أخبار عاجلة

أحكام واحتجاب ومصادرة.. أزمات صاحبة الجلالة في عهد «المخلوع»

الأربعاء 04 مايو 2016 10:51:00 مساءً

الشرقية الآن - متابعات

صراع دائم ما بين صاحبة الجلالة والأنظمة الحاكمة، في محاولة لكسر الأقلام التي عارضت الأنظمة وحاولت الكشف عن الفساد المتعفن في سلسال الدولة، منذ أن عرفت مصر الصحافة على يد الحملة الفرنسية التي أدخلت الصحافة في مفهومها الحالي بعيدًا عن الطرق القديمة لنقل الأخبار، وكان عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك أشد وطأة على أصحاب القلم، وفي ذكرى ميلاده نستعرض أبرز المواقف الخلافية بينه وبين الصحافة.

 

على عكس سابقيه لم يقرب حسني مبارك منه أى صحفي، ولم يستطع على مدار مدة حكمة أن يتفاهم مع صاحبة الجلالة، ودائمًا ما كانت تتفاقم الأزمات، فتعرضت الصحافة في عهده لعدد من المشاكل كان أبرزها إصدار قانون تشديد عقوبات جرائم النشر وفرض قيود على الصحف المستقلة والحزبية، واستمرار سياسة اعتقال الصحفيين ومعارضى الرأي، وعلى الرغم من الأزمات فإنه لم يحدث في عهد المخلوع أن تقتحم قلعة الصحفيين ولا أي نقابة أخرى.

 

وكان قانون 93 لسنة 1995 الذي وافق عليه وأقره مجلس الشعب في جلسة واحدة، كان من أكثر ما عصف بالصحافة المصرية منذ زمن بعيد، فكان يحوى ذلك القانون الذي لاقى اعتراضات جامة من قبل الصحفيين والمثقفين وأصحاب الرأى، ست مواد تتضمن معظمها تعديلات لبعض مواد قانوني العقوبات والإجراءات الجنائية، والقانون 76 لسنة 1970 الخاص بإنشاء نقابة الصحفيين.

 

وكان موقف الصحف الحزبية والقومية والمستقلة على قلب رجل واحد، إذ رفضت ذلك القانون وتصدت له في تغطيتها الصحفية من أخبار وتقارير ومقالات وأعمدة صحفية، رافضين ذلك القانون الذي كان يودي بحرية الصحافة وتكميم أفواه الصحفيين، فيما كان هناك رد يتسم بالقوة والحكمة  لنقابة الصحفيين إيذاء ذلك القانون.

 

في محاولة لاستيعاب تلك الأزمة، التقى السابق حسني مبارك مع عدد من الصحفيين في القصر الرئاسي لإنهاء الأزمة التي نشبت، وفي غرفة مغلقة أشاد المخلوع بالصحافة وأهمية دورها، وقال إن الأخطاء التي يقع فيه الصحفيون لا تقارن بحجم أخطاء أقرانهم في أوروبا وأمريكا، وفقًا لـتصريح سابق للكاتب الصحفي رجائي الميرغني، الذي كان من ضمن الحضور، لكن بعد اللقاء فوجئ الوفد الذي حضر الاجتماع بمؤتمر يترأسه "صفوت الشريف" نافيًا جميع ما قاله الرئيس داخل تلك الغرفة المغلقة.

 

"هذا النظام شاخ على مقاعده" هكذا قال هيكل على نظام مبارك الذي كانت علاقته به تتسم بالفتور على عكس سابقيه، فكرر تلك المقولة في موقفين منفصلين الأولى عند تضامنه مع الصحفيين عام 1995 أثناء رفض قانون 93 وكانت المرة الثانية خلال ندوة عقدها في مقر الجامعة الأمريكية في القاهرة نوفمبر 2002.

 

احتجبت الصحف المصرية في عهد مبارك ثلاث مرات كانت الأولى عام 1995 اعتراضًا على قانون 93 الذى يغلظ عقوبات الحبس فى جرائم النشر، حتى تم تعديله بالقانون 96 لسنة 1996، والثانية في عام 2006 احتجاجًا على مشروع القانون الذى يسمح باستمرار العمل بعقوبة الحبس فى قضايا النشر على الرغم من إجراء تعديلات على قانون العقوبات، لكن هذه التعديلات استحدثت نصًا يوجب حبس الصحفي إذا طعن فى الذمة المالية للموظفين العموميين، وأعضاء المجالس النيابية المنتخبة والمكلفين بخدمة عامة.

 

فيما كانت المرة الثالثة عام 2007 قامت 15 صحيفة حزبية ومستقلة بالاحتجاب اعتراضًا على اعتداء الحكومة على حرية الصحافة ومحاولة تكميمها، وذلك بإصدار أحكام على مجموعة من الصحفيين ورؤساء التحرير، فيما شهد عصر المخلوع إغلاق عدد من الجرائد وحبس الصحفيين خاصة في الفترة الأخيرة من حكمه، حيث تم إغلاق جريدة الدستور، وتمت مصادرة وإيقاف جريدة الشعب، ومصادرة جريدة "النبأ" أيضًا.