«الننى» لا يستحق الهجوم عليه

دعونا نتفق على أمر فى البداية إذا أرد المقارنة بين أداء منتخبنا الوطنى الحالى وبين أدائنا فى حقبة حسن شحاته، فيجب أولا أن تنظر إلى الأدوات التى كان يمتلكه منتخبناً فى ذلك الوقت والذى يتضح لك ملحوظة هامة أنه كان أفضل لاعب فى الكان 2006 هو أحمد حسن، وأفضل لاعب فى الكان 2008 هو حسنى عبد الربه، وأفضل لاعب فى الكان 2010 هو أحمد حسن، وبكل بساطة يتضح لنا مشكلة «الننى» الأساسية أن مركز وسط الملعب الـ "بوكس تو بوكس" فى منتخب مصر على مدار السنوات الأخيرة كان يشغله لاعبين من أفضل لاعبى القارة فى ذلك الحين.

وعن السبب الحقيقى لمشكلة «النني» هو أنه يلعب بجوار طارق حامد والذى يُحمل «النني» دوراً أعقد من الدور الاساسي اللى يميزه وهو فكرة تطوير الهجمة من على الدايرة و الخروج بالكره من وسط ملعبنا إلى وسط ملعب الخصم، بالإضافة للدور الدفاعى المكلف به فى تغطية أكبر مساحة ممكنة فى ظل تراجع طارق حامد للتغطية على الأطراف وهو الذى ينجح فيه «النني» نتيجة مجهود بدنى مميز وعدد رائع من الكيلومترات التى يجريها اللاعب.

وعلى الرغم من ذلك فأن «الننى» بالاحصائيات هو من أفضل لاعبي المنتخب أمام مالي واوغندا، حيث قام بأفساد هجمات المنافس واستعادة الكرة لمنتخب مصر 19 مرة أمام مالي و 17 مرة أمام اوغندا ويعتبر رقم جيد، ومتوسط دقة تمريراته 88 % رقم جيد أيضا، وتعتبر تمريراته الجانبية هى النسبة الأكبر ولكن دائما تمريراته الأمامية أكتر من تمريراته للخلف.

ولذلك يصبح الننى لا يستحق كل الهجوم الحاصل عليه حالياً من الجماهير المصرية العاشقة لكرة القدم، ويأتى ذلك فى ظل عدم امتلاك اللاعب لقاعدة جماهيرية تدافع عنه لأنه  ليس بأهلاوي أو زمالكاوي، فبدلاً من أن تدعم الجماهير الننى وباقى لاعبى منتخبا الوطنى معنوياً يلجأ البعض إلى وسيلة الأنتقاد والهجوم على الاعبين وهذا قد يضع منتخبنا الوطنى فى مأزق خلال مواجهاته لسوء حالات لاعبية نفسياً ويهدر الفرصة لحصد اللقب الثامن أفريقيا.

واخيراً كتبت لكم تلك السطور من باب حرصى الشديد على منتخبنا الوطنى لتحقيق أحلام 90 مليون مصرى بحصد البطولة وإدخال الفرحة على قلوبهم .