أخبار عاجلة

تعرف على قاموس الردح فى مصر .. و"أحمد يا عمر" .. طلع أسمرانى

الاثنين 09 نوفمبر 2015 05:14:00 مساءً

وليد جاد

أثناء ركوبك المواصلات وسط ثرثرة الركاب والمواطنين، والتزاحم الشديد الذى يدفعك للمشادات الكلامية والمشاجرات اليومية، تجد عبارات نسمعها من المواطنين وصفوها نشطاء مواقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك" و"تويتر"، والتى تعتبر قاموس الردح الشعبى فى مصر .

 

ومن أبرز تلك العبارات نجد "يا الدلعدى"، حيث إنه له تفسيران الأول أنه تحريف لعبارة "يا ألد العدي"، أي "يا ألد الأعداء"، والآخر "يا دا العدي"، أي "يا هذا العدو" تعني هذه العبارة أن الذي يتوجه إليه الحديث هو عدو أما لو كان الحديث يتوجّه إلى شخص صديق، فالمصطلح يعني حينها الدعاء له وحمايته من ألد أعدائه.

 

أما إطلاق عبارة "ياعمر" من أقدم التعبيرات المصرية، وهو يعود للعصر الفاطمي لأسباب مذهبية، كان الفاطميون يبغضون شخصية عمر بن الخطاب، فكان خطباؤهم يسخرون منه على المنابر ذاكرين بعض المواقف المنسوبة إليه ثم يقولون باستهزاء "وأين كنت أنت يا عمر؟" ويمطّون كلمة عمر فيقولون "يا عوووماااار"توارث المصريون التعبير فصاروا يقولون لمن يردحون له "يا عمر".

 

أما لفظ يا "شوباش" يعتبر من أقدم مفردات "الردح" المصرية على الإطلاق، فهي تعود للعصر الفرعوني بمعنى مختلف تماماً عن الغرض المراد من الردح، فـ”الشوباشي” عند الفراعنة هي تماثيل صغيرة توضع في القبر لتردد الدعاء للميت، وقد انتقلت الكلمة للعصر الحديث وحملت معنى آخر هو “رددوا ورائي ما أقول وأمنوا على كلامي الموجّه للخصم”.

 

أما "أفرش لك الملاية" يعتبر ظهور تلك اللفظ فى منتصف القرن العشرين كانت النسوة، خاصة في الإسكندرية، يرتدين عند الخروج ملاءة سوداء. وإذا أرادت إحداهن الردح لفترة طويلة فرشت ملاءتها على الأرض وتربعت عليها، وهذا الموقف يعني أنها تفرّغت للمواجهة .

 

أما لفظ "أخلي اللي ما يشتري يتفرج" معناها  أن تقوم الرادحة بتوجيه الإهانات إلى خصمها حتى تفضحه وتجعله "فرجة" للناس، كالبضاعة المعروضة على الملأ لمن يرغب في الشراء ولمن يكتفي بالمشاهدة.

 

وبالنسبة لإطلاق لفظ "أحمد عمر" كان أحمد عمر شابًا أسمرًا طويلًا شديد الوسامة سكن إحدى الحارات المصريّة القديمة أثناء طلبه للعلم، وكان معظم رجال الحارة وقتها في الحرب، فافتُتنت به نساء الحارة، وهو تارةً في بيت هذه وتارة في بيت تلك، يُحدّث كل واحدة منهنّ عن أسراره مع التي سبقتها حتّى فاحت الرائحة وأرسل أحد عجزة الحارة في طلب رجالها من على الجبهة وأخبرهم بالأمر، ورجعوا في طلب رأس أحمد عمر الذي هرب ومعه أسرار نساء الحارة بعدها أمست زوجة الرجل العجوز الذي أرسل في طلب رجال الحارة تُعاير كل النساء فيها بحكاياتهنّ وأسرارهنّ مع أحمد عمر التي تعرفها كلها، حتى وقفت لها إحداهنّ في مرّة وقالت بخُبث: "ومن أخبرك عن حكاياتنا مع أحمد عمر إلا أحمد عمر نفسه!" .. ومن يومها إلى الآن أصبحت جملة الردح الأشهر إذا ادعت إحداهنّ البراءة والشرف: "نعم يااا أحماااااد يا عوووماااااااار!" (مع المؤثرات الصوتيّة والبصريّة).

 

أما "بطلوا ده واسمعوا ده" أي اتركوا ما في أيديكم واسمعوا ما يقال لتشهدوا على ما يحدث، كما أطلق المصريون لفظ شعبى "أجرسك وأبهدلك" حيث أن التجريس كناية عن الفضيحة، وأصل الكلمة أن المحكوم عليه بعقوبة في العصور القديمة كان يوضع مقلوباً على حمار ويطاف به في المدينة وخلفه منادٍ يعدد جرائمه وهو يقرع الجرس، أما البهدلة فهي العبث بهيئة الخصم وهندامه حتى يفقد احترام الناس له.

 

أما "أقف عوج واتكلم عدل" أي قف كما تريد لكن تحدث باحترام، واللفظ الشعبى "يا لهوي/ يا لهوتي" تعبر عن الندم  وأن اللهو أدى لوقوع المصيبة وأيضا نستخدم مثلها في العامية المصرية مصطلح يا لهو بالي لتعطي نفس المعنى.