أخبار عاجلة

الدكتور مجدي الحسيني يكتب:الشراقوه وملايين الساعات الضائعة من حياتهم

الثلاثاء 01 نوفمبر 2016 12:28:37 صباحاً

يستقبل آلاف من العمال والمواطنين الشراقوة من المتجهين إلي القاهرة أو العاشر من رمضان يومهم بعدة ساعات ضائعة في إنتظار الفرج علي طريق الزقازيق بلبيس وكذلك مثلهم في طريق العودة أثناء ساعات الذروة.

 

 

ويتراوح ما يفقده المواطن الواحد يوميا علي هذا الطريق حوالي ساعتان ونصف يوميا، ساعة ونصف صباحا وساعة في رحلة العودة. وبحسبة سريعة أن هناك حوالي خمسون ألف عامل علي الأقل من قاطني شمال ووسط وغرب الشرقية يستخدمون هذا الطريق يوميا للوصول إلي أعمالهم ومصانعهم بالعاشر من رمضان وحوالي حمسة آلاف مواطن آخرون يستخدمون هذا الطريق للوصول إلي القاهرة بالطريق الصحراوى لقضاء مصالحهم بالقاهرة فيكون المتوسط حوالي خمسة وخمسون ألف مواطن شرقاوى علي الأقل من مستخدمي هذا الطريق يوميا، يفقد الواحد منهم حوالي ساعتان ونصف يوميا وبمعدل عمل خمسة آيام أسبوعيا فقط فيصبح مجموع ما يفقده الفرد أسبوعيا حوالي إثنا عشرة ونصف الساعة.

 

وبحسبة بسيطة أخرى نجد مجموع ما يفقده الفرد سنويا علي هذا الطريق يعادل حوالي ستمائة وأثنين وخمسون ساعة أى حوالي سبعة وعشرون يوما بالكمال والتمام أى ما يربو علي الشهر سنويا يقضيها المواطن الشرقاوى البسيط في إنتظار الفرج علي هذا الطريق.

 

وبحساب إجمالي الساعات المفقودة يوميا لعموم الشراقوة المستخدمين لهذا الطريق نجد الرقم وقد وصل لحوالي مائة وتسعة وأربعون مليون وثلاثة آلاف وسبعمائة يوم عمل ولو حولناها بالساعات لصار رقما لا نتخيله جميعنا، ولو حسبنا هذا الرقم في إجمالي سنوات العمل للعمال لصار رقم آخر كارثيا لا نحب حتي أن نتخيله.

 

إضافة إلي ملايين الجالونات من الوقود الضائع ليلوث الهواء دون أى جدوى، وملايين الجنيهات من أموال قطع غيار السيارات التي تبلي علي الطريق أثناء الإنتظار، وفقدان الإهتمام بأهمية الوقت للمواطنين وكذلك إنحسار الطموح والهدف. وهكذا ولأسباب بسيطة يطير العمر من بين أصابعنا وكذلك آلاف من ساعات العمل إضافة إلي الجهد الضائع الذى يضيع سدى بدلا من إستغلاله فيما يعود بالنفع علي المجتمع والوطن، ونجد العامل البسيط يصل إلي عمله مجهد ومنهك وينتظر ساعة الإنصراف ليعود إلي منزله وأسرته أكثر إجهادا وإرهاقا مما يتسبب في حالات التفكك الأسرى وغيرها من الأمراض المجتمعية الحديثة علينا والتي لم يكن المجتمع يعرفها أو يسمع بها.

 

ويرجع السبب في حدوث تلك الأزمة إلي وجود بعض الإختناقات البسيطة علي طريق الزقازيق بلبيس وبداية طريق العاشر من رمضان والتي لا يتكلف علاجها الكثير ولا يحتاج القضاء علي هذه الأزمة وقت طويل بل يمكن علاج الكثير من هذه الإختناقات فوريا والباقي يحتاج علاجات متوسطة المدة.

 

وتبدأ طرق حل وعلاج هذه المشكلة التي إستمرت وعلي مدى أكثر من عقدين من الزمان بتوسعة كوبرى بلبيس العلوى ومضاعفة عدد حاراته ليستوعب الزيادة المرورية في أوقات الذروة وكذلك الحال بالنسبة لكوبرى مصرف بلبيس وهي حلول لايستغرق تنفيذها أكثر من ثلاثة أشهر حال إخلاص النية في التنفيذ لتنهي معاناة آلاف الشراقوة علي هذا الطريق الحيوى، إنتظارا لتحقيق حلم كل الشراقوه بوصول المرحلة الرابعة من مترو أنفاق القاهرة والممتدة من مدينة السلام حتي العاشر من رمضان إلي مدينة الزقازيق مرورا بمدينة بلبيس. هذا ويجب ألا ننسي  أن إزالة الإشغالات من وسط مدينة بلبيس يساهم بشكل كبير في تخفيف الاختناقات علي السيارات وتوفير طريق آمن للمرور اليومي وللسكان.

 

 

وهكذا وكما نعلم جميعا أن عماد التنمية البشرية والإقتصادية الحديثة والإستثمار يقوم علي توافر بنية تحتية سليمة علي رأسها الطرق الفاعلة والتي تستحق منا مزيد من الإهتمام والرعاية والفكر.

 

أ.د. مجدي الحسيني عليوه

أستاذ العلاج الطبيعي بجامعة الزقازيق