أخبار عاجلة

«العرضحالجي»| مهنة «مندثرة» مازالت باقية في دول العالم الثالث

السبت 11 يونيو 2016 11:04:00 مساءً

الشرقية الآن - متابعات

بأكمام إضافية يرتديها فوق ملابسه يجلس في إنصات بنظارته الطبية الكبيرة يدقق السمع ويكتب كل ما يسمعه دون تدخل منه أو إبداء رأي، ذلك هو "العرضحالجي" أو الكاتب العمومي الذي يقوم بالكتابة نيابة عن الغير الذي إما لا يجيد القراءة أو الكتابة أو ليست لدية الخبرة والدراية الكافية لكتابة ما يريده بالطريقة الإدارية أو القانونية المطلوبة منه.

 

مهنة معروفة منذ قديم الأزل إلا أنها مازالت متواجدة خاصة في دول العالم الثالث، والتى ينتشر فى أكثرها الأمية والجهل والبيروقراطية والتعقيدات الإدارية، وبعض الدول تقنن تلك الوظيفة وتخضع ممارستها لشروط معينة وذلك نظرًا لحاجتها الأساسية والضرورية لتلك المهنة، كما أن البلدان العربية تعتبر من أكثر الدول استخدامًا لتلك المهنة "العرضحالجي".

 

جدير بالذكر أن مهنة الكاتب العمومي تختلف من دولة إلى أخرى ومن زمن لآخر، ففي المغرب مثلًا، الكاتب العمومي العصري يكتب المراسلات والبحوث الجامعية والتقنية، ويكتب الالتزامات والعقود، ويكتب في الصحافة وتصوير أفلام وثائقية ويلعب دور الوكيل العقاري وغيرها من المجالات.

 

وتعتبر كلمة "العرضحالجي" مصرية كما أن بعض الدول العربية تستخدمها، فهو يعني الشخص الذي يكتب "العرضحال" أو رسالة عرض المشكلة والتي تستوفي الدمغة الحكومية اللازمة، وفي بعض الأماكن يجلس أمام المحكمة أو المصالح والدوائر الحكومية ليكتب للناس شكواهم نظير أجر معروف.

 

تعتبر مهنة الكاتب العمومي مهنة حرة تقدم خدمات كتابية على أشكال وأنواع ولغات مختلفة مثل كتابة المراسلات وقراءتها وترجمتها، فالخبرة الواسعة التي يحصل عليها الكاتب من تلك المهنة ترجع لحكمته في النصح والأرشاد والفتاوى ويبدي رأيه في المواقف والمشاكل والنزاعات، ولكن بصورة ودية وليست قانونية، فجلوسهم أمام المحاكم ومعايشتهم للقضايا تسمح لهم ببناء خلفية معرفية طويلة.

 

"العرضحالجي" يجب أن يكون شخصية معروفة لأبناء البلدة التي يعمل بها حتى يكون له متسع من الثقة نظرًا لأنهم يعتمدون عليه في مكاتباتهم الرسمية، وفي البداية كان يكتب بقلم جاف ويجلس بالأسواق العمومية ولا يحدد أجرًا معينًا مقابل مهنته، فقط يقوم الناس بإعطائه حفنة من النقود، إلى أن تطور وضعه وأصبح يكتب على الآلة الكاتبة بخفة وسرعة ومهارة تتوازى مع سرعة الكلام المنطوق دون الوقوع في أخطاء، ثم أصبح الحاسب الآلى وسيلة الكاتب في عمله.