سمير غانم.. كوميديان «الإفيهات التلقائية»

اعتقد محبو السينما أن الكوميديا لا تتمثل سوى في إسماعيل يس، فهو مثال للضحك من القلب والإفيهات، التي تصبح قنبلة الموسم، فأصبح إسماعيل يس "أبو ضحكة جنان"، في هذه الفترة عام 1937 بمحافظة أسيوط ولد شخص لم يكن يعرف أن مستقبله سيختلف كثيرًا عن أبناء جيله ليصبح خليفًا لنجوم الكوميديا، وليكتشف الناس أن إسماعيل يس لم يمت، فهو سمير يوسف غانم، حصل على بكالوريوس الزراعة جامعة الإسكندرية عام 1976 بعد رسوبه في اختبارات كلية الشرطة، ليلتحق بمسرح الجامعة، ويبدأ مشواره الفني 1963.

"بص شوف مين يا واعدي"، "مبسوطة يا ماما حوا.. مبسوط يا بابا آدم"، "الواد خلي بالك منه"، اشتهرت هذه الجمل من خلال أصحابها "ثلاثي أضواء المسرح"، والمكون من أشهر ثلاثة أعلام للكوميديا المصرية وهم: الضيف أحمد، سمير غانم، وجورج سيدهم.

تكون الفريق على يد مخرج الفوازير محمد سالم، بعدما التقي غانم بالضيف وجورج في برنامج المنوعات "أضواء المسرح"، حيث كوّن الفريق في حفل زفاف ابنة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وأطلق علية "ثلاثي أضواء المسرح" ليقدموا أشهر الإسكتشات "كوتوموتو" لتصبح البداية الحقيقة لشهرتهم.

انطلق سمير غانم بشخصيته الكوميدية الفريدة من الفريق ليقدموا معًا أفلامًا كوميدية إفهاتها خالدة، فكان لكل منهم شخصية مميزة وأسلوب خاص مما شكل منهم ثلاثي لا يمكن تصورهم إلا وهم سويًا، فالمؤلفات الرائعة لحسين السيد والألحان التي قدمها سمير غانم بنفسه للفرقة، بها تفاصيل لا تنسي، كما أصبحوا أبطالاً لأفلام لاقت نجاحًا كبيرًا. قدم الثلاثي العديد من المونولجات والإسكتشات والأفلام ومنها "القاهرة في الليل" 1963.

وتعتبر بدايتهم في السينما والتمثيل، "آخر شقاوة"، "شاطىء المرح"، "30 يوم في السجن"، وغيرها من الأفلام التي شهدت السينما في عصرها طفرة كوميدية حتى انفصال الثلاثي بآخر أعمالهم "المجانين الثلاثة" 1970.

ارتبط غانم بالضيف أحمد ارتباطًا وثيقًا، وكان يُعتبر غانم سندًا لجورج والضيف في أعمالهم، لكن وجد سمير نفسه في حاجة إلى فرصة حقيقة ليظهر موهبته بشكل فردي حتى انفصل الثلاثي بعد وفاة الضيف أحمد 1970، حيث استمر سمير وسيدهم لفترة قصيرة والعمل بنفس اسم الفرقة معًا، لكن انفصلا حتي يستمر سيدهم في تقديم الفرقة بمفرده، لكنه لم ينفصل عن سمير في هذه المرحلة بالنسبة للسينما والمسرح.

علاقة سمير بسيدهم علاقة مبهمة، فلا أحد يستطيع تفسيرها، فدارت حولهما الشائعات والأقاويل واتهام سمير بإهمال سيدهم في فترة مرضه، والتخلى عنه بعد حريق مسرح سيدهم "الهوسايبر"، حيث طالبه بمستحقاته من المسرح، لكن لم يذكر أحد علاقتهما الفريدة، التي تميزت بصداقة قوية وذكريات يتذكرها جمهورهما في "المتزوجون" قبل أبطالها.

قدم سمير غانم أعمالا فنية مهمة وكوميدية من الدرجة الأولى، فثقته في نفسه والإيمان بموهبته جعلتا من سمير غانم شخصًا لا يخاف الوقوف أمام نجوم كبار في الوقت الذي كان يؤدي أدوارًا سينمائية صغيرة كبداية جديدة لمشواره الفني، بعيدًا عن ثلاثي أضواء المسرح، حتى أصبح نجم شباك أول يشاهده جمهور من نوع خاص عاشق للكوميديا.

ولسمير غانم عدد كبير من الأعمال السينمائية والتليفزيونية والفوازير أيضًا منها فوازير "سمورة وفطوطة"، التي  لاقت صدى قويًا، فكانت من الفوازير المنتظرة كل رمضان، كما قدم عددًا من المسرحيات فكان المسرح عشقه الأول، ومن أشهر مسرحياته "المتزوجون"، التي استمر عرضها لفترة طويلة، "جحا يحكم المدينة"، "بهلول في إسطنبول"، دو ري مي فاصوليا"، وغيرها من الأعمال المهمة في مسيرة سمير الفنية.

أكثر من 200 عمل لا نذكر معظمها، فكان هدفه الأول والأخير هو وجوده على الشاشات ليذكره جمهوره، فلا طريق له سوى النكتة، لا يرغب في شىء سوى أن يصل بكل من يشاهده إلى أن تصبح الضحكة من القلب، فكان ولا يزال حتى الآن يقدم الضحكة التي يحتاجها الناس دائمًا.