداد، حيث إنه شخص يقوم بإيقاظ الناس فى الفترة، التى لم تكن فيها وسائل إعلام كافية، فكان عمله إيقاظ الصائمين، وكان بعد ذلك مدفع يضرب للإمساك، ومن ثم مجموعة من الرجال كانت تجوب القرى ينبهون الصائمين أن وقت الإمساك قد حان.

 

وعن تحول التسحير للتسول، قال رئيس لجنة الفتوى السابق، إن التسول أيا كان حرام، ولكن النبى صلى الله عليه وسلم قال رد السائل برد جميل، ولكن يجب أن يكون السائل يحتاج إلى مساعدة.

 

 وأوضح الدكتور محمد فاروق، أستاذ التاريخ الإسلامى بجامعة الفيوم، أن عادة ما يستخدم المصريون التسحير فى القرى والريف، لأن هذه المناطق يبدأ فيها السكون من الساعة السادسة مساءً وليس هناك أى ضجيج كما فى المدن، موضحًا أن البعض استغل المهنة فى التسول وانحرفت عن مسارها وليس فى رمضان فقط، حيث نجد فى بعض الأيام أناسا يطوفون وينشدون ابتهالات دينية من أجل جمع الأموال مثلها مثل التسول بعبوات المناديل وغيرها.

 

أما عن أصل التسحير، فأوضح فاروق، أنه يرجع إلى العصر الفاطمى، حيث كانت الجنود تتولى إيقاظ الناس بعد إسحاق بن عقبة، حيث إنه أول من طاف على ديار مصر لإيقاظ أهلها، وبعدها تم تعيين أحد الرجال عُرف بالمسحراتى، حيث كان ممسكًا بعصا يدق بها الأبواب، وبدأت بعض الدول العربية فى استخدامها أيضًا